اقهري غرورك

أميمة عبد العزيز زاهد

 

 

    ما الذي يمنع بعض الزوجات العاملات من أن تحتفظ بزوجها وبنجاحها في وقت واحد؛ لكي تعيش حياة أسرية مستقرة وهادئة، وألا تتعالى على زوجها مهما بلغت من مكانة، ولا تنسى فضله عليها، وأنه كان من أهم أسباب تفوقها؛ لأنه قد تغاضى عن بعدها عنه وعن منزلها وعن أبنائها، ووفر لها أسباب الراحة لتنجح؛ فلولا مساندته لها؛ ما وصلت إلى ما وصلت إليه، قد يكون أحيانًا عنف الزوج بسبب الصراع الداخلي، عندما تنادي بعض النساء للتحرر اللامنطقي؛ فهي تريد حرية وحقوق المرأة الغربية، وأيضًا تريد حقوق المرأة المسلمة؛ فالبعض منهن تريد كامل حقوقها دون أن تعرف أن تؤدي واجباتها، وعمومًا، إن الزوجة الأنانية والمهملة للواجبات الأسرية والمتمردة، لن تولد سوى رجل عنيف غير محبوب مهمل، والعكس صحيح، والله سبحانه وتعالى، فضل المرأة في جوانب، وفضل الرجل في جوانب أخرى؛ ليتكامل كل منهما مع الآخر؛ فلا وجود لشعور النقص أو التعارض بين الدورين؛ فكل منهما يشعر بالاحتياج الطبيعي للآخر وتكتمل سعادته ورضاه مع سعادة الآخر ورضاه، وهذا هو معنى الزواج، لا أحد أفضل من أحد، كل طرف يحترم الآخر ويحتاج له، والمجتمع لن يستطيع الاستغناء عن عمل المرأة، وعملها ضرورة لا بد منها، ومحاولة التوفيق واجب عليها؛ فإذا وجدت المرأة الرجل المناسب الذي يشجعها ويدعمها، أو كانت تعيش داخل أسرة متفاهمة، سيكون ذلك عاملاً هامًا على النجاح في الدورين معًا، هذا لو كانت واعية ومتفهمة لأدوارها، ولا بد من أن يجاهد كل طرف إلى قتل العاصفة في عقر دارها، ويتحاور ويتناقش عن كل ما يضايق شريكه ويزعجه، دون أن يجرح كرامته أو يمس نواحي معينة يعرف أنها تثير أعصابه وتستفزه؛ فالعلاقة بين المرأة والرجل ليست علاقة تفاضل، وإنما علاقة تكامل؛ لذا يتطلب ذلك من الزوجين الكثير من التفاهم والبذل والعطاء؛ للحفاظ عليها، ومن التدعيمات الفاعلة، أن تشارك الموظفة ولو بجزء من راتبها في تحمل مسؤولية البيت لو احتاج الوضع لذلك، ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك بتحايل الزوج على زوجته، أو أن يستغلها ليستولي على راتبها؛ فالمرأة في الإسلام لها ذمة مستقلة عن زوجها، ولها مطلق الحرية أن تتصرف في مالها كما تشاء، وعلى الزوجة أن تستفيد وتأخذ العبر من القصص التي تراها وتسمعها، وأن تتعلم كيف تحافظ على زوجها وبيتها، وتقهر الغرور الذي لو أصاب امرأة دفعت ثمنه غاليًا من حياتها ومستقبلها واستقرار أبنائها؛ فلا تندفع في لحظة تكبر يدعمها عملها؛ لأن زوجها في يوم ما، لن يكتفي بالصمت وسيتصرف تصرفًا قد تندم عليه طوال حياتها.

فالسعادة رابط عقلي تحدده نوعية الحياة التي نعيشها والشعور بالرضا، وذلك يساهم في تدفق الحب النابع من الأعماق، وكلما كان تصورنا إيجابيًا، كنا أكثر رضا وأكثر سعادة، ونستشعر وجود الله سبحانه معنا، في حلنا وترحالنا، في يقظتنا ومنامنا، وبأننا لسنا وحدنا؛ فتعمر نفوسنا بالراحة والسكينة والأمان. .