إشهار كتاب "روابط الفكر والروح بين العرب والفرنجة" في شومان

مؤسسة عبد الحميد شومان
السعافين والمجالي والنجار وأبو الشعر من حفل الإشهار
كتاب روابط الفكر والروح بين العرب والفرنجة
محقق الكتاب مصلح النجار
جانب ن حضور الحفل
5 صور
احتفل في منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، بإشهار كتاب "روابط الفكر والروح بين العرب والفرنجة" لمؤلفه الشاعر اللبناني إلياس أبو شبكة، وتحقيق الدكتور مصلح النجار، وقدم حفل الإشهار الناقد والأكاديمي الدكتور إبراهيم السعافين، وذلك في مقر مؤسسة عبد الحميد شومان في منطقة جبل عمان في العاصمة الأردنية.

وقال محقق الكتاب الدكتور مصلح النجار: "في هذا اليوم، ننبش في أرضية غرفةٍ مغلقةٍ من غرف الأدب العربي الحديث ونقد الأدب العربي الحديث، لنعاين لحظة إشراقٍ وتنوير كان بطلها الشاعر اللبناني العبقري إلياس أبو شبكة المولود مطلع القرن العشرين في الولايات المتحدة الأميركية، والمتوفى سنة سبع وأربعين عن ثلاث وأربعين سنة ليخلّف للعالم سبعة وثلاثين كتابا بين مجموعة شعرية، وكتاب نثري، وكتاب مترجم".

وأوضح النجار أن كمّ المعلومات التي احتواها الكتاب بين دفّتيه، معظمها تتعلّق بشخصيّة أبي شبكة الإشكاليّة، ومنها ما هو متعلّق بروح عصر الأنوار، والحركة الرومانسيّة الأوروبية، وبرؤية الكاتب ذاته لمرحلتي النهضة والتنوير العربيتين، ودورهما في تشكيل الحداثة العربية، معتبراً أن أبو شبكة "إشارة علاّم" في العلاقة بين الثقافة العربية، والثقافة الفرنسيّة على وجه الخصوص، بل إنّه كان مبشّرا بالثقافة الفرنكوفونيّة، وناقلا لها، يعمل على نشرها من خلال كتبه، وترجماته الكثيرة، بلغة ووعي استثنائيين عزّ نظيرهما في تلك المرحلة.

وبدأت الأكاديمية الدكتورة هند أبو الشعر، حديثها حول الكتاب بعدة تساؤلات كانت: "لماذا قام الدكتور مصلح باختيار هذا الكتاب تحديدا؟ ولماذا إلياس أبو شبكة؟ ولماذا الآن؟"، بهذه التساؤلات بدأت الدكتور هند أبو الشعر حديثها عن الكتاب. فاعتبرت أن النجار الذي يعرف خطهّ الأكاديمي والفكري، يحسب خطواته بذكاء، وأن اختياره لإعادة الكشف عن هذا المخزون الثقافي الذي قدمه إلياس أبو شبكة في هذا الزمن الصعب، يؤشر على الوعي بأهمية إعادة دراسة "الآخر" وتأثيره في فكرنا وتأثيرنا في فكره، واستعادة فكر جيل الأربعينيات الذي يمثله الكاتب والمترجم اللبناني إلياس أبو شبكة.

ورأت أبو الشعر أن كتاب "روابط الفكر والروح بين العرب والفرنجة"؛ هو الخطاب الذي يتوجه فيه لجيل الأربعينيات، وهو الخطاب الذي يجب علينا نحن الآن أن نتوجه فيه إلى جيل النصف الأول من القرن الحادي والعشرين، معتبرة أن الدكتور مصلح أحسن في إعادة هذا الكتاب النخبوي إلى الساحة الفكرية، بطرحه محققا ومدروسا، ولفتت إلى أن القارئ العربي أحوج ما يكون الآن إلى خطاب الفكر والروح في زمن الخراب والدماء والرعب وكره الآخر، لإحلال الإنسانية محل الكراهية.

وقالت أبو الشعر تعقيباً على فصول الكتاب، إن "هذه الفصول موجهة للقارئ الجادّ وللنخبة، وليس للقارئ العاديّ، لأن أبو شبكة حفرعميقاً في أصول الثقافة الغربية الكلاسيكية " اليونانية والرومانية "، وفي عصر النهضة وأدبياتها ، وفي التثاقف الحضاري الغربي مع حضارة العرب في الأندلس، مرورا بحروب الفرنجة وانتقالا للثورة الفرنسية ووصول الحملة الفرنسية إلى مصر، وبدايات الانفتاح على فرنسا عن طريق البعثات العلمية التي أرسلها محمد علي باشا، وتأثير هذا كله على الأدب والفكر بين الطرفين".

واعتبرت أن أجمل ما يستوقف قارئ الكتاب هي حركة الترجمة التي أصبحت ظاهرة في المسرح والرواية، وبينت في هذا السياق، أن حركة محمد علي باشا ساهمت في تشجيع الترجمة عن الفرنسية إلى العربية، عندما أرسل البعوث إلى فرنسا وعلى رأسهم رفاعة الطهطاوي ومعه أبناء الخديوي ومنهم إسماعيل بن إبراهيم باشا، حيث ألزم كل مبعوث بترجمة كتاب من الفرنسية إلى العربية في المادة التي يدرسها، لتصل الكتب المترجمة في الطب والهندسة والتاريخ والجغرافيا والصيدلة والأدب إلى خزانة محمد علي باشا.

ومن جهته، رأى الأكاديمي الدكتور محمد المجالي، أن كتاب "روابط الفكر والروح بين العرب والفرنجة"، يشكل وثيقة تاريخية أدبية يمكن أن تخدم الدارسين في هذين المجالين، وقال إن "العناوين التي تناولها أبو شبكة في كتابه جاءت منسجمة متناغمة تدل على ثقافة واسعة، واطلاع دائم"، مضيفا أن" لغة أبو شبكة في كتابه كانت لغة راقية تنسجم وطبيعة الموضوع المطروح"، ولفت المجالي إلى أن ما قام به الدكتور مصلح النجار يمثل جهداً طيباً في مجال التحقيق؛ إذ عمد إلى شرح المصطلحات الغامضة، وإلى التعريف بأسماء المدن والشعراء والكتاب والمذاهب والاتجاهات بأسلوب محكم متماسك.

وفيما يشار إلى أن الدكتور مصلح النجّار، أكاديميّ وشاعر أردنيّ. وأستاذ الدراسات العليا في الأدب العربيّ الحديث ونقده بالجامعة الهاشميّة. له تسعة وعشرون كتاباً منشوراً في حقول الأدب والنقد، والأمن الإنسانيّ، وتعليم العربيّة للناطقين بغيرها. كما له أيضا، 31 بحثا علميّا محكّما منشورا في الدوريّات العربيّة والعالميّة. وقد أشرف على عدد كبير من الرسائل والأطاريح لطلبة الدكتوراه والماجستير.