من حقي أن أبحث في هاتفك!

إذا كنتِ زوجةً أو ابنةً أو أختاً أو زميلةً، ولكِ موقف من سلوك أقرب الرجال إليك، فهذه الصفحة لك. قولي كلمتك له، فالذكي من الإشارة يفهم... وعسى أن يكون رجلك ذكياً!

الخطيبة تدافع:
لماذا كل هذا الغضب والقطيعة؟ ما الذنب الذي اقترفته؛ لتكون ردة فعل داني بهذه الحدّة؟ ألست خطيبته وبعد أشهر سأصبح زوجته! أليس هو من يقول لي إنه لي وملكي! أليست علاقتنا مبنية على الحب والثقة والاحترام وكذلك الصراحة؟ لماذا الزعل إذا؟ هل أخطأت عندما صارحته بأنني قمت بالبحث في هاتفه وقراءة رسائله؟ أنا التي اعترفت له بنفسي ولم أترك له المجال؛ ليكتشف! اعترفت له؛ لأنني لا أعرف الكذب، ولا أريد أن أخفي عنه شيئاً، وربما اعترفت أيضاً بعدما ظهرت عليّ ملامح الاستياء من تصرفاته، وبدأت ألقي له بتلميحات أصبح ينزعج منها؛ ليتساءل ويقول: (ما الأمر؟ هل تبحثين في هاتفي أم ماذا؟).
حسناً، ما الذي جعلني أقوم بهذا التصرف؟ الحكاية بدأت هكذا، مؤخراً، هاتف داني لا يفارق يده، ونحن نجلس معاً، أراه بقربي يتسلم رسائل قصيرة ويرد عليها، وهو قد أخبرني أنها من ابنة عمه، والتي تبحث عن عمل وبحاجة لمساعدته، جميل، المساعدة جميلة، ولكن ليس بهذا الزخم من الرسائل والحوارات المستمرة! نوّهت بأننا معاً، وأن الهاتف والرسائل تأخذ من وقتنا، ولكنه يتراجع قليلاً ثم يستمر. لم أحتمل ونحن عدة أيام على هذا المنوال، فتجرأت واستغللت غيابه بعض الوقت وتركه لهاتفه على الطاولة؛ لأقوم بالبحث فيه وتصفح الرسائل التي كانت بينه وبين ابنة عمه. نعم إنها تبحث عن عمل ولكن الرسائل أيضاً كان فيها نكات وذكريات طفولة والكثير الذي لا علاقة له بالبحث عن العمل!
طبعاً استأت كثيراً وانزعجت مما قرأته؛ لكنني لم أجرؤ على الاعتراف، بل بدأت ألقي بجمل تنوه عن استيائي مما توصلت له، وهنا كانت تساؤلات داني إن كنت قد اطلعت على هاتفه أم لا! لم أعترف له لكني دخلت في حالة من تعكر المزاج والتوتر التي بسببها بدأ داني ينتقدني كثيراً، ويتهمني بأنني أتصور أموراً ليس لها أساس من الواقع، كان عليّ أن أصارحه كي لا يتمادى بانتقاده لي، ولكن لم تكن لدي الشجاعة بأن أعترف له شفهياً؛ لذا أرسلت له رسائل قصيرة على هاتفه أقول له فيها إنني منحت لنفسي الحق بأن أطلع على هاتفه؛ لأنني أمتلكه وهو لي ويخصني، وبما أنني شعرت ببعض التغيرات في تصرفاته، فلم أجد حلاً سوى أن أرى بنفسي ما يجري، فإجاباته لم تكن شافية كلما سألته.
ردة فعل داني كانت عبارة عن بعض المسجات القصيرة التي تعبّر عن صدمته بما فعلت، فقد أرسل جملة استغراب قائلاً: (هل بحثتِ في هاتفي؟ )، تلتها جملة استفهامية أخرى (أنت فعلت ذلك؟ ) تلاها سؤال (ولكن لماذا؟ ). لهذه اللحظة لم يتصل بي ولم يكلمني وأنا أيضاً لم أبادر، فما الحل برأيكم؟

سهى (23–مدرسة في مرحلة ابتدائية)
على الفيسبوك كتبت: الاعتراف بالذنب فضيلة!
شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لسهى على موقع «سيدتي».


إذا كنت زوجاً أو أباً أو أخاً أو زميلاً وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك. قل كلمتك لها فالذكية من الإشارة تفهم... ولعلها تكون ذكية!

الخطيب يرد: أنا ملكك وليس هاتفي!
لازلت مصدوماً جداً ولا أصدق ما فعلته سهى!! سهى؟ خطيبتي الحكيمة الواعية، الراقية في كلامها وتصرفاتها وتفكيرها! سهى التي تختلف عن كل من حولها وتتفرّد بشخصية مميزة نقية، كيف تتصرف بهذه الطريقة؟ ما الذي دفعها على البحث في هاتفي من دون علمي؟ هل هي فضولية، ولم أكن أعلم أم ماذا؟ مر على هذا التصرف عدة أيام وأنا لازلت مصدوماً، ولا أريد أو أنوي التحدث معها، فما فعلته هو تجاوز لحدود العلاقة بيننا والمبررات التي كتبتها لي باعترافها بأنها بحثت في هاتفي مجرد تفسيرات، ولا تحمل في طياتها شرحاً أو الأهم اعتذاراً!
نعم أنا خطيبها وسنتزوج قريباً، وشعورها بالتملك حق لها، ولكن أن تمتلكني شيء وأن تمتلك هاتفي شيء آخر! لا يعني أن تمتلكني هو أن تمتلك ما أملكه! إن كان لديها الفضول بمعرفة شيء أو تريد أن ترى شيئاً، فكان من الأجدى أن تطلب مني وأنا أقرر إن كنت سأمنحها إياه أم لا، لا أن تبحث من ورائي!
مستاء جداً جداً ومصدوم أكثر من تصرفها، فماذا تركت لمن هنّ أقل منها وعياً ونضجاً وحكمة؟ ولهذه الساعة وأنا لازلت أبحث في الدوافع التي جعلتها تتصرف هكذا، ما الذي فعلته؟ أجلس معها وأمامها وأرد على مسجات ابنة عمي، وعندما سألتني مع من أخبرتها ولم أخفِ عنها، وسهى تعلم أنني شخصية مجاملة، ولا أحب التعامل الفظ مع الناس، وليس من اللائق أن ترسل لي ابنة عمي استفسارات وطلب مساعدة ولا أرد عليها. نعم ليست جميع المسجات كانت تتعلق ببحثها عن عمل، وكانت تتخلل هذه الرسائل بعض النكات وأحياناً ذكرياتنا أيام الطفولة أو الحديث عن الأهل والأقارب، ولكنها تبقى في إطار العائلة ولا تتعدى ذلك فما الذي أثار استياء سهى؟
لا أنكر إنني لاحظت انزعاجها، ولكني في نفس الوقت لا أحب الإلحاح، وهي بدأت تلح كثيراً وتتذمر بأنني أمسك بهاتفي، وتطلب مني تركه عندما نكون معاً! أنا لست طفلاً؛ لتلح عليّ بهذه الطريقة ولا أحب التدخلات، وللأسف استياؤها هذا والأفكار التي وضعتها في رأسها جعلت جميع تصرفاتها عبارة عن ردود أفعال، وأنا استغربت في البداية، وقبل اعترافها لي ببحثها في هاتفي أنها كانت تنفعل على كل شيء وتتوتر لأتفه الأسباب وأسلوبها أصبح هجومياً معي.
ماذا تتصور سهى الآن؟ هل تعتقد أنني أقدر اعترافها الذي لم يحمل أسفاً، بل كان يحمل تبريرات! إنني مصدوم ولا أنوي التحدث معها قبل أن تبادر وتعتذر عن تصرفهاأ وتعلم أنها أخطأت جداً بتجاوزها. أحبها وأقدرها وكلي لها ولكن ليس هاتفي!

داني (25– صيدلاني)
لا أحب مواقع التواصل الاجتماعي!
شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لداني على موقع «سيدتي».