اكتشفت توأمها بالمصادفة والتقته بعد 30 عاماً

الفتاة كيران غوستافسون
كيران واخوتها السويديين
كيران مع أمها البيولوجية
كيران في طفولتها مع عائلتها السويدية
4 صور

بقصة مثيرة ودراماتيكية للغاية، التقت "كيران غوستافسون" البالغة من العمر 33 عاماً، وهي فتاة هندية الأصل، تبنتها بطفولتها عائلة سويدية، بشقيقها التوأم للمرة الأولى في حياتهما بعد 30 عاماً من الغياب، عقب اكتشافها مصادفة أن لها شقيقاً توأماً، وذلك خلال قيامها برحلة طويلة إلى الهند، للبحث عن أمها البيولوجية.

"كيران" التي كان قد تبناها كل من المُعلِّمة المُتقاعدة "ماريا ويرنانت"، ورجل الأعمال "كييل - أك"، وأعطياها خلال كل هذه الأعوام الرعاية والحب التي تحتاجه، كانا صريحين معها فيما يخص حقيقتها، وسبق واعترفا لها بأنهما تبنياها من دارٍ للأيتام في مدينة "سورت" بولاية "كجرات" غرب الهند، عندما كانت بالثالثة من عمرها، إلا أنها قررت الذهاب برحلة بحث عن الذات للعثور على أمها الحقيقية.

وبحسب ما نقلته شبكة BBC البريطانية، أن "كيران" وعلى الرغم من أن والديها بالتبني ربياها بشكل صالح، إلا أنها ظلت تشعر بأن هناك شيئاً مفقوداً، لم تكن تعرف ما هو طوال هذه الفترة الطويلة، وكانت تشعر بالغيرة أحياناً من إخوتها لعلاقتهم المميزة والمترابطة ببعضهم، وعندما كبرت في السن، ازداد هذا الشعور بالفراغ داخلها، حتى قررت أن تتحدث إلى عائلتها حول الأمر.

وتتابع كيران لـ"BBC"، أن عائلتها ظلت داعمة لها كلياً، ورغم زيارتها لمدينتها "سورت" الهندية خلال العامين 2000 و2010 لأسباب مختلفة، لكنَّها في كلا الرحلتين كانت تحضرها العديد من الأسئلة الجديدة وعندها بدأت البحث أكثر عن تفاصيل تبنّيها، ووجدت المزيد من التفاصيل حول دار الأيتام التي جاءت منها.

وكان العام 2010 حاسمة بالنسبة إلى كيران، حيث بدأت خلاله التفكير برحلة البحث عن والدتها البيولوجية، واعترفت بأنها كانت مترددة وغير واثقة، وصرحت: "كان والداي موافقَين على قراري، وأخبراني بأنَّهما فخوران بي وأنَّهما يحبانني"، ولكنها نفَّذَت قرارها هذا بعد 6 سنوات في عام 2016، عندما كانت متواجدة في محاضرة يُلقيها "آرون دول"، مؤسس مُشارك بمنظمةٍ غير حكومية مقرها هولندا، تعمل ضد الاتجار بالأطفال، وكان "دول" هو الآخر مثلها ابناً بالتبني، حيث أشار خلال المحاضرة إلى المعركة القانونية الخاصة به للحصول على معلومات عن أمه البيولوجية في الهند.

تواصلت كيران مع "آرون دول"، الذي تمكن من توصيلها بعاملة حماية الأطفال "أنجالي باوار"، التي بدورها وافقت فوراً على مساعدة كيران، وتمكَّنَت من الكشف عن هوية والدتها بعد معرفة بعض التفاصيل، وكان اسم والدة كيران البيولوجية هو "سيندوهو غوسوامي" وكانت تعمل خادمةً منزليةً في "سورت"، وتمكنت كلتيهما من معرفة عنوان عمل الأم.

بعد معرفة هذه المعلومات، زارت كيران الهند أخيراً لبدء رحلتها، وكان ذلك خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي من العام الجاري 2018، وتمكنت من مقابلة عدد من زملاء والدتها السابقين في العمل، لكن المعلومات التي قدَّموها لها لم تكن كافيةً للاستمرار بالبحث، ولم يكونوا على درايةٍ بالمكان الذي هي فيه الآن، أو حتى ما إذا كانت على قيد الحياة، ولكنهم أعطوها صورة لها.

بعد حصولها على صورة أمها، لاحظت كيران التشابه بينهما، ونجم عن المزيد من البحث، أن وجدت شهادة ميلادها الهندية، وكانت الصدمة الكبيرة لها حين اكتشفت أنَّ لديها أخاً توأماً، وهنا تعلق كيران قائلةً: "كان أمراً لا يمكن تصديقه، وجدت إجابات الأسئلة عن مشاعر الاتصال والانتماء، وكنت مصدومةً، كان الأمر مدهشاً".

بعد هذا الإكتشاف الأخير، قررت كيران البدء برحلة بحث أخرى، ولكن هذه المرة عن شقيقها التوأم، وعرفت بأنه هو الآخر كان قد تبنَّته عائلةٌ في مدينة سورت، وهو الآن رجل أعمال ناجح، إلا أن المشكلة التي واجهتها كيران، أن عائلة شقيها بالتبني لم تكن قد أخبرته بالحقيقة، وفي نهاية الأمر التقى التوأمان في لمِّ شملٍ عاطفي، وعندما التقته للمرة الأولى، قالت كيران: "في المرة الأولى التي رأيت فيها أخي، تجمَّدت في مكاني، ولم أستطع قول أي شيء، جلسنا على الأريكة بمنزله، كان هناك صمت، ثم بدأت في البكاء، كانت الكلمات الأولى التي قالها لي هي: (لا تبكي)، ثم أخذ يدي، كانت لحظة سحرية".