العرض الفلسطيني: «الورد إلي بينهن».. رحلة في الخيال إلى الواقع

طريبة أثناء سردها لإحدى القصص.jpg
طريبة أثناء سردها لإحدى القصص
العرض الفلسطيني: الورد إلي بينهن.jpg
العرض الفلسطيني: الورد إلي بينهن
حنين طريبة من عرض: الورد إلي بينهن.jpg
حنين طريبة من عرض: الورد إلي بينهن
الفنانة حنين طريبة، من العرض.jpg
الفنانة حنين طريبة، من العرض
طريبة من العرض الحكواتي.jpg
طريبة من العرض الحكواتي
من العرض الفلسطيني.jpg
من العرض الفلسطيني
طريبة أثناء سردها لإحدى القصص.jpg
العرض الفلسطيني: الورد إلي بينهن.jpg
حنين طريبة من عرض: الورد إلي بينهن.jpg
الفنانة حنين طريبة، من العرض.jpg
طريبة من العرض الحكواتي.jpg
من العرض الفلسطيني.jpg
6 صور
على خشبة المسرح الدائري في المركز الثقافي الملكي في العاصمة الأردنية عمان، وضمن فعاليات ثاني أيام الدورة الحادية عشرة من مهرجان «عشيات طقوس المسرحية» الدولي، تم عرض العمل «الحكواتي» المسرحي الفلسطيني «الورد إلي بينهن»، إعداد وتمثيل وإخراج حنين طريبة، وموسيقى مباشرة على خشبة المسرح للفنانة الأردنية سحر خليفة.

أساطير عن الخلق والحب والبلاد..
تقمصت الفنانة حنين طريبة، روح «الحكواتي الفلسطيني»، ولكن بقصص أكثر عالمية، كانت جذور معظمها ضاربةً في الـ«ميثولوجيا» الإنسانية، إلا أنها بدأت حدوتتها بالكتاب الشهير الذي تمت ترجمته إلى العديد من لغات العالم، وهو: «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة»، للطبيب النفسي الأمريكي «جون غراي»، ولكن مع القليل من التصرف من جانب طريبة، والذي يحكي قصة أن الرجال تم خلقهم في كوكب المريخ والنساء في الزهرة، حتى جاء اليوم الذي اكتشف فيه كلٌ منهم الآخر، وحاولوا أن يتواصلوا مع بعضهم البعض، ووقعوا في الحب؛ لتبدأ المشاكل من بعدها في الظهور بسبب الاختلافات فيما بينهم.

وانتقلت طريبة إلى قصة عالمية أخرى، وهي الحكاية الألمانية الأصل «رابونزل»، التي ألفها «الأخوان غريم»، ونُشرت لأول مرة في العام 1812، والتي تحكي عن حبس الحسناء ذات الشعر الطويل في برج عالٍ خالٍ من أي أبواب أو نوافذ، سوى نافذة واحدة، يقوم الوحش أو الساحر الذي خطفها بالوصول إليها عبر مناداتها والتسلق على شعرها الأشقر للوصول، إلا أن طريبة كانت قد أعطت القصة نكهة أسطورية فلسطينية، بتسمية الحسناء باسم «سرايا» بدلاً من «رابونزل»، وتسمية الشاب الشجاع بطل القصة بـ«زريف الطول»، أما مكان القصة فقد جعلته طريبة على شاطئ مدينة «يافا» الفلسطينية.

ومن الأساطير الإغريقية القديمة، انتقت طريبة أسطورة الفصول الأربعة، التي أبطالها هم الآلهة الإغريقية «ديميترا»، وهي إلهة الطبيعة والنبات والفلاحة عند اليونان القدماء، التي تم اختطاف ابنتها «بيرسيفون» فائقة الجمال من قبل إله العالم السفلي «هاديس»، وكيف عملت «ديميترا» على إعادتها، وقامت بفدائها بأن تظل مكانها لعدة أشهر، ثم تعود ابنتها مكانها لما تبقى من أشهر السنة، وهكذا تكونت الفصول الأربعة.

وجالت طريبة بحضور المسرح الدائري بعد المريخ والزهرة والأرض وشواطئ يافا، إلى الهند مع أسطورة الإله «براهاما»، من ثم إلى قارة أميركا الجنوبية، عارضة بهذه الأجواء الأسطورية كيف خُلق كل شيء، من الحب والأرض وغيرها، مركزة على العلاقة بين الرجل والمرأة، وكيف كانت نشأتها الأولى بحسب الأساطير القديمة، كل ذلك بشكل الحكواتي الذي يهتم بالتفاصيل والأداء، والذي يسعى جاهدًا إلى أن يبقي انتباه المستمعين له حاضرًا طوال الوقت.

الأداء المسرحي والحكواتي..
في بداية العرض الفلسطيني، لم تتمكن طريبة من تقمص حالتها المسرحية بشكل تام، وكان يبدو عليها عدم إمساكها بجوانب شخصية الحكواتي التي تجسدها؛ حيث كان إيقاعها بطيئًا غير منتظم إلى حدٍ كبير، ومن جهة أخرى كان أداؤها وتعبيراتها الجسدية، غير منسجم مع الأحداث التي ترويها على الحضور، واستمرت هذه الحالة بعضًا من الوقت، قبل أن تتمكن من شخصيتها وتتقمص حالتها بشكل كامل؛ حيث أن ذلك كان واضحًا وباديًا فيما تبقى من فترة العرض.

حاولت طريبة أن تقدم حالة الحكواتي الأصلية؛ فلم تستعن سوى بموسيقى وصوت الفنانة سحر خليفة، التي كانت حاضرة على المسرح؛ مما استدعاها الأمر ألا تستخدم أي عنصر من عناصر السينوغرافيا الأخرى؛ فلم تستحضر أي ديكور أو أوامر إضاءة طوال فترة العرض، الأمر الذي صعّب المهمة عليها إلى حد كبير، ووضعها أمام تحدٍ مهم في الرجوع إلى أدواتها وحرفيتها المسرحية في الأداء فقط، وهو أمر يُحسب لها بكل تأكيد.

من جهة أخرى، كانت طريبة في عملها الحكواتي «الورد إلي بينهن»، الأقرب إلى فكرة ومضمون المهرجان، الذي يُعنى في مقامه الأول بالطقوس الشعبية، وتقديمها بشكلها المسرحي؛ فكانت موفقة باختيار شكل وحالة الحكواتي الفلسطيني، الذي ربطته بالقصص والأساطير العالمية؛ لتقدمه ضمن عروض المهرجان.