لعبة السيطرة الخفية بين الرجل والمرأة!

16 صور

فكرة السيطرة تظل خفية، بين الطرفين، الشاب والفتاة، بعضهن يلعبنها بخفة، فيحركن الشاب كأنه دمية ذات خيوط. وقد تكون ظاهرة للعيان فيشار إليه، ويقال: «ما به لم يكن كذلك مع أمه؟» «سيدتي نت» تبحث عن المسيطر بينهما؟

في السعودية.. جدل بين الخبراء حول الشخصية المسيطرة فترة «المَلكة»
بما أنها العروس فمن حقها أن تتدلل كغطاء للسيطرة، فتظهر إملاءاتها الواضحة في فترة «الملكة»، وبنسبة تصل إلى 95% برأي الدكتور محمد المطوع، أخصائي علم نفس اجتماعي، وعميد كلية الخدمة الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، يتابع مستغرباً: «قد يورط الشاب نفسه بوعود، تكون شرارة لاندلاع الخلافات بين الطرفين».
ببساطة نسفت نجوى فرج، الاختصاصية الاجتماعية في مستشفى قوى الأمن في الرياض، تلك النسبة العالية التي وضعها الدكتور محمد؛ فهي ترى أن سيطرة الشاب في فترة «الملكة» حتمية بنسبة 70 % بموجب عقد الزواج المبدئي، فتزداد لديه نزعة التسلط، وستفكر الفتاة ألف مرة قبل الإقدام على خطوة أقلها أنها ستحمل لقب مطلقة؛ ما يجعل منها تابعاً له ومنفذاً لأوامره».
فيما أرجع الأخصائي الاجتماعي سعد الشمري السيطرة إلى تدخل الأهل بنسبة 50% ويضيف الشمري: «مع انتشار ثقافة النظرة الشرعية أصبح الرجل وكذلك الفتاة شريكين مع الأهل في اتخاذ قرار الزواج، ثم تأتي بعد ذلك فترة الملكة والتي من الأهمية أن يبادر أهلهما لمنحهما الفرصة، في التعرف على بعضهما، وعليهما إشراك الأهل في كل خلاف أو سوء تفاهم بينهما».

في الإمارات.. «شللية» جامعية والشاب هو المسيطر
حولنا الدفة من الملكة إلى علاقتهما، أي الشاب والفتاة، داخل الحرم الجامعي، شباب جامعات الإمارات يعترفون أن من يصدر الأوامر ويوزع مهام الأنشطة هو شاب، لكنهم يتساءلون: «من سيّده؟»؟ وعندما حاول نورالدين كمال، طالب في كلية طب الأسنان بشبكة جامعة عجمان المشاركة في فعاليات النادي السوداني في الجامعة ابتعد؛ بسبب السيطرة التي يفرضها بعض الطلبة، يتابع: «أراقب زميلاتي منشغلات بأمور «سطحية» كالمظهر الخارجي، ومسألة سيطرتنا الذكورية هي حجتهن»!
الشباب في المقدمة هم الذين يتحركون في الفعاليات كما ترى الطالبة رزان حسين أبو هشيم، تخصص طب أسنان في جامعة عجمان، وتتابع: «عندما يغلب الذكور لا يعطوننا فرصة نحن الإناث لنثبت أنفسنا، فنفضل الانسحاب، بعد سحب البساط أصلاً من تحت أرجلنا، والموقف برمته ثقافة لاتزال في عقلية الذكور رغم الانفتاح الذي يدعونه».
أعطى الاختصاصيون نسبة لسيطرة الشباب على أنشطة الجامعات بلغت الـ84%، لكن «الانزواء من الطرفين»، برأي الدكتور عبدالله منيزل، عميد شؤون طلبة جامعة الشارقة، وعدم المشاركة، سببه المجتمع الطلابي متعدد الجنسيات، وليس السيطرة الذكورية تماماً.
بينما يستخلص محمد كيوان، مشرف تربوي في جامعة بريستون بعجمان: «الفكر الذكوري مازال مسيطراً لدينا نحن العرب، حيث يتسيد طالب ويختار هو طبيعة الفعاليات، وتجد نفسك وكأنك أمام رئيس مصغر، وليس زميلاً «طالباً».

في مصر.. محاولات للاتفاق وإلا!
برأي الاختصاصيين بلغت نسبة اتخاذ القرار بالمنزل للزوجة ما يقرب من 40%، فيما تناقصت سلطة الزوج 60%، فعندما التقى أحمد أسامة فياض، موظف بشركة، بخطيبته لم يدر بذهنه: من أين يأتي القرار؟ فهي ترغب في أثاث معين، لكنه لم يكن يستطيع شراءه، فتفاهم معها لتصنيعه بنفس الصورة عند فني، فاستجابت واستكانت، وهو اشترى راحته.
وحسب رأي الدكتورة هدى زكريا، أستاذة علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة الزقازيق، فإن رب الأسرة في النهاية هو صاحب القرار، وهذا لا يلغي رأي المرأة، وتتابع: «بلغت نسبة اتخاذ القرار بالمنزل للزوجة ما يقرب من 40%، فيما تناقصت سلطة الزوج في اتخاذ القرار إلى ما يقرب من 60%، وإن كان في المجمل يحتفظ بشكله التقليدي المعروف، هناك أدوار طبيعية لكلٍّ من الرجل والمرأة يقومان بها بالشراكة، أو منفردين».

في المغرب.. سمراء والحبيب
قصة زوجين اعتبرا السيطرة حباً
العاطفة والمال متوازيان لا يلتقيان، فكيف استطاعت سمراء الصالحي وزوجها الحبيب السعدي تأسيس الشراكة المعنوية والمادية منذ 20 سنة؟
سيدتي نت التقت الشريكين؛ لتكتشف وصفة النجاح.
تزوجت سمراء، اختصاص علم بصريات، وهي أم لثلاث بنات ثمرة من الحبيب السعدي، ثم اعتمدت على خبرة زوجها في إنشاء مشروع لتمويل الحفلات والأعراس، تتابع سمراء: «عندما نختلف في الآراء نتناقش، ويقدم كل واحد منا إيجابيات الموقف وسلبياته».
وعندما اقترح زوجها الحبيب السعدي إنشاء المشروع، يقول: «طلبت أن تحمل الشركة اسمها»، صمت الحبيب قليلاً، وبكل رضاء كشف لنا أنه تقبّل طلبها، ليس من باب أنها مسيطرة، بل لأنه يحبها!
قد تشتغل سمراء بنسبة 80% والحبيب 20% وأحياناً قد يكون العكس، أو يعملان بالمناصفة.
برأي اختصاصية علم الاجتماع الدكتورة خديجة أميتي، أن النموذج الذي تطرحه «سيدتي نت»استثناءاً إذا قيس بالقاعدة، فالمسيطر هو الرجل بنسبة 85%، والذي يعتبر المرأة كائناً «بيتياً».