في رمضان.. الخادمات والسُّوق السوداء

8 صور

في هذا العام تجلَّت الأزمة بصورة أكبر في ظلِّ إلزام أنظمة العمل ومنح فترة لمدَّة ثلاثة أشهر لتصحيح الأوضاع، وكذلك عجز السُّوق عن توفير أعداد كافية.

هذا الواقع أدَّى إلى تدفُّق أعداد من السعوديين إلى سفارات عدد من الدُّول في محاولة للعثور على خادمة ونقل كفالتها، ونشوب أشبه ما يكون لسوق سوداء للشغالات في محاولة لاستغلال الحاجة الماسَّة لهن، وتحقيق أرباح خياليَّة، هذا إلى جانب قرارات أخرى لوزارة العمل تتعلَّق بمنح العاملة المنزليَّة إجازة أسبوعيَّة تقضيها داخل المنزل، وعدم خروجها بمفردها من المنزل.

شركات التأجير
من وجهة نظر الكاتب والمخرج المسرحي «مهدي البقمي» أنَّ السَّبب الأول والرئيس لهذه الأزمة هو الشُّعور بأنَّ رمضان هو شهر الطبخ، والاستعانة بأكثر من خادمة، ويكمن الحل في ضبط السُّوق، والسَّماح بالاستقدام المشروع والنظاميّ للشَّركات المتخصصة لتشغيل العاملات على أن تكون تلك العاملات مدرَّبات، وتحت مسؤوليَّة تلك الشَّركة، وبتأجير منطقيّ، وبهذه الطَّريقة نستطيع القضاء على السماسرة، .
على الرغم من أن الخادمات تحولن إلى قنابل موقوتة بالنظر إلى المشاكل والجرائم التي شهدها المجتمع السعودي مؤخراً، إلا أن الأسر التي تحصل على واحدة منهن في هذه الفترة من العام تعد محظوظة، تلك كانت وجهة نظر المذيعة مها شلبي، تتابع: "بعض فئات المجتمع الذي أعطاهن الفرصة للعمل بطريقة غير نظامية؛ مما جعل لهن سماسرة وسوقاً سوداء.

في ذات الإطار تشير الإعلاميَّة «عبير الفوزان» إلى أنَّ الشغالات أصبحن يدركن الحاجة الماسَّة لهنَّ من قِبل المجتمع السعودي، وعدم ممانعتهم لدفع المزيد من المبالغ في سبيل الحصول على عاملات إضافيَّات، خصوصاً في شهر رمضان المبارك؛ لذا يتم استغلال ذلك من قِبل سماسرة الشغالات في رفع الأسعار، وقد يصل سعر الواحدة منهنَّ إلى 4000 ريال في حال إتقانها للطَّبخ.
ومنهنَّ من يلجأن لطلب الخروج النهائيّ والعودة لكفيل آخر في شهر رمضان الذي تكثِّف فيه مكاتب الاستقدام نشاطها في محاولة لتأمين العاملات المنزليَّات، والطَّلب المتزايد عليهنَّ في هذه الفترة من العام.

زيادة وجوال
فيما بعتبر عبد العزيز اليوسف الشغالة في رمضان من أهم الضروريات، خصوصاً مع مكاتب الاستقدام التي أصبحت مواعيدهم بالسنين، وأذكر لكم قصة عمي الذي استقدم عاملة أثيوبية بخمسة وعشرين ألف ريال، وبعد وصولها رفضت العمل! وحتى لا نتعرض لهذه الأزمة التي يواجهها عمي أو أي إشكالية من هذا القبيل في رمضان أقنعنا شغالتنا بالبقاء إلى ما بعد رمضان مقابل زيادة 300 ريال وجوال آخر موديل.
وعلى الرُّغم من إيمان الفنان «عبد الرحمن الخطيب»، الذي يكفل خادمتين وفي طور الانتهاء من إجراءات استقدام الثالثة، إلا أنَّه يرفض وبشكل قاطع منحهنَّ الحرية الكاملة في قضاء يوم بمفردهنَّ خارج المنزل، وعن ذلك يقول: «أين سيقضين الإجازة؟ وخاصة أنَّ الأماكن لدينا غير مهيأة، ولا تتناسب مع ثقافتهن».

الرأي الاجتماعي
يرى مستشار العلاقات الأسريَّة «ثامر الصالح» أنَّ خروج العاملة المنزليَّة الكثير من المشاكل الاجتماعيَّة السلبيَّة سواءً كان على الخادمة نفسها أو على المجتمع؛ غهن لا يمانعن من إقامة علاقات وحفلات مختلطة وتناول المسكرات، لذلك فمن الضروري أن يكون هناك بدائل أخرى، منها: منح الخادمات إجازة من العمل داخل المنزل لا يؤدين فيه أيّ عمل وتتمكنَّ من أخذ قسط من الرَّاحة، أو أن تقضينه في مكان معروف ومحدد كالخروج لأحد الأسواق لساعات معيَّنة، أو لأحد مكاتب توعية وإرشاد الجاليات.

لن تطبق
وفقًا لرئيس اللجنة الوطنيَّة للاستقدام «سعد البداح»، فإنَّ إقرار نظام العمالة المنزليَّة يشكِّل تطوراً هاماً لتنظيم عقود العمل بين العاملة وأصحاب العمل، إضافةً إلى أنَّ النِّظام يكفل للعمالة التمتُّع بالإجازة الأسبوعيَّة المقننة التي تضع العاملة بين 3 خيارات، وهي: العمل برغبتها أثناء الإجازة وتتقاضى أجراً إضافياً يتم تحديده في العقد، أو التمتُّع بالإجازة من خلال البقاء في المنزل، أو الخروج مع الأسرة.
وأضاف: «لن تطبّق الإجازة الأسبوعيَّة الحرَّة للعمالة النسائيَّة؛ لوجود محاذير تعود على العاملة بإشكاليَّات قد تعرِّضها لعقاب شرعيّ».

إحصاءات
ـ أشارت إحصاءات مركز شؤون رعاية الخادمات في الشؤون الاجتماعيَّة لعام 1432-1433هـ إلى أنَّ عدد خدم المنازل في السعوديَّة يبلغ قرابة 1000,000 عامل وعاملة، وحجم إنفاق الأسر السعوديَّة على العمالة المنزليَّة يساوي 21 مليار ريال.
ـ 7055 حالة إحالة من مركز الشرطة نتيجة عدم اتفاقهنَّ مع كفلائهنَّ أو هروبهن.
ـ 21358 حالة إحالة المركز من المطار؛ بسبب عدم استلامهنَّ من كفلائهن.
ـ 320 عاملة يهربن من البيوت يومياً.