2 صور

مشهد دافئ لا ينسى من ذاكرة كل طفل؛ يوم كانت الأم تجلس بجوار سريره لتروي له قصة قبل النوم، تحكيها بتشويق ناعم، وخيال خصب، وربط للأحداث جميل، وفيها تصب كافة ما تريد تقديمه لطفلها من قيم ومعلومات وتوجيهات سلوكية أو اجتماعية، ومعها تجلب المتعة والبهجة لقلبه الصغير والنُعاس لعيونه الحالمة.


عن أهمية «حدوتة» قبل النوم للطفل أفرد «يعقوب الشاروني» كاتب الأطفال بحثاً جذاباً شرح فيه لـ«سيدتي وطفلك» أهمية هذه العادة، والكيفية المثلى للوصول بالحكاية إلى قلب وعقل الطفل.


1 - 75% من جيل الآباء والأمهات كانت تلقى عليهم الحكايات قبل النوم خلال طفولتهم... اليوم تشير الإحصاءات إلى أن أقل من ثلث الأطفال الذين تقدر أعمارهم بين عامين وثمانية أعوام يستمعون إلى قصص قبل النوم. فحاولي العودة لعادات الماضي.

2 - قراءة قصة للطفل تجعله ينام نوماً مريحاً، وتدخل عليه قدراً كبيراً من الاطمئنان العاطفي، إضافة إلى دعم جهازه المناعي وتنظيم مستوى الهرمون داخل جسمه.

3 - حكايات الأم عن تاريخ العائلة يمد الطفل بمهارات شخصية مهمة، وتنمي لديه قدرات الانتباه والتركيز وتطوير الخيال.

4 - تركه أمام التليفزيون وألعاب الكمبيوتر قبل النوم ينجم عنه آثار سلبية؛ منها الميل إلى العزلة والانغلاق على نفسه داخل غرفته، ويصبح أكثر قلقاً وتوتراً، ولا يأخذ كفايته من النوم الهادئ المريح الآمن عاطفياً.


لأنه ليست كل قصة صالحة للأطفال فعلى كل أم التعرف على بعض الإرشادات:

1- أن تكون القصة مناسبة لسن الطفل؛ من 3 إلى 5 سنوات، وتُفضل القصة التي تدور حول الحيوانات مع تسميتها بصفات تميزها (الدجاجة الحمراء، ذات الرداء الأبيض)، أو شخصيات مثل الأب والأم والأخ... مع مراعاة استخدام الجمل القصيرة والشخصيات القليلة، ولا مانع من تكرار العبارات والألفاظ.

2- أن تكون القصة مناسبة الطول؛ فالطفل لا يملك القدرة على التركيز والانتباه مدة طويلة؛ لذا لا يجب أن تستغرق القصة أكثر من دقائق قليلة في سن 3 سنوات، ويزداد طولها إلى 10 دقائق عند الخامسة، ثم 15 دقيقة أو أكثر في سن 6 سنوات.

3- ألا تتضمن القصة ما يثير مخاوفه، أو تعطيه مفاهيم خاطئة عن الحياة.

4- ابتعدي عن القصص التي تمجد العنف وتقدمه كوسيلة لحل المشاكل، أو تجعل من القوة البدنية العامل الأساسي لحسم الموقف؛ حتى لا تشجعي طفلك على السلوك العدواني.

5- البعد عن التعقيد! نعم لا تزيدي من الأحداث الثانوية طويلاً حتى وإن كانت مسلية ومبهجة؛ فيفقد الطفل تتبعه لسير الحدث الرئيس، ولا تحكي في القصة عن شخصيات كثيرة؛ حتى لا يصاب الطفل بالحيرة والارتباك.

6- اختاري القصة التي تنمي الاهتمام بالأدب والفن والأخلاق وقواعد السلوك والدين والشعور بالمسؤولية... شرط أن يجيء هذا في ثنايا القصة وليس بطريق مباشر.