كيف تواجه العرائس "أول رمضان"؟

8 صور

بداية تحكي لنا عبير التركي، طالبة جامعية، عن تجربتها قائلة: «بعد شهر ونصف الشهر تقريباً من زواجي استقبلت أول شهر رمضان في منزل الزوجية، الكائن في المنطقة الشرقية، ويكفي محاولاتي لإعداد وجبة الإفطار لزوجي، واتصالاتي اليومية بوالدتي؛ لأخذ مقادير الوصفات وطريقة عملها، التي اكتشفت في وقت لاحق أنني لم أكن أعدّها بالشكل المطلوب، رغم أنني في حينها كنت أشعر بفرحة الإنجاز، ناهيك عن الكميات الكبيرة من الطعام التي كنت أقوم بإعدادها، رغم أننا شخصان».

حالة طوارئ
وبالنسبة لنهى العمر، وجدت نفسها بعد شهر عسل قصير مجبرة على دخول المطبخ وإعداد وجبتي الإفطار والسحور، والتي لم تخلُ من المقالب والطرائف، وعن ذلك تقول: «ما لا أستطيع نسيانه هو عندما احترقت يدي بزيت القلي، وساعتها أعلن زوجي بموجب ذلك حالة الطوارئ، وأصدر قراراً بعدم دخولي المطبخ بعد ذلك اليوم، وقضينا بقية الشهر نأكل من أكل المطاعم».

السكن مع أهل الزوج
أما الدكتورة هيفاء عبدالعزيز فكانت محظوظة من وجهة نظرها؛ لأنها أقامت مع أهل زوجها، ولم تواجه أي مشاكل في الطبخ خلال شهر رمضان المبارك، وبعد انتقالها لسكن مستقل، خاضت التجربة بمفردها».
الفنانة والإعلامية مريم الغامدي تشير إلى ورطة العرائس الجدد في رمضان، والمتمثلة في ميزانية الشهر، وقائمة الطلبات الطويلة التي تستنزف دخل العروسين، تتابع: "العروس المسكينة فإذا لم تكن قد هيأت نفسها لتحمل مسؤولية البيت وتلبية طلبات الزوج، فستجد نفسها في ورطة كبيرة، ومقارنة صعبة مع طبخ حماتها؛ لتثبت لعريسها أنها ست بيت، وهذه قد تكون من الأسباب الرئيسية للمشاكل الزوجية، وزيادة نسب الطلاق في الأشهر الأولى من الزواج.
في حين يرى الممثل والمنتج عبدالحميد العوام أن تحمّل الزوج أعباء مادية إضافية بقدوم شهر رمضان المبارك، لا ينعكس بشكل كبير على نفسية العروسين؛ لما لشهر رمضان من روحانية خاصة تسهم في ضبط النفس، وتوثيق العلاقة بين الزوجين والألفة والمحبة.

شهر عسل روحاني
وفي رأي مخالف، ترى المصوّرة الفوتوغرافية سوزان باعقيل أنّ رمضان لا يمثل مشكلة بالنسبة للعرسان، بل على العكس من ذلك، فيمكنهما استغلال ذلك بالخروج للإفطار على الكورنيش، أو السفر إلى مكة والمدينة، وقضاء أوقات من العبادة والسعادة والحب.
يؤيدها في ذلك فهد الحسين، الذي تحدث عن تجربته قائلاً: «مازلت أذكر أول رمضان بعد زواجي بثلاثة أشهر، كنت حينها عريساً، ولن أبالغ إذا قلت إنّ رمضان في ذلك العام كان جميلاً جداً، ولم نواجه فيه أي نوع من المشاكل، وربما يكمن سر ذلك في عروسي؛ التي كانت تملك مهارة وفناً في الطبخ، فكان الوضع بالنسبة لها طبيعيّاً».

الرأي الاجتماعي
مستشار العلاقات الأسرية ثامر الصالح يؤكد ما يواجهه العروسان من ضغوط نفسية واجتماعية في شهر رمضان المبارك، وهو ما يجعلها بيئة طبيعية لتصاعد الخلافات الزوجية، فالعروس تعاني من الجهد البدني، وقضاء الكثير من الوقت في إعداد الطعام، بينما يعاني الزوج من نقص الإشباع الجنسي، وهو ما يجعله في حالة من التوتر والعصبية، وقد يكون الحل بحسن إدارة الزوجة لوقتها؛ لتخفيف الكثير من معاناتها، ومن ذلك الاستعداد المسبق لشهر رمضان؛ بتجهيز بعض الوجبات وتخزينها، وتخصيص أوقات للراحة والاسترخاء، وأوقات للعبادة.

الرأي الشرعي
يوجّه الشيخ الدكتور محمد النجيمي إلى العروسين بعض المحاذير الشرعية التي من الممكن أن يقعا فيها في شهر رمضان المبارك، ولعل من أهمها الوطء في نهار رمضان، إذ يعتبر من مفسدات الصوم، وفي هذه الحالة عليهما بالتوبة والكفارة وهي عتق رقبة، فإن لم يستطيعا فصيام شهرين متتابعين ستين يوماً، فإن لم يستطيعا فإطعام ستين مسكيناً، لكل مسكين نصف صاع من قوت البلد، مقداره كيلو ونصف تقريباً، وعلى كل واحد منهما مع الكفارة المذكورة قضاء اليوم الذي حصل فيه الجماع.
ويضيف الشيخ النجيمي: «ومن المحاذير الأخرى إهدار المرأة وقتها في المطبخ وإعداد الولائم، وقد يقع اللوم الأكبر في ذلك على الرجال، ومبالغتهم في مطالبتهم لزوجاتهم بإعداد ما لذّ وطاب من المأكولات؛ ومن المحاذير الشرعية الأخرى هو خروج المرأة لصلاة التراويح وهي متبرجة في كامل زينتها، فهي تخرج لفعل سنة، وترتكب في ذلك إثماً، وفي هذه الحالة فصلاتها في بيتها أفضل.