يتحدث الأب «أبو أمجد» عن تجربته أثناء مراهقته مع السيجارة الأولى، وكيف استطاع أن يبعد ابنه المراهق «أمجد» عن التدخين بدون هذه الطريقة فيقول: كان ذلك منذ زمن بعيد حين أمسكني أبي متلبساً بالسيجارة، كنت أريد أن أجاري أصدقائي الذين يتهمونني دوماً بأني لا زلت صغيراً، وعليّ أن أدخن؛ كي أثبت لهم أنني قد كبرت، وبالفعل أصبحت أدخن؛ ولكن أمامهم فقط رغم علمي بمضار التدخين، وللمصيبة أو لحسن حظي، فقد أمسك بي أبي وأنا أدخن في الحمام، لم يفت الأمر عليه رغم محاولاتي إخفاء الآثار من بعدي، وهكذا فقد حملني أبي غاضباً وألقى بي في غرفة منعزلة من البيت، ووضع في جيبي علبة سجائر وولاعة، وأغلق الباب وغادر بهدوء.

يتابع "أبو أمجد" أمضيت يوماً كاملاً في هذه الغرفة، جائعاً، وعطشانَ ووحيداً، وأيضاً خائفاً خاصة حين حل الليل، ولم يحاول أحد أن يبحث عني في هذه الغرفة؛ لأن والدي -كما علمت فيما بعد- صرف انتباه الجميع عن هذه الغرفة، وبدأوا يبحثون عني خارج البيت، في وحدتي حاولت أن أدخن، ولكني قطعت السجائر إرباً بأسناني غيظاً، ووسط دموعي كنت أدوس على السجائر بقدمي، وأمضع التبغ بين أسناني فأجد طعمه كريهاً، وهكذا مرت عليّ أسوأ «24ساعة» حين قرر أبي أن يفرج عني، ومن يومها لم أقرب التدخين حتى وصلت لهذه العمر.

إلى هنا ذكريات «أبو أمجد»، الذي استغلها في إبعاد ابنه عن التدخين قائلاً: لم أعالج ابني بهذه الطريقة القاسية والمجدية في نفس الوقت، ولكني توجهت للأخصائي النفسي عبد الله عبد الرازق الذي نصحني بالآتي، وهي نصيحة توجهها «سيدتي نت» من خلال تجربة أبو أمجد لكل أب:

1. عدم استخدام العنف الذي قد يأتي بنتائج سلبية

2. احتواء الابن وإشعاره بدوره الفعال في الأسرة وعدم تهميشه؛ لأنه يريد أن يثبت شخصيته في هذه السن.

3. إبعاده عن رفاق السوء، وتوجيهه لرفقة صالحة تحت رقابة الأب.

4. عدم تخوين الابن والشك فيه ومراقبته؛ لأن ذلك يجعله يمارس العناد.

5. التحبب والتقرب من الابن في المناسبات التي تخصه، وتقدير رفاقه الذين يدفعونه للنجاح.

6. إشغال وقت فراغه بأعمال المنزل، وإشعاره بأنه نيابة عن الأب في غيابه.

7. التواصل مع مدرسة الابن، والحديث مع المربي التربوي بخصوص أي عارض نفسي يعاني منه الابن، ويؤثر على نفسيته، ويسبب انعزاله؛ حيث إن الانعزال هو أول طرق التدخين.