كيفية التعامل مع الزوجة الصامتة

زوجة صامتة تجلس أمام جهازها اللوحي وزوج يبدو متشاغلاً بهاتفه المحمول
تعامل مع زوجتك بمزيد من الصبر ولا تنشغل بأمور تخصك بعيداً عنها

هل زوجتك من النوع الصامت؟ هل تصمت مثل المحار بمجرد طرح أيّة مواضيع للنقاش، سواء غاضبة أو مجرد دردشة أو حتى حكايات يومية اعتيادية. هل حاولت أن تتجاذب معها أطراف الحديث، وبكل مرّة تصطدم بالصمت أو الإجابة المقفولة التي لا تفتح الطريق أمام أيّ حوار؟ إذا كانت زوجتك وشريكة حياتك من هذا النوع؛ فتابع السياق التالي؛ لتتعرف إلى كيفية التعامل مع الزوجة الصامتة.

الشخصية الصامتة لا تتغير


تقول نبيلة إبراهيم، خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية واستشارية التنمية البشرية لـ«سيدتي»: من المعروف أن التواصل الجيد هو أساس العلاقة الناجحة. وبخلاف ذلك؛ فإن الأشياء غير المعلَنة، والإحباطات والاستياء، ستسيطر بسرعة على أحد طرفي العلاقة دون الآخر؛ حيث الطرف الصامت قليل الكلام، سيكون في عالَم، والطرف المتحدث في عالَم آخر. وتتسع الفجوة بينهما؛ فشتّان ما بين العالمين.
تؤكد خبيرة العلاقات الزوجية، أن بعض الناس قليلو الكلام بطبيعتهم، وهذا حسب شخصيتهم وطباعهم وبيئتهم. وعند التعامل معهم، لا بد من تفهُّم هذا الأمر؛ لأنهم لن يكونوا متواصلين أبداً. ويخطئ الزوج كثيراً إذا اعتقد أن الزوجة ستتغير من أجل الحب بعد الزواج، وأن صمتها سيتحول لأحاديث وحوارات تملأ عليه حياته. فهذه طبيعة جُبلت عليها الزوجة ومن الصعب تغييرها.
تضيف :" أن الزوجة الصامتة، في الغالب تكون خجولة جداً وتفضّل الوحدة، كما أنها لا تستطيع التعبير عما تشعر به، وتعمد دائماً للصمت إذا كانت مع الغرباء. والزوجة الصامتة تنتظر أن يتفهمها زوجها من دون أن تتحدث، وأن يقرأ رغباتها من دون أن تخرج على لسانها. وعامةً؛ فالزوجة الصامتة يكون عالمها خالياً من كل التفاعلات؛ فتصب اهتمامها على أسرتها تماماً، لدرجة أنها قد تُلغي وجودها وتؤثِر الآخرين على نفسها. الزوجة الصامتة كذلك غالباً ما تكون شديدة الرومانسية ومتأملة، وقد تكون ذات ملَكة إبداعية؛ فهي تجنح إلى عالم يأخذها من صراعات الحياة.

تلجأ للصمت ولكن لأسباب!


وتوضح نبيلة إبراهيم:"هناك نوع آخر من الصمت، وهو إذا كانت الزوجة بالبداية تتحدث مع زوجها بشكل طبيعي وتفتح معه حوارات ونقاشات لا تنتهي، لكنها فجأة بدأت تنغلق على نفسها ولم تعد تدخل في أيّ حوار، وتلجأ لعالم الصمت ولا تفضل التحدث مع الزوج. ففي هذه الحالة، لا بد للزوج أن ينتابه القلق، ويشعر بأن هناك خطباً ما؛ فغالباً ما يكون هناك عنصر المسؤولية المشتركة عن هذا التحوّل.
هناك أمرٌ آخر في موضوع الصمت؛ فعندما تكون الزوجة تتحدث بشكل عادي وتلقائي، إلا أنها تلجأ إلى الصمت كحيلة نفسية تجنباً للمحادثات غير السارة، وهذا الأمر قد يكون مستفزاً؛ فعندما يكون هناك أمرٌ ما يثير غضب الزوج، وتجد الزوجة صامتة أو تشيح بوجهها أو تغادر المكان بصمت؛ فهذا الأمر يكون مستفزاً للزوج لدرجة كبيرة، ولكن يمكن تخطّيه إذا كان هناك تواصل إيجابي جيد.
يمكنك التعرف إلى المزيد إذا تابعت  فن التعامل مع الزوجة

نصائح للتعامل مع الزوجة الصامتة

اقضوا بعض الوقت معاً لأن قلة التواصل غالباً ما تنبع من قلة الاتصال


وتؤكد نبيلة إبراهيم، خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية واستشارية التنمية البشرية أن العلاقة الزوجية مبنية على التوادّ والرحمة والتواصل، وأحد دعائم أركان نجاحهها هو أن يكون الزوجان أصدقاء في المقام الأول.

  • اقضوا بعض الوقت معاً؛ لأن قلة التواصل غالباً ما تنبع من قلة الاتصال. وليكن مثلاً في الغداء أو العشاء أو نزهة رومانسية، وهذا أمرٌ ضروري؛ حتى لا تكونا غرباء عن بعضكما البعض!
  • حاول استعادة التفاعلات الإيجابية؛ بحيث تكون لها الأسبقية على التفاعلات السلبية، وعندما تتمكن من العثور على تواصل إيجابي بينكما مرة أخرى، ستتمكن من معالجة المواضيع المزعجة؛ لأن التوتر سيهدأ.
  • إذا بدر منك تصرف مسيء؛ فحاول سريعاً الاعتذار وإثبات وجهة نظرك، وأنك لا تقصد إهانتها أو الانتقاص من شأنها؛ لأن المرأة الصامتة غالباً ما تغزل بخيالها قصصاً تبنيها على أحداثٍ ما.
  • حاول أن تكون أكثر رومانسية، بأن تُشعر زوجتك بحبك لها طوال الوقت، وأن تُشعرها بأنك صديقها المقرّب؛ حتى تشعر معك بالثقة. ولا تُشعرها بأنها سلبية لعدم تفاعلها مع الآخرين.
  • حاول أنت أن تفتح معها مواضيع تثير شغفها أو انتباهها؛ لتشجعها على الحديث. وتعامل معها بمزيد من الصبر، ولا تنشغل بأمور تخصك بعيداً عنها.
  • اقترح على زوجتك أن تجتمعا مرتين أسبوعياً أو شهرياً؛ لتحدثا في أمور تخصكما وتخص حياتكما معاً، ولكن انتبه: ممنوع الحديث عن الأشياء التي قد تثير الغضب أو الانفعال، إذا كانت زوجتك تلجأ للصمت في مثل هذه الأمور والمواقف.
  • يمكنك أن تخصص بعض الوقت بالاتفاق مع زوجتك؛ لمناقشة المواضيع الحساسة. واعلم أنه في كثير من الأحيان، ما يعيق التواصل، هو أن الشخص الآخر (زوجتك) ليس مستعداً للحديث عن أشياء معينة؛ مما يخلق إحباطاً كبيراً للشخص الذي يريد النقاش. على أن إدراك أن وجود اجتماع مخصص لهذه الأمور، قد يتيح للجميع التفكير مسبقاً؛ لأن بعض الأشخاص يحتاجون إلى المزيد من الوقت لصياغة ما يشعرون به، ومن ثَمّ، اغتنم الفرصة لإعادة هيكلة أركان علاقتك. اجعل علاقتك مبنية على الاحترام والمودّة والحب. يمكنكما أن تخرجا أقوى كزوجين، إذا كنتما تحترمان بعضكما البعض وتحافظان على نفس المشاعر.

وإذا كانت هذه طرق التعامل مع الزوجة الصامتة؛ فهذه طرق توضح لك كيفية التعامل مع الزوجة العنيدة