كيف تربّين طفلك اقتصادياً؟

ثمّة قيم وسلوكيات اقتصادية عدّة لا بدّ من غرسها في نفوس أبنائنا منذ نعومة أظفارهم، لعلّ أبرزها الادخار والكسب الحلال ومساوئ الربا.

"سيدتي» تطلع من المستشار التربوي والأسري نزار رمضان على أهمّ النقاط التي يجب اتّباعها قبل الانطلاق في تربية أطفالنا اقتصادياً:


 

تكتسب التربية الاقتصادية لأطفالنا أهميّة لأسباب عدّة، أبرزها:

أن طفل اليوم هو رجل أعمال الغد وتاجر المستقبل، وأن طفلة اليوم هي الأم والزوجة التي تنظّم وتتحكّم في اقتصاد البيت مستقبلاً.

أن فئة الأطفال هي واحدة من الفئات المؤثّرة في اقتصاديات الأسر، وبالتالي اقتصاد المجتمع، إذ تستحوذ على نسبة 20% من ميزانية الأسرة أي حوالي ربع الميزانية.

تبلغ نسبة السكّان من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة 22% من إجمالي عدد السكان في الدول العربية أي نحو ربع التركيبة السكانية، لذا لا بدّ من غرس القيم والمفاهيم الاقتصادية مبكراً لديهم.

 

أهمية تربية طفلك اقتصادياً 

هناك قيم وسلوكيات اقتصادية عدّة نحرص على غرسها في نفوس أبنائنا كقيمة الادخار والكسب الحلال والاعتدال في الإنفاق والتخطيط الاقتصادي، متدرّجين معه صعوداً ليعرف معنى الإنتاجية والتداول والبيع والربا، وغيرها من القيم والمصطلحات. ولغرس القيم سالفة الذكر، لا بدّ من معرفة ثلاثية بناء ومبادئ القيمة الاقتصادية:

القيمة الاقتصادية مكتسبة، إذ لا يولد طفل بجينات تحمل قيمة الحفاظ على المال أو قيمة الادخار، بل يكتسبها من خلال الخبرات الشخصية والتجارب التي يمر فيها.

  إن القيم الاقتصادية قابلة للتغيير ما دامت مكتسبة، إذ يمكن تغيير القيم غير المناسبة التي اكتسبت بفترات سابقة، وذلك بالتعلّم والتدريب.

القيم الاقتصادية تنمو وتزدهر في البيئة المناسبة، ما يساعد الابن على اكتساب خبرات اقتصادية جديدة ومفيدة. فعلى سبيل المثال، إن بيئة الأسرة التي يمتلك فيها الوالدان حصّالة ادخارية يساعد على نمو المفاهيم الاقتصادية بسهولة ويسر.

 

دور الأسرة 

وتلعب الأسرة دوراً بارزاً في تنشئة الأطفال تنشئة اقتصادية سليمة، فيتجسّد أمام الطفل ما يسمّى بـ «القدوة الاستهلاكية» من خلال سلوك الأم والأب معاً. وكلّما تمّ غرس هذه القيم مبكراً، كلّما كانت أثبت وأنفع لدى الأبناء، وأبرزها: أن المال الذي معنا ملك لله، وأن هناك آخرة سوف نقف فيها أمام الله ليحاسبنا على مصدره وفيمَ أنفق... ويجدر تنمية هذه المفاهيم الإيمانية الاقتصادية عند الأولاد منذ الصغر، كالرقابة الذاتية والخشية من الله، فإذا شَبَّ الولد على هذه القيم وطبّقها في جوانب حياته، كان فرداً مستقيماً منضبطاً بشرع الله في كل معاملاته ومنها الاقتصادية، ويعتمد عليه فيما بعد لإدارة اقتصاد بيته وبلده على أسس إيمانية.

 

خطوات  البناء

تبني هذه الخطوات الخمس السلوك الاقتصادي لدى طفلك:

الهدف: يجب أن يدرك الصغير الهدف من الادخار، مع التركيز على هذه الفكرة لمدّة لا تقلّ عن 21 يوماً عن طريق ملصق أو نشيد تذكيري.

التعريف: يجدر بك شرح معنى القيمة السلوكية الاقتصادية لصغيرك، تاريخياً وعقائدياً.

العرض: تغيب الطريقة المثالية لتعليم صغيرك القيمة والسلوك الاقتصادي، ولكن هناك طرق مقترحة لعرض هذه القيمة بصورة واقعية، كالحوار أو الملصق أو المجلة أو الكتاب أو الحصّالة...

  التطبيق: ينبغي تدريب الطفل لمدّة لا تقل عن 21 يوماً أو تنظيم ثنائيات بين الأقارب أو الإخوة لممارسة القيم والسلوكيات الاقتصادية (التبرّع والتخطيط المالي والمقاطعة الاقتصادية للعدو الصهيوني والادخار...).     

التعزيز: تتمثّل الخطوة الأخيرة والضرورية من خطوات بناء الشخصية الاقتصادية في تعزيز السلوكيات الملائمة وتصحيح غير الملائمة بسرعة، مع التشجيع على استخدام هذه القيمة في الحياة، كالحديث مع الابن عن فائدة ما ادخره في العام الماضي، والثناء عليه عند ممارسة السلوك الاقتصادي السليم.

 

10طرق بسيطة لتربية اقتصادية ناجحة 

الحوار الهادئ المعقول مع الطفل بالقدر الذي يستوعبه عن الادخار والتوسط في الإنفاق والميزانية والاحتياج والتخطيط.

  وجود حصّالة لكل طفل.

كتابة وتعليق خطّة الإنفاق الشهرية.

اتّباع خطوات التسوّق السليمة، من كتابة لائحة بالمشتريات ومراجعة الحساب واستغلال فرص التخفيضات.

تدريب الابن مبكراً في الإجازات على الكسب الحلال.

تأسيس مجلس اقتصادي عائلي يجتمع كل شهر مرة.

إعداد  دفتر تدوّن  فيه بنود الصرف والادخار وحركة الشراء اليومية.

إسناد ميزانية البيت أو ميزانية أعمال مصغّرة كدعوة أو حفلة أو غيرهما للأبناء، مع تشجيعه ومكافأته عند التوفير في الميزانية المخصّصة أو عند ممارسته سلوكيات اقتصادية صحيحة.

إعطاؤه مصروفاً ومناقشته في كيفية الإنفاق الأمثل له.

مناقشة الأحداث الاقتصادية الجارية والتعليق عليها (الاحتكار وخسارات شركات عملاقة والاستثمار والاختلاسات...).

 

5 أفكار تعلّم صغارك الادخار  

1 إعداد مسابقة بين الأبناء لهذه الغاية.

2 إعداد حفلة لأكبر مدّخر.

3 اختيار حصّالة شفّافة تسمح له برؤية نمو المال.

4 وضع الأب مبلغاً من المال بدايةً بالحصّالة تشجيعاً للابن.

5 فتح حساب للابن يدّخر فيه، بوصاية الأب، حتى بلوغه سن الرشد.

 

متى أبدأ بتربية طفلي اقتصادياً؟

يبدأ الطفل بمعرفة مفهوم المال منذ بداية تعلّمه الكلام، ويزداد إدراكاً لقيمة المال في سنّ الروضة فيفهم عملية التبادل. وهنا، تبدأ التربية الاقتصادية من خلال تدريبه على الشراء والحساب والادخار، ثم إفهامه أن إهدار المال لا يقتصر على الطريقة المباشرة أي الصرف العشوائي، بل يشمل عدم إطفاء الأنوار باستمرار في الأماكن غير المستخدمة فيها وعدم ترشيد استهلاك الطاقة أو الغاز أو المياه، وكذلك السفه في استهلاك الأدوات المدرسية...