محفظة قرآن مصرية تصبح عضوًا بنقابة القراء

الحاجة منال صالح حفظت القرآن الكريم كاملاً بعد سن الأربعين، ولم تجد أي صعوبة في حفظه في هذه السن، مؤكدة أنها تقوم بالتحفيظ بالمساجد الكبرى في مصر بعد أن أصبحت عضوة في نقابة قراء القرآن الكريم، والتي أشاد بصوتها نقيب القراء الشيخ أبو العينين شعيشع، وعدد آخر من المشايخ الذين أجازوا حفظها القرآن.

منذ متى حفظت الحاجة منال صالح القرآن الكريم كاملاً؟

 حفظته بعد سن الأربعين كاملاً، واستمر حفظي القرآن على مدى 5 سنوات.

وكيف جاءت فكرة التحاقك كقارئة بنقابة قراء القرآن الكريم؟

النقابة بدأت تفتح ذراعيها للسيدات، وتقدمت للحصول على عضويتها من خلال امتحانات على يد شيوخ وقراء كبار، واجتزت الامتحان مع 10 قارئات، ومن ثم أصبحنا أعضاء، والنقابة لم تعد تصبح قاصرة على الرجال فقط من حفظة القرآن الكريم.

وما حقيقة رغبتكن في الانضمام لإذاعة القرآن الكريم لقراءة القرآن بصوتكن من خلالها؟

ليس هناك ما يمنع من دخولنا إذاعة القرآن الكريم طالما كنا حافظات القرآن، ونملك أصواتًا ندية، واجتزنا اختبارات الحفظ والتلاوة، وقد كانت هناك رغبة من قبل البعض في النقابة لأن نتقدم للاعتماد قارئات في إذاعة القرآن الكريم، لكن لم يحدث ذلك إلى الآن، وقد تتاح لنا فرصة المشاركة في برامج تعليمية للقرآن بالإذاعة، وأيضًا أرى أن صوت المرأة كقارئة للقرآن حتى لو من خلال الإذاعة ليس بعورة.

ولماذا كانت رغبتك في الانضمام للنقابة؟

حتى أقوم بتحفيظ القرآن في أي مسجد، أو معهد قراءات بشكل شرعي، والمرأة كانت تُحفظ القرآن أيام الرسول، صلى الله عليه وسلم، ونحن نحمل صفة محفظات في النقابة، وحتى نقوم بمهام عملنا من خلال المساجد، وتكون النقابة هي المظلة الشرعية التي نعمل تحت لوائها.

هل تقومين الآن بهذه المهمة؟

بالتأكيد، ومنذ عدة سنوات أعمل محفظة للقرآن الكريم، وأجد متعة حقيقية في حياتي بعد نجاحي في هذه المهنة التي لا أتقاضى عليها أجرًا لأن أجري على الله، وأقوم بالتحفيظ في مساجد شهيرة بحي مصر الجديدة مثل مسجد عمر بن عبدالعزيز في ميدان هليوبوليس، ومسجد الخلفاء الراشدين بالحجاز وهو قريب من مسكني.

وفي الفصل الدراسي للحفظ كم يصل عدد القارئات؟

من 15 إلى 20 فتاة أو سيدة، وغالبًا ما يكون العدد في الصيف أكثر منه في الشتاء.

وهل نجحت في مهمتك؟

كثيرًا، وهناك من حفظن أكثر من نصف القرآن أو من ختمنه، وهناك من السيدات من هن في سن كبيرة وربنا يعينهن على الحفظ والتذكر، ومن لم تستطع الحفظ تدرسه كتلاوة.

وهل تقومين بتحفيظ أبنائك القرآن؟

بالتأكيد، لكن لم يحفظوه كاملاً بعد، وهما حسام بكلية الهندسة، وآية بكلية الحقوق، فمازالا في مراحل الدراسة الجامعية.

وهل تصقلين تجربتك الشخصية في الحفظ؟

بالتأكيد، لأنني أقوم حاليًا بالدراسة في معهد القراءات بالحجاز، ومعهد النور لدراسة العلوم الشرعية، ولابد من الدراسة أكثر وأكثر؛ حتى أستفيد وأفيد القارئات اللاتي يحفظن القرآن على يدي، وأيضًا حفظي، ودراستي للأحاديث النبوية، وحتى أكون جاهزة لتحصيل العلوم الدينية التي تفيدني في عملي كداعية إسلامية في المستقبل.

وهل تفكرين في إبداء المشورة والفتوى في بعض المسائل الدينية؟

أقدم المشورة في حدود علمي، لكن لا أفتي أحدًا؛ لأن الفتوى لها رجالها، وأماكنها المخصصة، ولها من يتحمل مسؤوليتها.

ما هي أكثر سور القرآن الكريم التي تترك تأثيرًا عليك عند قراءتها؟

سورة «مريم»، وسورة «يوسف».

هل محفظو القرآن يحتاجون إلى إذن شرعي من النقابة؟

على الأقل؛ حتى يكون عملهم بشكل رسمي وشرعي، وأن تكون عضوًا معناه أنك تحفظ القرآن كاملاً، وتحفظ أصول تجويده، وتلاوته، وحصلت على إجازة فيه، وهو ما حدث لي؛ لأنني حصلت على إجازة القرآن الكريم على يد الشيخة «نفيسة».

وهل تقومين بتحفيظ القرآن عن طريق الدروس الخصوصية بالمنازل كما تفعل البعض؟

لا، أنا لا أخرج من بيتي، ولا أقوم بذلك في المنازل الأخرى مهما كان العائد مغريًا، فقط أقوم بالتحفيظ في المساجد الشهيرة وبدون أجر.

لكن هناك من أباح الحصول على أجر من قراءة القرآن، أو تحفيظه نظير حبسك للوقت الذي تعملين فيه بمهنة المحفظة، أو القارئة؟

أكيد هناك من أباح الأجر في هذه المسائل، ويجب ألا يكون مغاليًا فيه؛ حتى لا يصبح حرامًا؛ لأنني أعمل لوجه الله.

هل تعملين في مهنة أخرى غير المحفظة؟

لا أعمل، فمنذ تخرجي في الجامعة، وزواجي ثم حفظي القرآن وأنا تفرغت لمهمة المحفظة.

وهل تجدين متعة في هذا العمل؟

متعة وسعادة لا تقدر بثمن؛ لأنني أريد مواصلة رحلة العطاء في هذا المجال، وأثبت للجميع أن القرآن سهل في حفظه مادام قد توافرت النية الحقيقية لذلك، فالله يعين من تسلك هذا الطريق.

ما هي نصيحتك لمن تريد أن تحفظ القرآن، وتتعلل بأن قطار العمر قد جرى بها، وأنها غير قادرة على الحفظ؛ لأن هذه الملكة تكون أنشط وقت الطفولة وليس فوق سن الأربعين؟

أقول لهن ابدأن والله المستعان، وإن الأمور ليست بالصعوبة التي يتخيلنها وأنا حفظت القرآن بعد سن الأربعين.