تجربتي مع الحساسية المزمنة والطرق التي اتبعتها للتعايش معها

امرأة تتناول دواء مضاداً للحساسية
امرأة تتناول دواء مضاداً للحساسية

الحساسية هي رد فعل الجسم تجاه أي شيء يشعر أنه غريب، وقد تصابين بحساسية عارضة ومؤقتة وربما في حالات أخرى يمكن تتحول إلى حالة مزمنة ومزعجة. وعند الإصابة بالحساسية للمرة الأولى، فإن الجسم يواجه مسبب الحساسية من خلال إطلاق ما يسمى بـ الغلوبولين المناعي من خلال إنتاج أجسام مضادّة.


ترتبط الأجسام المضادّة بالخلايا البدينة والتي لها دور في ردود الفعل التحسسية؛ وهذه الأجسام تعيش في الجلد والجهاز التنفسي والغشاء المخاطي في الأعضاء المجوفة التي تتصل ببعضها البعض من الفم إلى فتحة الشرج، عندما تجد الأجسام المضادّة المواد المسببة للحساسية في جسمك تحاول التصدي لها من خلال نقلها إلى الخلية البدينة السابق الحديث عنها هنا تفرز الخلية الهستامين وهو ما يسبب أعراض الحساسية.

ما هي الحساسية المزمنة؟

الحساسية المزمنة هي الحساسية التي تسبب أعراضاً على مدار العام. تحدث عادة لأسباب داخلية وخارجية، مثل عث الغبار والصراصير وشعر الحيوانات الأليفة أو وبرها والعفن، وهذا النوع من الحساسية قد يظهر في أعراض متصلة بالجهاز التنفسي، مثل العطس والسعال والتهاب الجيوب الأنفية وسيلان أو انسداد الأنف والصفير وضيق التنفس، ويمكن أن تسبب مسببات الحساسية الداخلية والخارجية أيضاً حكة في الجلد أو طفحاً جلدياً.
من المهم لمرضى الحساسية المزمنة أن يفعلوا ما في وسعهم للحدّ من التعرّض لمسببات الحساسية للقدرة على التعايش والتكيف مع المرض، لأنه في حالات يصعب علاجه بلا رجعة.

تجربة حقيقية مع الحساسية المزمنة

امرأة تعاني من الحكة بسبب الحساسية


وللحديث عن قرب عن الحساسية المزمنة، تحدثت "سيّدتي" إلى المصرية أمل، وهي سيدة أربعينية تعاني من الحساسية المزمنة منذ قرابة 15 عاماً. وتروي أمل بدايات الإصابة قائلة "في مطلع الثلاثينيات أصبت بحبوب صغيرة في يدّي وحين ذهبت للتشخيص قال الطبيب أنها إكزيما ناتجة عن الجفاف، وبدأت رحلة العلاج بالكريمات و المراهم المرطبة". وأردفت "اختفت الإكزيما خلال أسبوعين تقريباً، لكنها عادت ولازمتني".
على مدار سنوات تطورت الحالة الجلدية التي أصيبت بها أمل، من الإكزيما إلى الحكة المستمرة أو ما يطلق عليه طبياً اسم "أرتكاريا". وقالت عنها "تحولت الحبوب الصغيرة إلى تورم وبقع حمراء واضحة، وباتت لا تصيب يدّي فحسب، إنما انتشرت في أجزاء أخرى من جسمي. اشتد معها الألم و الانزعاج، وهنا أبلغني الطبيب أن المرطبات لم تعد خياراً فعالاً بينما أنا بحاجة لمضادات الحساسية، وهي عقاقير قوية تحتوي على مادة الكورتيزون التي تعالج المرض. علماً أنها تفسد شيئاً آخر في الجسم".
تطورت الحالة على مدار سنوات وباتت تتكرر على فترات أقرب بكثير، "في البداية كنت أصاب بالحساسية خلال الشتاء ثم غدا الصيف فصلاً يحمل الكثير من الألم و الانزعاج، فمع نشاط الحشرات والحرّ تتكرر نوبات الحساسية لديّ".
وعندما باتت أمل في مرحلة الثلاثينيات من عمرها، أخبرتها الطبيبة المعالجة، الدكتورة رحاب رأفت، استشاري أمراض الجلدية و التجميل في مركز أوركيد كلينيك بالقاهرة، أنها تعاني من الحساسية المزمنة التي تظهر وتتجدد وتتطور لأسباب عدّة.
أزمة أمل لم تنتهِ بفكرة التعايش مع ألم وإزعاج الحساسية التي تسبب حكة وتحرمها من النوم لأيام، فقالت "التهاب بقع الحساسية وتورمها والحكة المستمرة كان لها آثار على صبغة الجلد، لاسيما وأن الطبيبة المعالجة أبلغتني أنني أعاني من ضعف في صبغة الجلد، لينتهي بي الأمر أعالج الحساسية من جانب ومن جانب آخر أبحث عن طرق لإخفاء البقع البيضاء التي تظهر على الجلد بعد نوبة شديدة من الحساسية".
وعن أسباب نوبات الحساسية أبلغتنا أمل أن "هناك عدة أسباب وراء ظهور نوبات الحكة على سطح جلدي، بينها الأطعمة المسببة للحساسية، مثل الموز والفراولة، كما أن هناك مواسم مثل الربيع تُفاقم الحالة، بالإضافة إلى العامل النفسي والوراثي، فكان والدي رحمه الله يعاني من نفس نوع الحساسية".
وعن طريقتها للتعايش مع الحساسية المزمنة نصحت أمل المرضى من خلال تجربتها بالتالي:

  • تجنّب مسببات الحساسية سواء الأطعمة أو الأقمشة أو حتى الحيوانات.
  • استخدام الأدوية الموصوفة طبيًا ومراعاة أن كل حالة لها ما يناسبها.
  • العمل على الحدّ من القلق والتوتر.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
  • تجنّب المواد الصناعية والاعتماد على كل ما هو طبيعي.
  • الترطيب الدوري لسطح الجلد على مدار العام.

اقرأي أيضًا بعد إصابة بيلا حديد به.. ما مرض لايم وكيف يمكن الوقاية منه؟

ما هي أنواع المواد المسببة للحساسية؟

  • أنواع من الدواء
  • أطعمة
  • الحشرات التي تلدغ مثل البعوض
  • الحيوانات الأليفة (بول الكلب أو القط، واللعاب، والوبر)
  • بعض أنواع اللقاحات.

نصائح للحدّ من الحساسية المزمنة

  • إبقاء نوافذ السيارة والمنزل مغلقة، خاصة خلال فصل الربيع والصيف والخريف، لمنع دخول حبوب اللقاح أو جراثيم العفن.
  • الاستحمام قبل النوم لإزالة أي مسببات حساسية غير مرغوب فيها من بشرتك وشعرك وعدم نقلها للفراش.
  • ترك الحذاء في الخارج، وتغيير الملابس إلى ملابس نظيفة عند العودة إلى المنزل من العمل أو المدرسة.
  • حماية المرتبة والفراش من عث الغبار والمواد المسببة للحساسية الأخرى، باستخدام الأغطية الواقية والفراش المضادّ للحساسية. أيضاً غسل وتغيير الملاءات أسبوعيًا.
  • استخدام نظام تنقية الهواء الذي يتضمن فلتر لتنظيف الهواء داخل المنزل لإزالة الشوائب.
  • تنظيف الأرضيات والأسطح بشكل متكرر.
  • تقليل استخدامك الشموع أو العطور أو معطرات الجو، التي قد تحتوي على مواد مسببة للحساسية غير معروفة.
  • إزالة العفن من المنزل.

علاج الحساسية

تجنّب مسببات الحساسية هو نهج علاجي مهم، ومع ذلك، فإنه في كثير من الأحيان لا يقضي على الحساسية بشكل كامل، تعتبر أدوية الحساسية المتاحة دون وصفة طبية أيضاً حلاً لعلاج الحساسية. قد تشمل هذه:

  • مضادات الهيستامين على أنواعها.

  • بخاخات الأنف: هذه الأدوية فعّالة للغاية وآمنة للاستخدام اليومي، ولكنها قد تستغرق بضعة أيام إلى أسبوع حتى يبدأ مفعولها.
  • مزيلات الاحتقان: يجب استخدام هذه الأدوية بحذر عند علاج الحساسية بسبب الآثار الجانبية العالية والمخاوف المتعلقة بالاستخدام على المدى الطويل.

  • أدوية الربو: موسعات القصبات الهوائية عن طريق الاستنشاق أو الفم .

  • العلاج المناعي: قد يوصي الطبيب بالعلاج المناعي مثل حقن الحساسية أو قطرات اللسان إذا لم تتمكني من الحد من أعراض الحساسية لديك من خلال الأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية. قد ينهج الطبيب مسارات أخرى لكن الأهم دائمًا هو الابتعاد عن المسببات.


*ملاحظة من "سيّدتي" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.

*المصادر:
- Asthma and Allergy Foundation of America
- American Lung Association