اكتشاف النهاية

أرفض الاستمرار. نعم. العلاقة التي تعيش بوهم التعود والروتين، وتفقد وهجها وجنونها، من الأفضل لها أن تنتهي. حينما يتحول اللقاء إلى واجب نؤديه، والكلمات إلى مجرد تكرار لعبارات سابقة لا من منصت لها، تصبح الأشياء مملة، وحرارة المشاعر مفقودة. المحاولات من طرف واحد في الغالب تنتهي بالفشل. لكي يسير القارب لابد من مجدافين يتحركان بإيقاع واحد.

أفتقد ذاك البريق في عينيك، والكلمات الحنونة. شيء ما يجعلنا نتشارك المكان نفسه، لكننا في عوالم مختلفة. هل يمكن أن نستمر. ونحن نتحاشى طرح الأسئلة المهمة، ونتكلم ما لا نريد أن نقول؟ الهروب من المواجهة أمر وقتي، والحقائق تفرض نفسها دائماً.

حاولت كثيراً أن أستعيد أجمل ما فينا. أن أستعين بالوهم لأجمّل الحقيقة. ونقبت في ذكريات الماضي لأرقّع تشوهات الحاضر. حلول مؤقتة تسقط عند أول لحظة مواجهة مع الواقع. هل ننفصل عن الحاضر لنعيش في الماضي، وإلى متى؟.

من الصعب أن نعترف بهزائمنا. نحن شعوب نتجرع مرارات الفشل، ونبتسم للآخرين لأننا نعتقد أن اعترافنا بالفشل هو خدش لكرامتنا. وأحياناً نعيش حياتنا بكل قسوتها وجفافها في وضع لا يطاق، ونضحي من أجل الصورة الخارجية، رغم أنها تآكلت من الداخل. مسكين من يعش حياته وهو يناضل من أجل قضية ليكتشف أنها وهمية، وأنه في المسار الخطأ من الأساس. من يعوض المرارات، والزمن الذي لن يعود؟

أدرك أنها نقطة مفصلية. وأن القرارات الكبيرة صعبة في لحظتها، ولكنها إيجابية في نتائجها. دعنا نسمي الأشياء بأسمائها. الفشل ليس نهاية الحياة، بل ربما هو البداية. وحينما نقرر أن نغلق باباً، فإننا نمنح الفرصة لفتح أبواب جديدة. التخلص من الأحمال الثقيلة يعطينا فرصة للركض، واحتضان الفرح والحياة من جديد.

 

اليوم الثامن:

«النهاية» لفظ خادع في اللغة

فهي عادة بداية لشيء جديد.