في لقاء خاص معها من اسطنبول: سونغول أودن الشهيرة بـ نور:

كانت سونغول أودن التي وصلت إلى قمة الشهرة عربياً في المسلسل التركي الشهير «جوموش» (نور) أول ممثلة تركية تغزو العالم العربي، حيث شكّلت حينها والممثل كيفانش تاتليتوغ (مهند) ثنائياً رومانسياً ناجحاً. وها هي تلعب اليوم دوراً في مسرحية «كشانلي علي دستاني» (أسطورة كشانلي علي) بدور زيلهـا. كما تشاهد في التلفزيون على قناة mbc4 في مسلسل «نساء حائرات». «سيدتي» التقتها في اسطنبول في مقابلة خاصة، فتحدّثت سونغول عن حياتها وفنها وعشقها، وسعادتها بكونها معروفة في الدول العربية وأن يكون لها معجبون هناك. إليكم التفاصيل:

 

هل تعلمين أن العــرب يحبون سونغول أودن جداً؟

الناس في العالم العربي يكنّون لي محبة غير معقولة. يسعدني جداً هذا الأمر من ناحية، ويقلقني ويحمّلني مسؤولية كبرى من ناحية أخرى.

انتخبت «أفضل ممثلة تركية» في الاستطلاع الذي جرى في دول الشرق الأوسط، ما تعليقك؟

نعم، قامت الـMBC وهي إحدى أهم المؤسسات الإعلامية في الشرق الأوسط بتنظيم استطلاع على موقعها الإلكتروني السنة الماضية، وكان مؤلفاً من 10 فئات تنافس فيها 110 أسماء. وفي هذا الاستطلاع، وعن فئة «أفضل ممثلة تركية»، حصلت على أكبر عدد من الأصوات. وكان الفارق بيني وبين أقرب منافسة لي ثلاثة أضعاف وأكثر (وتضحك).

كيف كان التسلسل، هل يمكننا أن نعرف؟

توبا بويكستون (المعروفة بـ عاصي) جاءت ثانية، نورجول يشيلشاي (الشهيرة بـ مرام) ثالثة، فخرية أوجن (الشهيرة بـ نجلا في «الأوراق المتساقطة») رابعة، وبيرين سات (الشهيرة بـ سمر) بالدرجة الخامسة.

ما الذي يميّز سونغول أودن في العالم العربي؟

كنت أنا أول من فتح الباب أمام الفن التركي في العالم العربي من خلال مسلسل «جوموش» (نور)، حيث كان يتابع من المغرب العربي إلى العراق في الشرق. وهذا العمل، فتح الباب أمام الأفلام والمسلسلات والممثلين في العالم العربي.

 

السياح العرب

 إلى ماذا تردّين محبة الناس لك بهذا القدر؟

أعتقد أن العرب يجدونني قريبة جداً منهم. ولذلك، أحبوني كثيراً. وأنا أيضاً أحبهم كثيراً. في بداية عرض مسلسل «نور»، جرت حادثة أثّرت بي كثيراً في السعودية.

هل كانت حادثة جدّية أم ماذا، هل يمكنك أن تشاركينا بها؟

بالتأكيد. بالاستناد إلى خبر ورد في جريدة تنشر في السعودية أن شاباً سعودياً في الـ 25 من العمر (لم يذكروا اسمه) رفض الفتاة التي اختارتها له أمه للزواج فقط لأنها لم تكن تشبهني، وفسخ خطوبته منها.

ما هذا الإعجاب المطلق؟

(تضحك) بالنسبة لنا نحن الفنانين تكون هكذا أحداث مصدر قوة.

هل تعلمين أن بسبب سونغول أودن هناك العديد من السياح العرب الذين يزورون تركيا؟

أعلم هذا. إنهم يأتون إلى اسطنبول لزيارة الأماكن التي صوّر فيها مسلسل «نور» ومنها قصر «عبود أفندي».

هل يمكنك أن تشرحي لنا سبب حبك لمسلسل «نور» الذي شاركك بطولته الممثل كيفانج تاتليتوغ (مهند)؟

كانت الشخصية التي جسّدتها صادقة وحميمة.

ماذا أضاف لك هذا المسلسل؟

هذه الشخصية الصادقة والحميمة والمثابرة تشبهني كثيراً في حياتي الحقيقية. فنور تؤمن بالخير والصدق والصبر. كل هذه الصفات تنطبق عليّ. ربما كانت تلك هي النقطة الحقيقية وراء ذلك النجاح.

الجميع يعرف سونغول أودن من خلال مسلسل «نور» ولكنك قبل هذا كنت تمثلين في المسرح. كيف كانت بدايات التمثيل في المسرح؟

منذ طفولتي كان لي شغف واهتمام قوي بالمسرح. ولاحقاً، التحقت بالدراسة في الكونسرفاتوار حيث حصلت على تعليمي المسرحي، وعلى وظيفة في مسرح الدولة.

 

أنا سعيدة ومرهقة

هل سونغول أودن سعيدة؟

نعم، أنا سعيدة ومرهقة، ولكني لا أشتكي من ذلك أبداًً.

من ناحية، تتابعين التمثيل في مسرحية «أسطورة علي كاشانلي»، ومن ناحية أخرى، يستمر عرض «نســـــاء حائرات» على شاشة التلفزيون...

(مقاطعة) هذا موسم متعب جداً. ولكنه تماماً كما أحب وأريد. التمثيل رائع والمسلسل مهم جداً. في المسرحية أقوم بدور زيلها، أما في المسلسل فأقوم بدور ياسمين التي أحبها الجميع كثيراً. هي امرأة بسيطة تعيش مع ابنتها. وأنا أيضاً أحببت شخصية ياسمين جداً لأن في قلبها نقاءً وخيراً ولا مكان فيه للشر. نعم، أنا منهمكة بالعمل ومرهقة. ولكن، وكما ذكرت منذ قليل، أنا سعيدة جداً بما أفعله.

سونغول أودن هل يمكنك أن تحدّثينا عن نفسك؟

أكملت الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في أنقرة. ثم، تلقيت دروساً في الغناء في جامعة حاجاتبة. وخضعت إلى فترة تمرين في مسرح أنقرة الفني. ولاحقاً، دخلت جامعة حاجاتبة قسم المسرح لدراسة اللغة والتاريخ والجغرافيا المسرحية. عملت في مسرح أنقرة التجريبي. ومثلت على خشبة مسرح طرابزون الحكومي. أمضيت أيضاً ثلاث سنوات في مسرح ديار بكر الحكومي. ولاحقاً، عملت مع كوكسال أنغور في «كم من النساء أحببت!» لكاتبه أتيلا ألهان، وكان عبارة عن عمل شعري.

 

درست الغناء


هل ولدت في ديار بكر؟

نعم، هذا صحيح. ولكني نشأت وترعرعت في أنقرة، ولكني أحمل ديار بكر في قلبي. فهو المكان الذي ولدت فيه.

هلا تحدّثينا عن عائلتك؟

نحن خمس بنات وأخ هو الأكبر بيننا. المجموع هو نصف دزينة من الأولاد (وتضحك). في شرق تركيا، يحبون الذكور، وكان لدى والدي صبي واحد فاستمر في إنجاب الأولاد بحثاً عن ذكر آخر.

هل يمكنك أن تخبرينا ما هي مهنة والدك؟

والدي متعهد بناء ووالدتي ربة منزل.

هل أظهرت عائلتك اعتراضاً حين قرّرت أن تصبحي ممثلة؟

في الحقيقة، لم يدهش أحد بأنني سأصبح ممثلة، ولم يثر هذا اعتراض أحد. ولكنّ والدتي كانت تريدني أن أدرس الحقوق. كـان حلمها الجميل أن أصبح محامية. وعندما دخلت إلى قسم التمثيل، قالت لي حينها: «كوني مذيعة في مؤسسة الراديو والتلفزيون». لاحقاً، شيئاً فشيئاً، تعوّدت على الأمر.

 هل بدأ كل شيء في المسرح الفني في أنقرة؟

بدأت العمل هناك كمتمرّنة. درست الغناء. بعدها، التحقت براديو طرابزون الحكومي ثم بمسرح ديار بكر الحكومي. لاحقاً، قدّمت استقالتي وأتيت إلى اسطنبول، حيث بدأت حياة مختلفة تماماً بالنسبة إليّ.

تقصدين حياة مختلفة في المسرح أم في التلفزيون؟

طبعاً في المسرح. فسحر المسرح شيء آخر. لكي يختاروا الممثل للعمل المسرحي، هناك مقابل يجب دفعه، فلم يكن مسموحاً أن نهتمّ بأي شيء آخر أثناء التمثيل في المسرح. هناك من يراقبنا دائماً. بينما التلفزيون ليس كذلك. فأثناء قيامنا بأجمل الأدوار هناك مسافة في الوقت والتحرك. فمثلاً، يمكننا دخول الحمام أو عدمه ساعة نريد.

هل تستخدم قوة التلفزيون بشكل جيد في تركيا؟

كلا. التلفزيون وسيلة ترفيه، ولكن يجب استخدامه في الحياة الاجتماعية، حيث يستخدم الجانب التثقيفي بهامش صغير جداً.

أنتقد نفسي

كيف تحضّرين للدور الذي تكلّفين به؟

في البداية، أفكّر بالدور ملياً وآخذ وقتي الكافي. ولأنني أحب متابعة الناس دائماً، أجمع ما أراه من تجارب دائماً وأخزّنها. وعند تحضيري للأدوار، أستفيد من مخزوني هذا.

هل تأخذين مقعداً وتستمتعين بمشاهدة نفسك؟

عندما أشاهد عملاً لي أنتقد نفسي كثيراً، ولكن لا أصل إلى حدّ الخشونة.

هل تجدين نفسك جميلة؟

بعض الأحيان، أجد نفسي جميلة. ولكني لا أعطي اهتماماً كبيراً للجمال، ولا أفكر في هذا كثيراً.

 

 كيف يمكن أن تخبرنا سونغول أودن عن عشقها؟

عندما يصبح الإنسان عاشقاً تتغيّر الحياة كلها، تصبح حيوية جداً. بالنسبة إليّ، الحب هو إحساس يوجّه الخير. الإنسان العاشق لا تثبت قدماه على الأرض. هو شخص مفعم بالحياة.

هل تفكّرين بإنجاب الأطفال؟

في الحقيقة، أشعر بالخوف، لأنها مسؤولية كبيرة. ولكني بالتأكيد سوف أصبح أماً.

نساء حائرات

يُعتبر المسلسل تجسيداً مستوحى من الدراما الأميركية الشهيرة Desperate Housewives، وتدور أحداثه في إحدى الضواحي التركية الهادئة التي تشهد انتحاراً غامضاً لإحدى ربات البيوت بعد أن كانت تعيش حياة مثالية. لذا، تقرر صديقاتها الأربع المقرّبات البحث عن الأسباب التي تقف وراء الانتحار. ويغوص المسلسل في حياة الصديقات الأربع ويتناول مشاكلهنّ الزوجية والعاطفية والنفسية. فيما تقوم المرأة المتوفاة في المسلسل بأداء دور الراوية لنستمع بصوتها إلى تسلسل الأحداث وكشف الخفايا والخبايا والأسرار الغامضة.

وتلعب الممثلة سونغول أودن دور البطولة فيه، مؤدية شخصية ياسمين. بالإضافة إلى الفنانة سايدا دوفنزي المعروفة بـ «منى» بطلة «ويبقى الحب»، وأيضاً بننو يلدرملار المعروفة بـ «فكرت» بطلة «الأوراق المتساقطة» وأفريم سولماز وأزجا.

نور والعالم العربي

شكّلت ثنائية نور ومهند حالة استثنائية في العالم العربي، حيث صنّفا كأبرز ثنائي رومانسي، لدرجة صدّق معها الناس أن قصة حب حقيقية تجمعهما. وعندما حضر جميع أبطال مسلسل «نور» إلى دبي وكان هناك آلاف المعجبين بانتظارهم، غابت البطلة الرئيسية سونغول أودن عن الحضور. فسرت شائعة مفادها أن غيابها مرتبط بانشغالها بقضيتها مع زوجها الذي اتهمها بأنها كانت على علاقة مع مهند، بالرغم من أن الأخير صرّح أنه لا توجد أي علاقة بينه وبين نور. بعد أشهر، قامت نور بزيارة إلى بيروت برفقة الممثلة التركية إيشة فارلير التي لعبت دور دانة في المسلسل حيث التقتا معجبيهما العرب.