الخوف

 

بالتأكيد نبحث جميعنا عن كل الأسباب، والمقومات التي تساعدنا على التفوق، والنجاح لتحقيق أحلامنا وطموحاتنا، ومن الطبيعي أن نشعر بالخوف مما هو آت؛ لأنه في حكم المجهول، وأحيانًا قد نحتاج هذا الخوف لنتجنب تكرار الوقوع في الأخطاء التي أوصلتنا إلى الفشل، وقد يكون الخوف أحيانًا محركًا يدفعنا لإتقان العمل، لكن لو زاد إحساسنا بالخوف عن المألوف فقد تكون بداية للإصابة بأعراض التوتر، الذي يؤدي للقلق، ثم للاكتئاب؛ لذا علينا مقاومة الشعور المتفاقم بالخوف، وعدم الاسترسال فيه، حتى لا يتصور الإنسان في نفسه الضعف الذي يوصله للقلق النفسي الناتج عن الشعور بالمخاوف من المستقبل، فالشخص المكتئب -والعياذ بالله- هو إنسان لا يرى غير سواد يحيط بعالمه، معنوياته محبطة، فيزهد في كل شيء، ويشعر بأن الحياة لا جدوى منها، ومع مرور الوقت تعيش بداخله طاقه عدوانية شديدة موجهة لمجتمعه، ويظل يعاني من تمزق وخلل؛ لأنه يرى نفسه مثاليًا في عالم تغير فيه كل من حوله، وأن الشر تغلب على الخير، وأن المحيطين به هم أعداء، لأنهم سيئون، فيشعر بالرهبة والخوف من مواجهه الآخرين، أو التفكير، أو العمل، ويهمل علاقاته الإنسانية، والاجتماعية، ويصاحب ذلك عدم القدرة على التركيز، والإحساس بفقدان الطاقة، والحيوية، ويعزف عن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، ولا يشعر بمتعة تجاه مباهج الحياة، أو بالأمور التي كان يستمتع بها سابقًا، وقد يصل إلى مرحلة يرفض فيها الرغبة بالحياة، فيبدأ بإسقاط عداوته، وتوجيهها لنفسه، وذلك أقصى أنواع العدوانية، فيتقوقع حول ذاته، وتتفجر كل قواه التدميرية، وقد يصاحب كل ذلك فعل غير سوي، وغير إنساني من دون أي تَحسُّبٍ لما سيخسره، فيتمنى الموت في كل لحظة، ويفقد رغبته في الاستمرار في الحياة، ومهما بلغ الإنسان من اليأس إلا أن قوة إيمانه دائمًا تحميه، وتبدد له كل الغيوم السوداء، فبالأمل يواجه واقعه، وحاضره، ليواصل مشواره مؤمنًا بالقدر خيره وشره، تسبقه ثقته بالله سبحانه، وأنه تعالى إلى جانبه فيصبر على المكاره، فالمؤمن القوي لا يعرف القلق؛ لأن القلق لا يأتي إلا بسبب الخوف على الرزق، أو من موت قريب، أو خسارة مالية، أو مرض عضال، أو حادث، أو غير ذلك من أمور الحياة، لكن يدفعه إيمانه لمقاومة الوساوس، ولا يفسح لهواجسه مكانًا في تفكيره حتى لا تتعوده، ويتعودها، فلا تطمئن القلوب، ولا تسكن الأرواح، ولا تهدأ المشاعر، ولا تبرد الأعصاب، ولا يستقر اليقين إلا بالاستعانة، والاستغاثة، والدعاء لرب العباد، ويتذكر دومًا أن المؤمن شأنه كله خير؛ إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له.

 

 أنين الحياة

نحن لا نستطيع أن نمنع طيور الألم من أن تدور فوق رؤوسنا، لكننا نستطيع أن نمنعها من أن تستقر بداخلها، فالإجهاد، سواء أكان نفسيًا، أم جسديًا، أم عصبيًا، يؤدي إلى تكوين مواد مؤكسدة داخل الجسم، لها قدرة عالية تمتد لتصل لباقي أعضاء الجسم، وعلى العكس يقوى جهاز المناعة من خلال ممارسة العبادات، فينشط بالصلاة، والصوم، وقد يتدهور مع سيادة مشاعر الغضب، وتراجع النزعة الدينية.

 

همس الأزاهير

< سأل الممكن المستحيل: أين تقيم؟ فأجابه في أحلام العاجز

< من يقع في خطأ فهو إنسان، ومن يصر عليه فهو شيطان

< كل الظلام الذي في الدنيا لا يستطيع أن يخفي ضوء شمعة.