الرواية التي صنعت نجاح فيلم «قصة حب»

عندما وضع الكاتب الأميركي إريك سيغال، أستاذ الأداب الإغريقية واللاتينية بجامعة ييل الأميركية، نقطة النهاية لروايته

«قصة حب» ذات يوم من أواخر الستينيات لم يكن يدري أنها ستحقق شهرة عالمية، وأنها ستثير ضجة في الأوساط الأدبية، وتسيل الكثير من المداد على صفحات الجرائد والمجلات الأميركية، فبمجرد أن نزلت هذه الرواية إلى الأسواق بيع منها مئات بل آلاف النسخ في ظرف وجيز، وأعيد طبعها مرات ومرات، وصنفت كأفضل وأكثر الكتب مبيعًا في كل الأزمنة -بيست سيلر-

ولعل مما ساعد على اكتساحها الأسواق ترجمتها إلى أكثر من ثلاثين لغة، وتحويلها سنة 1970 إلى فيلم سينمائي عالمي يحمل نفس العنوان، أخرجه العبقري آرثر هيللر، وقام بدور البطولة فيه كل من: رايان أونيل ولي ماكغرو، هذا الفيلم الذي حصد سبع جوائز أوسكار، وصنف كأحد أفضل الأفلام في تاريخ السينما العالمية.

رواية «قصة حب» تتمحور حول الشاب أوليفر باريت الطالب بكلية الحقوق، والمولع برياضة الهوكي على الجليد، الذي يتحدث عن فتاته جينيفر كافاليري التي تتابع دروسًا في البيانو في رادكليف، وتعمل في الآن نفسه كمستخدمة في الخزانة؛ حتى تستطيع توفير مصاريف دراستها: ... إنها جميلة، شديدة الذكاء، تحب موزارت، باخ، الخنافس  وأنا.

لقد توطدت العلاقة بين أوليفر -سليل عائلة باريت الثرية التي تلقى أفرادها (خريجو جامعة هارفارد) تعليمًا عاليًا- وجيني ذات الأصل الإيطالي -التي تعيش مع والدها منذ وفاة والدتها- ولم يكن ما يجمع بينهما الدراسة الجامعية فقط بل أكثر من ذلك، أدركا أن قدرهما العيش معًا، وعدم الافتراق أبدًا إلى أن يفرق بينهما الموت، فقررا الزواج، لكن باريت الأب يعترض على هذه الزيجة؛ لكون الفتاة لا تنتمي إلى طبقتهم الاجتماعية، بل أكثر من ذلك أرغد وأزبد وهدد بحرمان ابنه من الميراث إن هو أقدم على تلك الخطوة، لكن أوليفر لم يعر دنى اهتمام لنصيبه من الميراث! فقرر البحث عن عمل يساعده على تدبر مصاريف البيت، ولم تدم سعادة أوليفر وجيني طويلاً؛ إذ تصاب جيني بمرض خبيث يتطلب الكثير من المال والعلاج المكثف، يحاول أوليفر أن يتحمل الصدمة دون أن يخبر جيني بحقيقة مرضها، ويكون أمامه خياران لا ثالث لهما: إما أن يترك جيني تموت أمام عينيه، وإما أن يطلب مساعدة والده، ويختار الابن الحل الثاني، ويحصل على شيك من والده الذي أدرك أن المال لا يمكن أبدًا أن يقف أمام نداء القلب، ولكن ماذا يجدي المال أمام مرض خبيث؟ فكلما مر على جينيفر يوم، وكان المرض ينخر جسدها الواهن ببطء.

في المستشفى حيث ترقد جينيفر شاحبة الوجه يخبر الطبيب المعالج أوليفر أنه لا أمل في العلاج.

إنها نهاية جينيفر الفتاة المرحة التي سكنت وجدانه وأحبها من كل قلبه، والتي أصرت على أن يحتضنها عندما علمت أن نهايتها وشيكة إن لم تكن كلمح البصر أو هي أقرب.

ويحمل أوليفر آلامه... وبإصرار كبير ينهي دراسته الجامعية، ويصبح محاميًا لامعًا، ويتعرف على مارسي، الفتاة الثرية التي تحاول التقرب منه، لكنه لم يستطع أبدًا التخلص من شبح جيني التي سكنت كيانه حتى وهي تحت الثرى...