الزوجة النكديَّة

 

لماذا تتغيَّر بعض الفتيات بعد الزواج؟ ولماذا تختفي رقتها وابتسامتها واهتمامها وهدوؤها؟ لماذا تصبح ثرثارة وتعشق النكد، وتتفنن فيه، وتصبح حالتها المزاجيَّة أكثر عنفًا؟ فالنكد في حد ذاته يعتبر حربًا نفسيّة تشنها الزوجة على زوجها، التي تكون في الغالب سطحية التفكير، فمثل هذه النوعية من الزوجات هي بنفسها قد توصل زوجها إلى تعنيفها؛ بسبب نكدها وإصرارها المتواصل في تلبية رغباتها بأسلوبها المستفز بأي شكل من الأشكال، أو قد تكون من تلك النوعية التي تتطاول على أسرته بأسلوب غير مهذب، أو قد تعاير زوجها بفقره، أو تهينه في رجولته، أو في ثقافته وفكره، وهناك من الزوجات من تجعل من الطلاق نغمتها المستمرة في أي موقف مهما صغر، وقد يكون نكدها بسبب الغيرة التي تصل لحد الشك، وفي أغلب الأحيان تنتهي الحياة الزوجية بين تلك العلاقات، حتى لو كانت الزوجة تحظى بحب زوجها؛ لأن الحب لن ينمو أو يستمر أو يعيش في بيئة غير آمنة ولا مستقرة. وهناك العديد من القصص التي انتهت بالطلاق أو بالانفصال بسبب نكد الزوجات، فهناك زوج يقول: هجرت بيتي؛ لأن زوجتي تفتعل الخلافات دائمًا على أتفه الأمور، وتغار غيرة عمياء، ويوميًّا تنهال عليَّ بسلسلة من التحقيقات والاتهامات التي لا تنتهي، فأنا في نظرها إنسان مهمل، ولا أهتم بعلاقاتي الاجتماعية؛ لأنَّ لديَّ علاقات نسائية. فأنا من وجهة نظرها دومًا متهم بالخيانة، من دون أي دليل أو سبب يدعو لكل هذا الشعور بهذا الإحساس. والأدهى أنها اعتادت افتعال المشاكل أمام أبنائي، وأمام أسرتي، مما جعلني أكره وجودي معها، وأهرب من اللحظات التي تجمعني بها، وكم حاولت مرارًا أن أتفاهم معها بشتى الوسائل، لكن من دون جدوى، في النهاية قررت أن أغادر المنزل.

 وهناك زوج يقول: اكتشفت بعد الزواج أن زوجتي امرأة عصبية، تعشق افتعال المشاكل، وتشتكي حتى من طوب الأرض، ولا تحترم كلامي ولا مشاعري، وقلت في نفسي عندما تنجب ستنشغل بتربية الأبناء، وبالتأكيد ستتلاشى هذه الصفة المدمرة للخلايا العصبية، وكنت بمجرد أن أبدأ بالمناقشة معها تثور وتغضب، حتى جعلتني أكره الكلام معها، فهي مع الأسف لا تمتلك أيًّا من مقومات تقدير المسؤولية، ولا تراعي أيًّا من متطلباتي وأبسط حقوقي في الشعور بالراحة بعد عناء يوم طويل في العمل، فتتعمد أن تشتكي من كل شيء، ولا يحلو لها تعنيف ابننا وتربيته وضربه إلا عندما أعود، ولم يكن أمامي سوى الصبر والتحمل على أمل أن تعود لعقلها، لكن كل يوم تزداد علاقتنا سوءًا، حتى حوَّلت حياتي لوضع لا يطاق، ورغم حبي لها قررت أن أتزوَّج عليها؛ لأحيا حياة هادئة.

وهناك زوج يقول: زوجتي تريد أن تصبح هي الكل في الكل، وهي سيدة الموقف، وهي الآمرة الناهية المتصرفة في أمور البيت، حتى في أدق أموري الشخصية، وحوَّلت المنزل إلى ساحة معركة، وليس على لسانها أو في تفكيرها سوى طلب المزيد، رغم أنها تعرف حدود إمكاناتي، ولا أخفي عليها شيئًا، لدرجة أنني أسلم لها راتبي كاملاً نهاية كل شهر، وتتصرف في ميزانية المنزل كما يحلو لها، وفي النهاية لم أتمكن من تحمل نكدها وجشعها وطمعها وأنانيتها وصوتها العالي وأسلوبها المتهكم والمستفز، الذي دمَّر حياتي فطلقتها، إنَّ تلك العيّنة من الزوجات التي تتصف بالعدوانية، وتختلق المشاكل، وتميل إلى استفزاز الزوج، وتتصيد الأخطاء، هي زوجة عنيفة، متصيدة.. مندفعة.. عصبية لا تستطيع أن تتحكم في ردات فعلها، وليست لديها قدرة على الحوار أو المفاهمة. أين ذهبت المودة والعشرة والحب والتسامح والتضحية؟ تلك الصفات الرائعة التي تتميز بها أي زوجة طبيعية، أين ذهب الدلال والدلع والصوت الهادئ الذي يميز كل أنثى؟ فهل تلك الزوجة اكتسبت تلك الصفات نتيجة تربيتها ونشأتها ومحيطها الثقافي، أم بسبب قسوة تعامل زوجها مما دفعها بأن تصبح كذلك؟!

 

 

 أنين الحياة

«أهم مقومات أهل الحب هو الاحترام.. وحاولوا أن تتذكروا ألف قصة حب عاشت، وألف قصة حب فشلت.. فسوف تجدون أن الأولى عاشت بسبب الاحترام، وأن الأخرى فشلت بسبب فقدان حق الاحترام».

 «أحمد زكي عبد الحليم»