الشعب يريد إسقاط الفن الفاسد

كتبت مرة بعد مرة.. وطالبت بمحاكمة أولئك الذين يسيئون لمصر.. ولفن مصر..

وللفن كقيمة.. أولئك الذين يعبثون بذاكرتنا الجميلة للفن المصري..

فالمحاكمة ليست حكرًا على أرباب السوابق، والسياسيين الفاسدين وموزعي المخدرات والخارجين عن القانون ومجرمي الحرب؛ لأن مجرمي الفن أكثر خطورة من مجرمي الحرب وموزعي المخدرات، وأرباب السوابق والخارجين عن القانون والبلطجية وقدامى السياسيين.

لأن الخارجين عن القانون الفني هم أولى من غيرهم بالمحاكمة كمجرمي فن، ولا أستبعد يومًا أن تتنادى الهيئات الخيّرة في المجتمع الفني للمطالبة بمحاكمة هؤلاء محاكمة عادلة تقتضي من كل أولئك الذين أساءوا لكل ما هو جميل في الفن المصري.

وكان أول هذه الأصوات هو صوت الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، والذي قال أكثر من مرة إن السينما الحالية هي سينما الفشار والكلينكس.. فهي بلا قيمة وتحمل اتهامًا للذوق المصري.. ونحن متهمون بأننا نساعد على تشجيع مثل هذه الموجة.

وهو وإن كان لا يبرئ ساحته من هذه الموجة الهابطة باعتباره متلقيًا بالدرجة الأولى يقف مكتوف الأيدي، فهو يعترف بنفس الدرجة أن الفن الرديء للزمن الرديء!

وهو على درجة كبيرة من المصداقية في تشخيص الحالة، فالفن هو المرآة العاكسة والصادقة لواقع الحال.

فإذا كانت الصورة جميلة.. فلأن واقعنا جميل.

وإذا كانت الصورة بشعة.. فعلينا ألا نكسر المرآة؛ لأن صورة الواقع أشد قبحًا!

 فأفلام «الهلس» هي التي أصبحت تشكل الصورة.

ولم نسمع أو نقرأ عن جهة أعلنت مسؤوليتها عن إدانة هذا الفن الهابط باعتباره تشويهًا لكل ما هو جميل من أعمال الزمن الجميل؛ لذلك فهو اعتراف ضمني بأنه يمثلنا، وبالتالي فإذا كان الفن رديئًا فنحن بالضرورة بدرجة مساوية من الرداءة؛ لكي يمثلنا هذا الفن، وإلا فلتكن هناك انتفاضة شعبية لطرد الفن الفاسد ومحاكمة رموزه الذين عاثوا فسادًا في ذاكرتنا الجميلة، وشوهوا كل ما هو جميل!!

شعلانيات

مغفل من كان يعتقد أنه لم يكن مغفلاً ولو لمرة واحدة!!

في السابق كانت الفتاة إذا خجلت «تحمر» وجنتاها.. اليوم إذا خجلت «تحمر» شفتاها!!

قبل الزواج يقول الرجل للمرأة والمرأة للرجل «أنت وأنا واحد»، بعد ذلك يقضيان العمر كله في صراع على من يكون «هذا الواحد!!».

مطالبات المرأة بدأت «بتحرير» المرأة، وانتهت «بتزويج» المرأة.. ألا تلاحظون أن كل واحدة كانت تطالب بتحرير المرأة عندما تزوجت اختفت عن الساحة!!