تحوُّلات

اليوم أُبصرُ التحوُّلات في ما يُطالعنا على شاشات التلفزيون، خصوصاً في ما يُسمّى «توكْ شو»؛ وهو مَعْرضٌ للكلام، وتلتقي فيه أحياناً نساء مع مقدِّمة البرنامج. وقد تكون نجمة معروفة مثل «أوبرا» أو «بربارة والترز» وهما أشهر نساء الإعلام التلفزيوني في أميركا. ولا يختلف المستوى عمّا نعهده في لقاء النسوة حول التنّور في قُرانا أيام زمان. ولا يرتقي الكلام عن ذلك المستوى، وكانت تبرع فيه نساء ذلك الحين.

>>> 

وفيما يُطلُّ الرجل من خلال شتّى البرامج ليتحدّث في أمور الحياة والسياسة، تبقى المرأة في عالم الخفّة والترفيه، ولا تعالج المسائل الجدّية.

>>> 

يُغيظني ذلك، لأنّي أرفض أن أضع المرأة في مرتبة دون مرتبة الرجل، في الجدّ والطموح، خصوصاً إذا كانت تعمل في المجال ذاته.

>>> 

أما الموضوع الآخر الذي يُغيظُني، فهو ظهور المرأة من خلال البرامج التلفزيونية، والمحلية منها بصورة أخصّ، وهي ترتدي ثياباً تكشف عن مواطن الإغراء من جسدها. وهي بذلك تختلف عن زميلها الرجل حين يُقدّم مثلَ تلك البرامج، ويَظهر باللباس الرسمي الذي يوحي بالجدّية والعمل. ولماذا؟

وهل في ذلك المظهر تعبير عن الحرية أَمْ أنّه يدلّ على الخفّة وسوء التقدير للعمل والمقام؟

>>> 

وفي الآونة الأخيرة، طالعتنا بعض المحطات المحلية ببرامج غريبة بجرأتها وقدرتها على الإفساد، من خلال تقديمِ الفكاهة الرخيصة، في قالب من سوء التقدير وقلّة الذوق.

>>> 

لقد وقفتُ طوال حياتي، من أجل الدفاع عن حرّية التعبير والرأي. وخصوصاً حرّية المرأة حين تتعرّض للقمع، وخنق الصوت.

لكن تلك البرامج التلفزيونية غرست في عقول بعض الطامحات أن الإغراء هو وسيلة للتقدّم والنجاح؛ وأن الشهرة هي الغاية والنهاية.

>>> 

وكنتُ ولا أزال، أرى أن الشهرة تكون، في بعض الأحيان، سلبية، تضرّ صاحبها أكثر مما تنفعه، خصوصاً عندما تقارب المثل القائل بكسر مزراب العين للحصول عليها.

>>> 

وما يحدث في الساحة الإعلامية يتخطّى الأمثال والتقاليد التي تحفظُ للمرء كرامته، رجلاً كان أم امرأة.

وأقول صراحة، إني مع المحافظة على التقاليد حين تحفظ لنا أصالة الشخصية، والكرامة الإنسانية.