خدعوك فقالوا.. الزمن الجميل!!

هذه الأيام الموضة في السينما الأميركية العودة إلى مرحلة الستينات.

فقد أجريت دراسة عما إذا كانت هذه الموضة اعتزازًا بالماضي أم هروبًا من الحاضر أم عدم رغبة في المستقبل.

وكانت الإجابة بنسبة هروبًا من الحاضر.

الماضي جميل لأنه مضى.. ولو عاد لما كان جميلاً.. ففكرة الزمن الجميل هي أكذوبة اخترعها الإنسان؛ ليبقى يحتفظ بالصورة الذهنية الجميلة لحلم ما.. وفكرة ما.. وزمن ما..

الناس يهربون من الحاضر إلى الماضي أو الحلم بالمستقبل..

 ومن يدري فقد يكون المستقبل أسوأ من الحاضر.. ويأتي يوم ويصبح الحاضر ماضيًا..

 ومع ذلك تعود ´تحن إلى هذا الماضي.. فهل الماضي جميل فعلاً، أم أنها لعبة الخدعة مع الذات؟

قال ماركيز يومًا: أسوأ أنواع الهروب أن تهرب من نفسك إلى الناس.. وأسوأ من ذلك أن تهرب من الحاضر إلى الماضي.. بينما تهرب يومًا من ماضيك الذي يطاردك لتلقى نفسك في أحضان المستقبل.

كثيرًا ما نسمع أننا نريد العودة للزمن الجميل.. فهل كان الزمن جميلاً فعلاً لكي نعود إليه، أم أنها أحلام؟ فالزمن الجميل جميل؛ لأنه أصبح ماضيًا ولو عاد لما أصبح جميلاً..

 وكنت قبل فترة قد توقفت طويلاً أمام كلمات الكاتب أنيس منصور الذي عاش عمرًا مديدًا يطارد خيط دخان الزمن في كتابه «الذين هبطوا من السماء» من ناحية.. ومن ناحية أخر عاش في زمن الأجيال الجميلة في الفن والحياة والسياسة..

فكتب عن الزمن الجميل يقول: لا تؤاخذني فأنا ضقت ذرعًا بهذه العبارة فأي زمن هذا الزمن الجميل..

 هل هو زماننا السابق أو الأسبق.. والله لم يكن جميلاً في شيء..

هذا كلام رجل من الزمن الجميل أو الذي يدعونه جميلاً..

 فهل تعرض الزمن الجميل إلى عملية تجميل ´أودت برونقه، وبهائه، وجماله؟!

الواقع يقول: إن الناس لم يشعروا بجمال هذا الزمن اليوم.

 فهل سيصبح بقدرة قادر جميلاً غدًا، أو بعد غد، أو بعد يوم.. أو شهر.. أو سنة؟!

على طريقة العندليب عبدالحليم حافظ «في يوم.. في شهر.. في سنة»

وهل الزمن يصبح جميلاً بحسب مدة «تعتيقه» مثل دهن العود الذي لا تشعر بقيمته الفعلية بقدر«تقادمه» مع الأيام،

فالأيام «العتيقة» هي الأيام الأكثر بهاءً وجمالاً؟!

أسأل ولا أجيب؛ لأن الحياة هذه الأيام علمتنا كل شيء يمشي على الموضة.

 فمن يدري ربما تعود أيام الزمن الجميل بثوب رث، ولكن جديد حسب آخر صرعات الموضة.

 فالموضة لها صرعاتها، والأيام كذلك فلم نعد نعرف هل نلبس أيامنا أو ثيابنا؟!

 

شعلانيات:

أحمق من ليست له حماقة!!

المطربون هذه الأيام ليسوا سيئين إلى هذا الحد.. أذواق الناس سيئة إلى هذا الحد.. وأكثر!!

عندما «نتكلم» فكلنا أصحاب «مبادئ»

وعندما «نعمل» فكلنا أصحاب «مصالح»

في شبابنا نريد أن نغير العالم..

وفي شيخوختنا نريد من العالم أن يتغير!!

 

خياران في الحياة: أن تقبل الظروف كما هي، أو أن تقبل مسؤولية تغيير الظروف