عندما تكره الزوجة زوجها!


أنا زوجة في التاسعة والعشرين، تزوجت منذ ست سنوات، وعندي طفلة في الخامسة، أنا جامعية، وأشتغل في وظيفة مرموقة في أحد المستشفيات، مشكلتي ليست ككل المشاكل، فأنا كالخشب الملقى تحت أشعة الشمس، نشف ويبس حتى أصبح غير صالح للاستخدام، أكن كرهًا شديدًا لزوجي، بل كل أنواع الكره التي تتخيلها في العالم تملأ قلبي نحوه، هو أناني إلى أبعد حد، كريه ونكدي، يكره سعادتي، يكره نجاحي وتفوقي، يكره شخصيتي القوية، شكاك جدًا؛ يشك بكل حركاتي وسكناتي، علمًا بأنه جامعي ومتعلم، لكنه غير مثقف، ويكره ثقافتي، أو حتى شرائي لكتاب، أنا ناجحة كربة بيت، والكل يشهد بجمالي ورشاقتي وأناقتي وحسن تدبيري لأمور البيت، وهو لا يشبهني بأي شيء، فوضوي، عشوائي، مستهتر، لا يهتم بأناقته وشكله وملبسه، أكثر من ألف مرة طلبت منه الطلاق فرفض؛ لأنه يريد أن أخلعه في المحكمة، لكن العادات والتقاليد -التي يقف وراءها والدي المتسلط، الذي يعتبر الذهاب للمحاكم من أكبر الفضائح التي سأجلبها لأسرتي- منعتني، ناهيك عن خوفه أن أعيش عنده أنا وابنتي، سيما أنه لا يتحمل نفسه، فكيف يتحمل ابنته المطلقة ومعها ابنتها.

زوجي لا يهتم إلا بالجنس، وأنا أكره القيام بذلك معه؛ لأنني أكرهه، وفي كل مرة نلتقي أنخرط في بكاء هيستيري لا يشعر هو به.

قلبي مشغول بحب رجل آخر، رجل بكل معنى الكلمة، يحبني جدًا، ويحترمني، معه أشعر بقيمتي الحقيقية، يغار عليّ، يحتويني، يقف إلى جواري في الأزمات، شجعني على الطلاق، وينتظره بفارغ الصبر لنتزوج، فهو لم يسبق له الزواج، ويتمناه الآباء لبناتهم لحسن خلقه وشهامته، أسرته تعلم بعلاقتي به، ومرحبون بزواجي منه، بل يؤكدون لي ظلمي لنفسي إن استمررت مع زوجي.

سيدي، لست مراهقة تظن أنَّ الحياة ستتوقف ما لم تتزوج بمن تحب، لكن حياتي مستحيلة مع زوجي، أصبحت أكره جمالي ورشاقتي وطبخي المميز لأنه يتفاخر به أمام الناس، فجميع أصدقائه يعتبرونني مثلاً أعلى وقدوة، وصورة مثالية لزوجة المستقبل، أنا لست كذلك..!!

أرجوك ساعدني، ولا تتركني كالخشب الأجوف تحت الشمس!

 

لولي

 

يا ست «لولي».. دعك من أنك تحبين رجلاً آخر، فهذا يضعف موقفك أمام الناس، المهم أنك تكرهين زوجك لأنه بمواصفاته المذكورة يستحق الكراهية، ركزي على رفضك الحياة معه لكل ما وصفت، قبل أن تذهبي إلى المحكمة استشيري محاميًا ضليعًا في قضايا الزواج والطلاق؛ لأن المحكمة قد لا تجد فيما ذكرت سببًا للطلاق، فلا تنالين إلا الشوشرة على سمعتك، فإذا قال لك المحامي إن أسبابك ستقنع المحكمة اذهبي إليها، فإذا لم يقل فحاولي أن تدفعي زوجك للطلاق بالتنكيد عليه وإهماله، ربما.. ربما يطلقك، وأنا أستخدم كلمة الكراهية مرغمًا، فأنا لا أستسيغها، ولا أنحاز للطلاق إلا لأسباب جوهرية، وما دمت موظفة في وظيفة مرموقة فلماذا الذهاب إلى أبيك، استقلي بقرارك وبحياتك.

 

أشياء أخرى:

«أنت تكره من يصارحك، ومن يصارحك يكرهك»