لا شيء يستحق..!!

وهاج خالد
فعلاً لا شيء يستحق، ولكن من منظور مشرق، من النصف الممتلئ من الكوب، من أغصان الشجرة المثمرة، من «لحظة أشعر بأنني (زودتها)». لا شيء يستحق الزعل، ولا شيء يستحق الضيق أو الضجر، حياتنا أبسط مما نتخيل ومما نتوقع ومما نتمنى؛ لذلك مهما تعرضت لسوء وكدر وضيق فلا تهتم له كثير الاهتمام؛ لأنك وفي الأخير لن تضر إلا نفسك بكدرك الزائد على المسموح به، والمسموح به في حد الكدر هو ما «تحت الصفر»؛ لكي تعيش سعيداً، ربما، أو لابد أن نتعرض في حياتنا لكثير من المشاكل والهموم التي تثقل كاهلنا وتطيح بنا، ولكن سرعان ما ستمر وتنتهي، ولو انتهت لأسوأ، فسينتهي هذا الأسوأ؛ لتصبح أفضل مما هو مأمول منها، لو فكرت في حياتك على أنها ستنتهي لا محالة -أطال الله في عمرك- فستجد فعلاً أنه لا شيء يستحق، بما أننا لسنا دائمين على هذا الكوكب، فلماذا نصدّع رؤوسنا بما يحصل على أرضه؟! لماذا لا «نستبسط» الأمور أبسط مما هي عليه، ففي الأخير كل ما يحصل بيننا وبين أنفسنا سيظل بيننا وبين أنفسنا نحن من سيتضرر أو سيرتاح به، فمشاكل العمل والمشاكل العائلية ومشاكل الأصدقاء وغيرها الكثير من المشاكل لو استبسطناها، وحاولنا أن نكون أرقى من أن نقوم بالصراخ والتضجر على ما يحصل، لكانت أهون بكثير، فكِّر بينك وبين نفسك ولن أضرب الأمثلة، كم من مشكلة حصلت وجدناها بعد فترة من الزمن أنها أسخف من أن تسبب ما تسببت به من سلبيات لجميع أطرافها، هذه هي الحياة، عِشها بلحظاتها الحلوة والمرة، ولكن ركّز على «حلاها»، واترك مرّها كما هو، لا تزيده كي تشعر بحلاوة «حلاها». لن أطيل الحديث؛ لأنني فعلاً أتمنى أن تكون وصلت الفكرة، وكما يقول القائلون «كبّر دماغك لتعيش، ولا شيء يستحق»..!! @wahhajmaj