الخطر الكبير..!!

وهاج خالد

| لن أتحدث عن المخدرات. ولن أكتب عن الإجرام، أو عن أي شيء يشبههما، ولكن شدتني نظرة البعض لألعاب الڤيديو، أو ما يسمى بـ(البلاي ستيشن)، وأنها تجعل من الشخص مجرماً وسفاحاً ومروّجاً للمخدرات، ولم يبق إلا أن يتحول الشخص لمخدرات بشكل شخصي؛ من تهويل ما أراه من بعض «المهوّلين».

وأقرب مثال لو كان كلامهم صحيحاً كما يقولون بنسبة كبيرة وأكيدة. لكنتم رأيتم صورتي في الصحف كمجرم أو ما شابه، بدلاً من رؤيتها في أعلى هذا المقال. ولا أقول أيضاً إن كلامهم خاطئ، ولكن كل ما أنا متأكد منه هو أنهم يحجمون هذا الأمر بشكل مبالغ فيه وأكثر من اللازم.

والأهم من تهويل الأمر وكثرة الحديث فيه هو زرع بذرة الصلاح في الطفل والشاب، وكل أفراد المجتمع من جميع النواحي، فلا أعتقد أن شاباً أو فتاة تمت تربيتهما بشكل سليم ومشرّف ستغير من تفكيرهم ألعاباً يعلمون أنها ألعاب، وحتى الطفل بدلاً من منعه من الخطأ بشكل عام -دون شرحه له وتوضيحه- فلن يفيد المنع شيئاً؛ لأنه بمجرد غياب الرقابة عليه سيرتكب ما كان يُمنع منه.

وﻻ أنكر أنه تتواجد بعض الألعاب منافية للأخلاق، وهذه ﻻ نقاش فيها، فليست محببة أبداً وبلا شك.

في «المرحلة الأخيرة» من هذه السطور أود أن أبيّن أنه من حق الأبناء أن يفعلوا ما يحلو لهم، إن وجد فيهم النضج والعقلانية، وأن لا يكون مقياسهما على أهواء من يحكمهم، فتارة يرونهم كباراً، ويُعتمد عليهم، وتارة يرونهم صغاراً ﻻ عقل فيهم!!

فالخطر الكبير ليس في الألعاب أو ما شابهها، ولكنه في عدم إنشاء الطفل بشكل سليم منذ صغره، والاهتمام بتفهيمه الحياة؛ كي يستطيع التفريق بين الشر والخير!!