رحلة الإسراء والمعراج ودلائل عظمة القدرة الإلهية

 الإسراء والمعراج
قدرة الله العظيمة في ليلة الإسراء والمعراج
 الإسراء والمعراج
دلائل قدرة الله في رحلة الإسراء والمعراج
 الإسراء والمعراج
ليلة الإسراء والمعراج
 الإسراء والمعراج
 الإسراء والمعراج
 الإسراء والمعراج
3 صور

"سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ". صدق الله العظيم (سورة الإسراء:1)
في مثل هذه الأيام من كل عام تمر بالمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ذكرى محببة إلى قلوبهم هي: ذكرى الإسراء برسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، من المسجد الحرام الذي أمر الله بتطهيره للطائفين والعاكفين والركع السجود إلى المسجد الأقصى الذي بارك حوله، وذكرى العروج من بيت المقدس في فلسطين العزيزة إلى سدرة المنتهى فوق السماوات.
وبمناسبة هذه الليلة المباركة، نلقي الضوء على أهم المعلومات التي تتعلق بليلية الإسراء والمعراج التي تجلت فيها قدرة وعظمة الله سبحانه وتعالى وما حدث فيها.كش وذلك حسب موقع دار الإفتاء المصرية.

رحلة الإسراء والمعراج

قدرة الله العظيمة في ليلة الإسراء والمعراج

رحلة الإسراء والمعراج هي حادثة وقعت حقيقةً لسيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وحدثت يقظة بعطاءٍ من ربه جل وعلا؛ حيث سار به يقظة ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وصلى فيه بالملائكة والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ثم عُرِج به، صلى الله عليه وآله وسلم، يقظة من المسجد الأقصى إلى السماوات العُلا، ومنها إلى المقام الأعلى. وعُرِضت عليه، صلى الله عليه وآله وسلم، في تلك الليلة المباركة آيات مباركة منها: الجنة؛ ليرى فيها ما أعده الله له ولأحبابه من الثواب والنعيم ليطمئن ويُبَشّر به المتقين، وكذلك عُرِضَتْ عليه، صلى الله عليه وآله وسلم النار؛ ليشاهد فيها ما أعده الله تعالى لأعدائه من العذاب الأليم، لينذر به الكافرين والمشركين. وفَرض الله سبحانه وتعالى عليه وعلى أمته صلى الله عليه وآله وسلم في تلك الليلة المباركة خمس صلوات في اليوم والليلة، وخصَّه بمنح عظيمة لم تكن لأحد سواه من إخوانه الأنبياء عليهم جميعاً الصلاة والسلام. وقد نص على ذلك الكتاب والسنة، وأجمع عليه الصحابة وغيرهم، وهذا مما لا ينبغي لأحد العدول عنه أو إنكاره.

عظمة الخالق سبحانه وتعالى في رحلة الإسراء والمعراج

الأمر الأول

ليلة الإسراء والمعراج

إثبات اليقظة التامة في مسراته، صلى الله عليه وآله وسلم، ففي الآية الكريمة على ذلك ثلاثة أدلة: الدليل الأول: قوله ﴿سُبْحَانَ﴾: فهذه الكلمة العظيمة الإلهية تدل على أن الله قد منح رسوله، صلى الله عليه وآله وسلم، أمراً عظيماً لم يمنح به أحداً سواه ألا وهو الإسراء يقظة، فلو كان مناماً ما كان أمراً عظيماً، فإن الإسراء مناماً يقع لكثير من الناس. الدليل الثاني: قوله تعالى ﴿أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾: كلمة العبد تُطلق على الشخص بجزئيه الجسم والروح معاً، ولا يصح إطلاقه على أحد الجزأين. الدليل الثالث: قوله تعالى ﴿مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى﴾، فهذه مسافة حسِّية مبدوءة بكلمة من ومنتهية بكلمة إلى، والمسافات الحِسِّية لا يقطعها إلا الجسم والروح معاً.

الأمر الثاني

إثبات السرعة، ففي الآية دليل على ذلك وهو قوله تعالى: ﴿لَيْلاً﴾ بلفظ التنكير الدال على تقليل مدة السير الصادقة بأقل جزء من الليل.

أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإسراء والمعراج

دلائل قدرة الله في رحلة الإسراء والمعراج

وردت في الإسراء والمعراج أحاديث كثيرة منها: ما ورد عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما،: أنه سمع رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: "لما كذبتني قريش قمت في الحِجر فجلَّا الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه"، هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي، ومعنى هذا الحديث أن قريشاً لما كذَّبت الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، في الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وطلبوا منه وصف بيت المقدس، وصفه مع أنه، صلى الله عليه وسلم، لم يكن قد رآه من قبل، فشرع يصفه لهم واشتبه عليه باقي الوصف، وسألوه عن أشياء لم يثبتها، وكَرُبَ النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، عن ذلك كرباً لم يره قط، فرفع الله له بيت المقدس ونقله إليه ووضعه بين يديه، فأخذ يخبرهم عن آياته وعلاماته وأوضاعه وأوصافه وهو ينظر إليه بعيني رأسه، وسألوه عن أبوابه، فأخذ يعدها باباً باباً، ولم ينظره أحد سواه. فيستدل بهذا الحديث الشريف على يقظة؛ إذ لو كان نائماً ما أخبر النبي بهذا الحديث وما كذبه أحد قط. والحديث الثاني: عند الشيخين البخاري ومسلم -وزيادة بمسند البزار: أن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "أتيت بالبراق وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه، فركبته، فسار بي حتى أتيت بيت المقدس، فربطت الدابة بالحلقة التي يربط به الأنبياء، قال: ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت، فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من اللبن فاخترت اللبن. فقال جبريل، صلى الله عليه وسلم،: اخترت الفطرة، ثم عُرج بنا إلى السماء، فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. وقيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بُعِث إليه؟ قال: قد بُعث إليه. قيل: مرحباً به وأهلاً حيَّاه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء، ففتح لنا فإذا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير عليه السلام.." إلى آخر الحديث، فقد ذكرت فيه القصة الشريفة مختصرة، وقد تكررت فيه كلمات الاستفتاح والترحيب في كل سماء. ورد هذا الحديث أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما، ويستدل بهذا على أن الإسراء والمعراج حدثا معاً؛ بدليل إخبار النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، عنهما في حديث واحد، إذ لو كانا على انفراد لكان لكلّ منهما حديث مستقل، ويستدل به على يقظته فيها بدليل الاستفتاح والترحيب في كل سماء. ويتضح من هذا أن الإسراء والمعراج وقعا يقظة مرة واحدة في عمره، صلى الله عليه وآله وسلم، في ليلة واحدة، وفيها فُرضت الصلاة، وحيث إن القرآن العظيم قد نصَّ على الإسراء يقظة نصّاً صريحاً.