كيفية التعامل مع النصائح المتناقضة

كيف تتعامل مع النصائح المتناقضة
كيف تتعامل مع النصائح المتناقضة
كيف تتعامل مع النصائح المتناقضة
اختبر كل شيء قبل تصديقه.
كيف تتعامل مع النصائح المتناقضة
معظم النصائح والأبحاث والنظريات هي مجرد آراء
كيف تتعامل مع النصائح المتناقضة
الحفاظ على سعادتك
كيف تتعامل مع النصائح المتناقضة
كيف تتعامل مع النصائح المتناقضة
كيف تتعامل مع النصائح المتناقضة
كيف تتعامل مع النصائح المتناقضة
4 صور
يستقبل الناس بشكل يومي نصائح وحكماً وآراء وأقوالاً تنادي بالحكمة والتعلق بالأمل وتحث على الصبر والإرادة والتفكير الإيجابي والتعاون والتسامح وغير ذلك من الإرشادات في مجالات مختلفة، هذا التدفق الهائل من النصائح الفكرية والتربوية والإدارية يجد الترحيب والقبول عند كثير من الناس، ويتم تداولها لغرض الفائدة، تقول الدكتورة أميرة حبارير الخبيرة النفسية لسيدتي: هي فعلاً مفيدة والإنسان حر في الأخذ بها أو الاكتفاء بالتأمل فيها، والبعض قد تساعده في حل مشكلة ذاتية أو مشكلة مع الآخرين، وقد يلاحظ تناقضاً بين نصيحة وأخرى. والإنسان حر أيضاً في تقديم النصائح ولكنها حرية غير مطلقة.

التعامل مع النصائح

أختبر كل شيء قبل تصديقه.

-لا تصدق ما تقرؤه، أو ما تسمعه، أو ما تراه:

أنا شخصٌ متشككٌ للغاية؛ فالناس ببساطة ليسوا دائماً صادقين، ولا يملكون دائماً الحلول كلها، وتوجد عدة أمثلة على ذلك؛ فقد قرأت مؤخراً عن رجل ألماني ألهم العديد من الأشخاص للتغلب على الاكتئاب إلَّا أنَّه حاول ذات مرةٍ الانتحار وفقد ساقيه في أثناء محاولته تلك، ثمَّ أدرك بعد ذلك خطورة ما أقدم عليه، وكتب كتابين عن كيفية "تغلبه" على الاكتئاب، وبدأ بنشر أفكاره وإقناع الآخرين بكيفية تغلبهم على اكتئابهم؛ لكنَّه انتحر في النهاية.
إنَّه شيءٌ محزن وأنا لا أشكك في إحسانه فربَّما يكون قد ساعد كثيرين حقاً، لكن علينا أن نكون صادقين هنا؛ فالرجل الذي حاول ثني الآخرين عن الانتحار انتحر في نهاية الأمر.
لهذا السبب يجب ألَّا نتبع الناس أو نصدقهم تصديقاً أعمى؛ فمعاملتهم بهذه الطريقة وعَدُّهم مثلاً أعلى يعني أنَّك لا تحترم نفسك، وبصرف النظر عن تاريخك أو عرقك أو جنسك لا أحد أفضل منك، كما أنَّك لست أفضل من الآخرين، هكذا أنظر أنا إلى الحياة؛ ولهذا أيضاً لا أصدق ما أراه؛ فالناس يكذبون طوال الوقت؛ لإظهار أنَّهم أفضل من الآخرين.

كيف تنظر إلى النصيحة عموماً؟

كيف تتعامل مع النصائح المتناقضة

سواء أحب الناس الاعتراف بذلك أم لا، فإنَّ معظم النصائح والأبحاث والنظريات هي مجرد آراء؛ وقد قال الفيلسوف الشهير "فريدريك نيتشه" (Friedrich Nietzsche): "ليس هناك حقائق؛ بل تفسيرات فقط".
عندما يتعلق الأمر بالبدء بمهنة جديدة، أو الحفاظ على سعادتك، أو تحسين نفسك ومهاراتك، أو إدارة أعمالك، وكل شيء آخر يمكنك مناقشته؛ فكلها آراء فردية أو جماعية.
أنا أضع ذلك في الحسبان دائماً عندما أقرأ مقالات مثل هذه، أو أقرأ كتباً تعليمية، أو أستمع إلى الملفات الصوتية، أو عندما أُجري محادثاتٍ مع أشخاصٍ آخرين، فهم مثلنا تماماً ليس لديهم الإجابات كلها؛ بل هم يكتشفون الأشياء مثلنا أيضاً، حتَّى لو ظنوا أنَّهم يعرفون كل شيء فهم لا يعرفون ذلك
إذا كنت تريد أن تتجنب القلق وتفعل الشيء الصحيح، فلا تصدِّق ما تراه تصديقاً أعمى؛ بل فكر من وجهة نظرك الخاصة وابحث عمَّا يناسبك، وبصرف النظر عن الحقائق الثابتة في الحياة، فإنَّ معظم الأشياء ذاتية.
ولا توجد إجابة مباشرة للتعامل مع هذا التحدي، كما أنَّ النصيحة المتناقضة ليست سيئة بالضرورة، فأنا أُعِدُّ أنَّ نقل بعض النصائح إلى العالم الحقيقي هو سبب كتابتي للمقالات؛ فأنا ببساطة أشارك فيها كيف أفعل الأشياء وأُنجز المهام، ويُخبرني القرَّاء أنَّ هذا يساعدهم على معرفة كيفية القيام بذلك بأنفسهم.
السر هو في التواصل بطريقةٍ واضحة ورؤية الموقف رؤية أوضح، وهذا في الواقع هو الشيء الأساسي الذي تعلمته من الحصول على شهادة أكاديمية، ولا أستطيع تذكر أي شيء من النصائح التي قدموها لي؛ لكنَّني أتذكر فقط أن أنظر إلى كل مشكلة من وجهات نظر مختلفة وأن أختبر كل شيء قبل تصديقه.
حتى لو فعلنا كل ذلك فلا يمكننا أن نعرف أبداً أنَّنا على صواب 100%، لكن ما دمنا منفتحين على تقبُّل النظريات ووجهات النظر الجديدة، فسوف نستمر في التعلم، وهذا لا يجعلنا أقل خطأً فحسب؛ بل سيجعل الحياة أكثر متعة أيضاً.