عزة فهمي: لغتنا الوحيدة التي تضع 37 مرادفا للحب

لم تكتف بأن تكون مجرد صانعة حلي شهيرة، يتهافت النجوم والمشاهير على ارتداء قطع من تصميماتها، بل حرصت أن تصنع مدرسة جديدة في عالم تصميم الحلي، تحمل اسمها مدمجاً بالحكم والفلسفة والثقافة العربية، فجعلت من الحلي أكثر من مجرد قطعة زينة، بل تميمة حب وتفاؤل ورسالة أمل، ترافق صاحبها في كل مكان، وتزينه بحروف عربية وفن أصيل يتحدث عن تراثنا.

بخبرة أكثر من 50 عاماً في صناعة الحلي، وشهرة واسعة حققتها حول العالم، تحدثنا المصممة عزة فهمي عن الاسم العريق والسمعة التي بنتها من عشقها للغة العربية.

كيف بدأت علاقتك باللغة العربية؟

بدأت علاقة عزة فهمي باللغة العربية منذ الصغر، في بيت اعتاد النقاش حول كل ما يقرأه أفراده، ومن هنا نشأت علاقتها باللغة، تتابع قائلة: «وجدت شغفي بصناعة الحلي، كنت في زيارة إلى المتحف الإسلامي، ووجدت قطعة حلي من العصر الأيوبي، مزجت فيها الزخارف بالحروف، كُتب عليها «الغز الدائم»، وكان عقداً من مجوهرات الملكة «شجرة الدر»، وقتها أضاءت في خيالي الفكرة، ومن وقتها وأنا أجمع حبي للقراءة الذي ورثته عن والدي، وشغفي بصناعة الحلي، في مكان واحد».

رسالتي التفاؤل والبهجة

صارت عزّة تقرأ وبجانبها مفكرة صغيرة وقلم، تدون كل جملة تعجبها، وعندما تحتاج إلى إصدار مجموعة مجوهرات جديدة، تعود إلى هذه المفكرة، وتتصفح عباراتها الملهمة، لتخرج منها بعبارات تزين قطعة حلي فريدة من نوعها، تستدرك قائلة: «دراستي للفنون الجميلة ساعدتني كثيراً في مسألة اختيار الخط المناسب لكل نص، والموقع الصحيح لكل كلمة داخل التصميم، لم أدرس الخطوط العربية بشكل أكاديمي، ولكن إتقاني الرسم بشكل عام، ساعدني في أن يكون خط يدي جميلاً ومقروءاً، وأصبحت أكتب بيدي الأشعار العامية والأغنيات، التي لو كتبت بخط عربي سليم كالرقعة أو الديوان، لفقدت معناها وبساطتها».

عواطفُ صادقةٌ

رسالة عزة من خلال حليها هي التفاؤل والبهجة والراحة النفسية والانفتاح على الحياة، ومن هنا يأتي اختيارها للكلمات، التي تتخيلها وهي تلازم مالك الحلي في كل خطواته، تستطرد قائلة: «أحب الأدعية الدينية التي تمس قلب أي شخص، والحكم الفلسفية التي تمثل إلهاماً وأملاً في الحياة، وفي رأيي أكبر ميزة للغة العربية، هي غناها بالمرادفات والمصطلحات، ومساحة اللعب بالألفاظ التي تمنحها، لا توجد لغة على وجه الأرض، تضع 37 مرادفاً للحب، غير اللغة العربية؛ لذلك تجعل لغتنا الإبداع سهلاً وممتعاً، وتمنحه موسيقى لا تستطيع أن تنافسها أي لغة أخرى».

تنصح عزة الأجيال الجديدة، ألا تنسى أصولها العربية، فاللغات الأخرى مهما كانت دارجة وتمنح مكانة لمن يتحدثها، لن تنقل عواطفك بالصدق الذي يحدث مع لغتك الأم، فالكثير من التفاصيل والروح والمعنى المقصود، يُفقد حين ينتقل عبر الترجمة من العربية إلى أي لغة أخرى، وقد اختارت جملة تتمنى كتابتها في معلم أثري أو حضاري: «كن جميلاً ترى الوجود جميلاً».