خلال مشاركتها في كأس السعودية.. فنانة البلورات البراقة سارة شاكيل: أحاول إنشاء جسر متلألئ بين المجتمع والمعرفة

من فتاة صغيرة انبهرت بـ "كريستالات" جدتها، إلى فنانة عالمية تشتهر باستخدام البلورات اللامعة وكريستال سواروفسكي لإنشاء مواد تجمع ما بين التصوير الفوتوغرافي والإبداع الرقمي ثلاثي الأبعاد، استفزها تعليق سلبي عن "رداءة الفوتوشوب" ودفعها لتطوير نفسها بما يسمح لها باستخدام أعمالها الفنية كمنفذ إبداعي لمشاعرها عبر منصات التواصل الاجتماعي التي تدين لها بشهرتها الواسعة.

هذه ليست المرة الأولى التي تتواجد فيها الفنانة الباكستانية سارة شاكيل في السعودية، لكنها المشاركة الأولى في أحد أضخم الأحداث "كأس السعودية"، والذي يتخطى طابعه الرياضي ليكون حدثاً ثقافياً اجتماعياً فنياً بامتياز.

عن مسيرتها البراقة، وعملها الذي يحاكي صحراء المملكة الخلابة، وتراثها العريق، استضافت "سيدتي" سارة شاكيل في حوار شامل مبهر.



الرياض | عبير بو حمدان Abeer Bu Hamdan

تصوير | لينا مو Lina Mo

تنسيق أزياء | وفاء الدخيل Wafa Aldekhail

الأزياء | الشتون AlShutoon

مكياج | سمية على Sumayah Ali

 


 

فنانة البلورات البراقة سارة شاكيل
     فنانة البلورات البراقة سارة شاكيل
 


كيف تعرفين عن نفسك؟


فنانة Phygital، أجمع بين الفن المادي الواقعي والفن الرقمي.


هذه ليست المرة الأولى التي تزورين فيها السعودية، كيف هي علاقتك بالجمهور السعودي وكيف يتفاعلون مع فنك؟


لقد تم الترحيب بي في هذا البلد الجميل في عام 2021 ضمن أحد المشاريع الإعلامية، في البداية لم أكن أتوقع أن يعرفني أي شخص أو يعرف عملي هنا، ولكن ذهلت عندما رأيت العدد غير الواقعي للأشخاص المطلعين على أعمالي الفنية، لم أكن أتوقع ذلك.


فخر شديد


أنت اليوم ضيفة شرف في واحد من أهم الأحداث في السعودية، ما الذي يعنيه لكم تواجدكم في هذا النوع من الأحداث؟


أشعر بتواضع وفخر شديد على كل مستوى يمكنكم تخيله. أن أكون جزءاً من حدث ثقافي، ضمن عمل ضخم أقدمه يمثل أحد أهم المناظر الطبيعية في المنطقة "الصحراء"، مغطاة بمليارات من البلورات البراقة "كريستال"، وتسجيل تفاعل كل شخص مع المكان والعرض هو أمر مذهل من تلقاء نفسه.


كامرأة ثابرت وكونت نفسها بنفسها ونجحت، كيف ترين واقع النساء في العالم اليوم؟


الواقع هو ما تريد أن تراه بنفسك. بصفتي فنانة، لا أرى نفسي كامرأة أو أي تصنيف آخر، فبالنسبة لي جميعنا بشر، والسؤال الذي أطرحه على نفسي بين الحين والآخر، ودائماً ما يعيد تحديد هدفي كإنسان وفنانة هو "ماذا يمكنني أن أفعل لمساعدة وخدمة الناس بشكل أفضل؟"

تابعي المزيد: نائبة رئيس الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية ..مشاعل الشميمري:حلمي أن أكون رائدة فضاء


دافع الحب

فنانة البلورات البراقة سارة شاكيل

 

 



جوائز كثيرة نلتها لقاء تميزك منها جائزة أفضل فنان بصري، ما الذي تعنيه لك هذه الجوائز، وما أهم جائزة أو لقب تفضلينه؟


يشرفني حقاً الحب الذي أتلقاه في كل جزء من العالم. أفعل ما أفعله بدافع الحب، من دون توقعات، لكن عندما أتلقى كل هذا الحب والدعم من المتابعين الذين دعموني طوال الطريق، يجعلني فقط أرغب في فعل المزيد من أجلهم.


حدثينا عن أهم مراحل تطور عملك.. تعاونك مع بائع التجزئة Browns، العمل مع Chance the Rapper، "العشاء العظيم" وغيرها؟


كل ما ذكرتموه أعلاه كان أبرز معالم مسيرتي، لقد حاولت أن أبقي نفسي كفنانة متنوعة قدر الإمكان، من التعاون مع Browns ، والعمل مع Chance the Rapper إلى العمل الرائع "العشاء الأخير" المعروض في V&A في لندن. لقد كانت دائما تجربة رائعة. لدي حاليًا تعاون قادم مع العلامات التجارية Pyrex و Instantتقديم مجموعة كبسولات حصرية للغاية بنهاية هذا العام.


فنك المتميز فتح لك أبواب العلامات التجارية العالمية Reebok و Nike و Swarovski وغيرها، كيف بدأ ذلك؟ وما العلامات التي تطمحين العمل معها بعد؟


بدأت قصتي مع سواروفسكي عندما كنت صغيرة، كانت جدتي تملك مجموعة متميزة من الكريستالات كنت أتأملها دائماً بإعجاب، وأعتقد أن هذا الشعور والرابط تطور في داخلي عندما قابلت مالك سواروفسكي نفسه، ماركوس إل سواروفسكي، وعندما أطلعني على واتينز، مكان ولادة سواروفسكي.


البحث عن الرضا


سارة شاكيل كان يمكن أن تكون اليوم طبيبة أسنان كما بدأت دراستك، لكن الحياة رسمت لك طريقاً آخر، هل أنت راضية عن هذا التحول؟


أنا راضية عن كل ما أصل إليه، وإذا شعرت للحظة بأنني غير راضية فأنا أجتهد في البحث عن الرضا.


لم يكن أهلك راضين عن هذا المسار كيف اقتنعوا؟ وما التحديات التي واجهتها منذ البدايات حتى الآن؟


لن أقول إنهم كانوا غير راضين، لقد كانوا مرتبكين للغاية فيما سأفعله إذا تركت كلية طب الأسنان، وما هو الفن المستقبلي الذي سأقدمه. أعتقد، كان لدى الله خطة، وكنت أصنع الفن بدافع الحب والسعادة، ومع كل خطوة صغيرة اتخذتها نحو إثبات نفسي كفنانة متميزة، جعلت والديّ يدركان أنني سأكون على ما يرام، وأعتقد أن أكبر السعادة التي أحصل عليها من وظيفتي هي عندما يرسل لي والداي رسائل ودعوات وأتطلع حقًا لأريهم ما سأعمل عليه بعد.


لماذا تحبين رؤية الأشياء تلمع وتشع بريقاً؟


أنا أحب هذا السؤال كثيراً، وكنت أطرح على نفسي السؤال نفسه مراراً وتكراراً، دعونا نقول فقط أنه، من ضمن الأسباب الكثيرة لذلك، أنا أحب الطريقة التي تتغير بها الألوان من طرف إلى آخر في بضع ثوانٍ فقط، وهذا أمر رائع حقًا وغريب.

تابعي المزيد: المديرة العامة لـ"ذي كود" زينة صقر: " ازدياد استثمار العلامات الفاخرة في المملكة دفعنا لافتتاح مكتب إقليمي في الرياض"


المهم نوع التفكير

 

فنانة البلورات البراقة سارة شاكيل

 

 



عندما بدأت هذا الفن لم يكن لديك كمبيوتر محمول تعملين عليه، كيف تمكنت من النجاح رغم ذلك؟


من خلال المرونة، الحب الحقيقي لما أفعله، واقتناعي أنه مهما كان ما سيحدث سيكون أمراً جيداً! لذلك في بعض الأحيان في الحياة لا يتعلق الأمر بالأشياء التي لديك وتحتاجها للنجاح، ما يهم هو نوع تفكيرك.


الفنون البصرية عالم شاسع الأفق، كيف تحددين الأفكار التي تريدين العمل عليها والمؤثرات التي ستضيفينها إليها؟


أود أن أقول إن هذا شيء يراودني بشكل طبيعي، لا أفكر فيه أو أجبر نفسي عليه، فقط أترك مخيلتي تسيطر علي.


علامات تمدد الجسم التي يجدها البعض منظراً غير مستحب وجدت فيها مساحة للإبداع وإيصال الرسائل التحفيزية للنساء، كيف؟


هذه الحملة كانت موجهة لكل شخص لا يشعر بالراحة مع شكل جسده، بدأت الفكرة بشكل بسيط عندما كنت ألتقط صورة لصديقة لي نحيفة، لكنّها في الوقت نفسه لديها بعض علامات التمدد على جسمها، وعندما طلبت مني إزالة ذلك بالفوتوشوب، فكرت بيني وبين نفسي لماذا لا أدخل عليها بلوراتي البراقة فتصبح عملاً فنياً جميلاً، وهذا ما فعلته، ومن هنا انطلقت هذه الفكرة، أردت الاحتفال بهذه العلامات بدلاً من اخفائها، لا سيما أنني أيضاً أحمل هذه العلامات نظراً لأنني لست شخصاً نحيلاً، وفي الواقع كل شخص لديه هذه العلامات، نساءً ورجالاً من كل الأحجام، لدينا هذه العلامات.


إنشاء جسر متلألئ


شخصيتك مرحة وإيجابية ويظهر ذلك في أعمالك، إلا أنك تحرصين على التفاعل مع المشكلات الاجتماعية والسياسية، كيف تخلقين هذا التوازن؟


الفنانون فوضويون للغاية ولا يوجد توازن في ذهنهم، لكني دائماً أسأل الله أن يوجهني نحو ما يعتقد أنه يناسبني بشكل أفضل. وأنا أحاول إنشاء جسر متلألئ بين المجتمع والمعرفة، بحيث يرى الأشخاص الذين ليسوا على علم بذلك، ويتأملون ويتعلمون من القطع السياسية التي أقوم بابتكارها.


من الأعمال التي عرضتك لردود فعل سلبية صور أذية النفس التي شاركتها بناء على رغبة أصحابها، كم كان صعبًا عليك التعامل مع موضوع إنساني كهذا؟


لقد تعرضت للكثير من السلبية في حياتي، لذلك دعونا نقول إنني دائمًا ما أنظر إلى الأشياء الجيدة في كل موقف، وأحاول أن أكون إيجابية قدر الإمكان مع ردود الفعل السلبية.


من تعليق سلبي يقول: "هذا أسوأ فوتوشوب رأيته في حياتي"، تعلمت الفوتوشوب، بالنسبة لك، رأي الناس وتفاعلهم مع أعمالك ما تأثيره؟


أحببت أنكم تعرفون هذا! عندما أشارك هذه القصة مع متابعي أعمالي، فأنا أحرص على أن تمنحهم دائماً القوة، لا يهم مدى سوء الفوتوشوب أو الفكرة، لكن التأثير الذي تخلقه هو ما يهم.


نصيحتك الدائمة لأي فنان صاعد هي أن يركز على فنه وليس على المردود المادي منه، حدثينا عن الرحلة من الفن كعمل إبداعي إلى الفن كمهنة؟


نصيحتي الدائمة لأي شخص لا تركض وراء المال، دع المال يركض خلفك!


من الأعمال التي حققت أصداء قوية في منطقتنا صورة لطائرة من طيران الإمارات، متى أخذت هذه الصورة وما الغاية من إدخال بريقك عليها؟ وما أبرز الردود التي وصلتك حولها؟


التقطت هذه الصورة عندما كنت مسافرة إلى ميلان، حيث تم ترشيحي لأفضل فنان بصري من قبل مجلة Glamour الإيطالية، وفزت لاحقاً. لكن في المرة الثانية التي رأيت فيها طائرتي، شعرت بأنه عليّ فقط ابتكار شكل متلألئ لها. ولاحقاً تعاونت مع طيران الإمارات وأحدث هذا العمل ضجة كبيرة وانتشر بطريقة لافتة.


هل هناك مشاريع مفاجئة ستقومين بها في السعودية؟


كلي أمل بذلك، أعني أنني آتي إلى السعودية منذ عامين الآن وبالطبع لدي بعض الأفكار سأعلن عنها لاحقاً.


أعطنا سراً عن عملك المقبل؟


ابتكاري الجديد هو طقم عشاء خاص براق بالكامل يمكنك امتلاكه بالفعل.


ما أفضل عمل قدمته حتى الآن؟ وما أسوأ عمل؟


أنا أحب كل إبداعاتي بلا استثناء.


من خلال تجربتك مع وسائل التواصل الاجتماعي ما أهمية هذه المنصات اليوم للترويج للفن وتحقيق الشهرة للفنانين؟


أنا مدينة بنجاحي وشهرتي لمنصات التواصل الاجتماعي وبالتحديد إنستغرام الذي كنت أنشر عبره الصور التي أعمل عليها.


كلمة أخيرة لقراء مجلة سيدتي؟


أشكركم على محبتك ودعمكم لعملي، وأتمنى لكم كل الحب والنجاح! ولكل شخص أقول: استمر في فعل ما أنت متحمس له وتحبه، فالحياة فيها الكثير من المفاجآت! وأنت حقاً لا تريد أن يفوتك أي منها!

تابعي المزيد: المهندسة المعمارية وسيدة الأعمال سمية الدبّاغ: العمارة قادرة على معالجة قضايا الهوية والانتماء