الفنان ياسر جلال: أبحث دائماً عن الاختلاف في أعمالي

الفنان ياسر جلال: أبحث دائماً عن الاختلاف في أعمالي
الفنان ياسر جلال: أبحث دائماً عن الاختلاف في أعمالي

يرى النجم ياسر جلال أن الاختلاف يمنح الفنان عمراً أطول، لذلك يبحث دائماً عن التنوع في أدواره وألا يكرر نفسه حتى لا يمل أو يسأم الجمهور من ظهوره، ربما يكون هذا السبب وراء مشاركته في مسلسل «علاقة مشروعة» الذي قرر أن يخوض به المنافسة في الماراثون الرمضاني المنصرم، فهي تجربة درامية جديدة بعيدة عن التيمة التي لطالما اشتهر بها، إذ يجسد شخصية «عمر» رجل الأعمال الذي يعيش في صراع مع نفسه طوال الوقت بين ضميره وغريزته. ورغم تشابك وتعقيد الشخصية الدرامية التي جسدها في المسلسل، لكنه نجح في التعبير عنها متسلحاً بأدائه الصادق وأدواته كممثل التي تساعده على التوحد مع الشخصية بسلاسة، ليؤكد أنه فنان قادر على تجسيد مختلف الألوان الدرامية. وأعرب جلال في حواره مع «سيدتي» عن سعادته الكبيرة بنجاح المسلسل، متحدثاً عن العديد من الأمور في الآتي:
 

الفنان ياسر جلال


ما الدوافع التي قادتك لاختيار «علاقة مشروعة» للمنافسة به في الماراثون الرمضاني؟


الورق هو الذي يحكمني، أنا دائماً أبحث عن الاختلاف والتجديد في أعمالي، وتقديم شخصيات مختلفة، وهذا ما وجدته في ورق «علاقة مشروعة»، الذي يملك كل مقومات النجاح إلى جانب القضية التي يتطرق لها وهي «الخيانة الزوجية» والفتور العاطفي في العلاقات، وهي ظاهرة اجتماعية تستوجب الاهتمام.

 

لا أحب أن أشتت نفسي بين الدراما والسينما، أفضل التركيز على الشخصية التي أقدمها

 


قضايا عصرية شائكة


وما الرسالة التي أردت إيصالها من خلال العمل؟


العمل ينبذ العنف ضد المرأة، وكيفية التغلب على الفتور العاطفي الذي من الممكن أن يصيب العلاقات الزوجية، وعواقب الزواج الثاني، بمعنى أن الرجل لابد أن يفكر ألف مرة قبل أن ينوي تجربة الزواج من امرأة أخرى، وأن يكون عادلاً بينهما ويتأكد من حقيقة مشاعره من الزيجة الثانية هل هي حب بالفعل أم نزوة، ويحسن الاختيار.


دائماً الجمهور يميل للدراما الاجتماعية كونها تعبر عنه بشكل كبير. هل هذا ما وجدته في «علاقة مشروعة»؟


عندما يبحث الفنان عن عمل فني جديد، من المفترض أن يتأكد من مدى قرب أحداثه من المجتمع، لأن الجمهور يذهب للدراما الذي تعبر عنه ويرى فيها نفسه، في إطار من التشويق والإثارة، حتى ينتبه للقضية أو الرسالة التي يطرحها العمل وهذا ما لمسته في «علاقة مشروعة»، لأنها تناقش قضايا عصرية شائكة تعاني منها أغلب الأسر المصرية، فبخلاف قضية الخيانة والزواج العرفي، هو أيضاً يبرز خطورة غياب رب الأسرة بعقله وليس بجسمه عن المنزل، ما تسبب في وقوع أبنائه في مشاكل عدة لأنهم في سن المراهقة.


العمل يحمل توقيع المخرج خالد مرعي. كيف وجدت العمل معه للمرة الأولى؟


العمل مع المخرج خالد مرعي كان حلماً وأمنية وتحققت بفضل الله، فهو مخرج متميز، صاحب كادرات حلوة، حريص على أن يظهر الممثل معه بشكل مختلف وجديد، كما أنه من المخرجين الذين يهتمون بكل تفصيلة صغيرة في العمل، ويحرص على أن يكون هناك روح من التعاون بين فريق العمل التي كانت أحد أهم أسباب نجاح المسلسل.


بعد تعاونكما معاً في «ساحرة الجنوب» و«القاصرات» ومؤخراً «علاقة مشروعة».. هل تجد دائماً ما يشبعك فنياً في قلم الكاتبة سماح الحريري؟


سماح بجانب أنها صديقة مقربة لي، لكني أراها دائماً كاتبة متجددة، صاحبة قضية، تملك الجرأة والحيادية في طرح القضية، سعيد بالتعاون الثالث معها، وأتمنى أن يكون هناك تعاون آخر بيننا لأنها كاتبة تملك أدواتها ومازال لديها الكثير لتقديمه.

خاص.. ياسر جلال لـ"سيدتي": "علاقة مشروعة" يهتم بقضايا المرأة وهناك كيمياء تربطني بـ مي عمر


الصراع الداخلي


«عمر» في المسلسل شخصية متناقضة ومركبة. كيف استطعت أن تتوحد مع الشخصية وتقديمها بشكل متزن أمام الشاشة؟


عُمر في المسلسل رجل شرقي ورومانسي، مثل أي رجل عندما يشعر بالملل والروتين، يبحث عن نزوة تشعره بلذة الحياة مرة أخرى، خاصة بعد أن أصاب الفتور علاقته بزوجته «عاليا» التي تلعب دورها الفنانة داليا مصطفى، رغم اهتمامها بنفسها، ومن هنا يبدأ الصراع الداخلي بين ضميره الذي يأبى الخيانة وغريزته التي تقوده للنزوة، لهذا قرأت الشخصية كثيراً، ووضعت تصوراً لها في مخيلتي أثناء القراءة، ورسمت تاريخاً للشخصية، ودرست أبعادها المادية التي تكمن في الشكل الخارجي وبنيانه الجسماني وملابسه وإيماءاته وطريقة كلامه، والبعد الاجتماعي الذي يكمن في الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها وثقافته وطبيعة وظيفته، والبعد النفسي وهي مشاعره وأحاسيسه وطباعه، وكنت أتعامل مع كل مشهد على حدة من خلال أبعاد الشخصية.


دائماً أعمالك تحمل رسالة. هل يرفض ياسر أن يتعامل مع الفن على أنه مادة للتسلية فقط؟


الفن في النهاية هو مادة للتسلية والإمتاع، ولكن كلما كان العمل يتضمن رسالة كان أفضل، الفن في الأساس كان عبارة عن طقس ديني لدى اليونان القدماء، بمعنى أن يظهر البطل في صورة مخطئ، وفي نهاية العمل يتطهر من خطيئته حتى يكون عبرة وموعظة للمشاهد.

 

عودة الأعمال التاريخية والدينية للمشهد بمثابة بث الروح في الدراما

 


دراما الـ 15 حلقة


ما المعايير التي تختار على ضوئها أعمالك الفنية؟


أنا فنان متجدد، أبحث دائماً عن الاختلاف لأنه يمنح الفنان عمراً أطول، كنت حريصاً أن أقدم نفسي للجمهور هذا العام بشكل جديد ومختلف، لهذا قررت تغيير جلدي، وتطرقت لمنطقة درامية جديدة وربما شائكة، وراهنت فيها على موهبتي، وبفضل الله لاقى العمل إشادات واسعة، وردود أفعال إيجابية.


بعدما احتلت دراما الـ 15 حلقة ثلث الخريطة الرمضانية. ما تقييمك لها؟


دراما الـ 15 حلقة ليست تقليعة جديدة، عدد الحلقات يتوقف على طبيعة القصة والأحداث، فهنا حدوتة تصلح أن تقدم في ثلاثين حلقة، والعكس، الدراما القصيرة جاءت كطوق نجاح للمخرج والكاتب لكي يركز على قضيته من دون الحشو الزائد الذي من الممكن أن يصيب المشاهد بالملل، من المهم أن يكون إيقاع الدراما سريعاً وتأثيرها قوياً بغض النظر عن عدد الحلقات، كما أن التلفزيون المصري أول من قدم فكرة «السباعية» بتقديم عمل في 7 حلقات فقط، وحققت نجاحاً كبيراً آنذاك.


أين السينما من حسابات ياسر جلال؟


موجودة، هناك تواصل مع أكثر من جهة إنتاجية، لتقديم فيلم سينمائي، ومن المقرر أن يكون لي عمل سينمائي نهاية العام، لا أحب أن أشتت نفسي بين الدراما والسينما، لأنني أحب أن أركز في الشخصية الدرامية التي أقدمها.


بعدما اجتاحت دراما الأجزاء الموسم الرمضاني لهذا العام. هل هناك عمل درامي ترغب في تقديم جزء ثانٍ منه؟


تلقيت عروضاً حول تقديم أجزاء ثانية من أعمال لي، لكني اعترضت، لأنني أرفض التكرار، وأحب الاختلاف والتنوع في أدواري.


وبعد عودة الدراما التاريخية والدينية للمشهد الرمضاني.. كيف رأيت المنافسة هذا العام؟


سعيد بحالة الزخم والتنوع الموجود، وعودة الأعمال التاريخية والدينية للمشهد بمثابة عودة الروح للدراما، لأنها دراما مهمة، الموسم الرمضاني لهذا العام كان غنياً وثرياً ومليئاً بالحبكات الدرامية المتنوعة.

يمكنك الاطلاع ياسر جلال يكشف حقيقة عودته لمسلسل "ألف ليلة وليلة"