أطلقت حملة أمنية واسعة لمكافحتها السعودية.. «وطن بلا مخدرات»

أطلقت حملة أمنية واسعة لمكافحتها السعودية.. «وطن بلا مخدرات»
أطلقت حملة أمنية واسعة لمكافحتها السعودية.. «وطن بلا مخدرات»

«ضربة تتلوها ضربات، لن ينجو منها مروجو ومهربو المخدرات، ومن يستهدفون مجتمعنا ووطننا»، بتلك الكلمات توعد وزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف آل سعود ، بشن ضربات متواصلة ضد مروجي ومهربي المخدرات، مؤكداً أنه لن ينجو أحد من تهريب المخدرات إلى المملكة العربية السعودية، لافتاً إلى أن الحملة الأمنية لمكافحة المخدرات تحظى بإشراف ومتابعة «لحظية» من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وأنها تحقق نتائج ملموسة وضربات قوية لمواجهة مروجي ومهربي المخدرات.

أعدت الملف وشاركت فيه | زهراء الخالدي Zahra AlKhaldi
جدة | ثناء المحمد Thana Almohammed
نسرين عمران Nesreen Omran
تصوير | عدنان مهدلي Adnan Mahdali
الرياض | عتاب نور Etab Nour
تصوير | محمد عثمان Mohamed Othman
الشرقية | عواطف الثنيان Awatif Althunayan


من أقوى الحملات


تعدّ الحملة التي أطلقتها السعودية لمكافحة المخدرات، من أقوى الحملات؛ كونها تخرج عن الطابع التوعوي والاجتماعي، لتشمل الجانب الأمني، وتشديد الرقابة على جميع المنافذ، وحملات التفتيش.
وحظيت الحملة بردود أفعال واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما تويتر؛ حيث تم إطلاق وسم #الحرب_ضد_المخدرات، والتفاعل معه من قبل مختلف فئات المجتمع السعودي، الذين باتوا يتحدثون عنها وعن الإنجازات بشكل كبير، مشيدين بالجهود المبذولة لإنجاح الحملة وتحقيق أهدافها.
ولم تقتصر المشاركة في الحملة على رواد التواصل الاجتماعي، بل شاركت الحسابات الحكومية الرسمية وحسابات الجهات المشاركة في الحملات، سواءً الأمنية والرقابية والاجتماعية وغيرها.
وتركز الحملة على التصدي لمخدر «الميثامفيتامين» أو ما يعرف بـ«الشبو» أو الكريستال، الذي يعد من أخطر أنواع المخدرات، كونه يتميز بعدم وجود رائحة تكشف متعاطيه.


حملات سابقة


الحملات التي تطلقها الجهات المعنية في السعودية لمكافحة المخدرات حملات مستمرة، وقد سبق هذه الحملة العديد، كان آخرها في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تحت شعار «خلك قريب»، وتلتها حملة أخرى في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعنوان «وش يعطيك»، جميعها تهدف إلى توعية المجتمع من أضرار هذه المخدرات والحد من انتشارها.


الشبو.. أخطر أنواع المخدرات

الدكتور خالد العوفي


يعرف لنا الدكتور خالد العوفي، استشاري الطب النفسي والإدمان في مستشفى الأمل بجدة، مادة الشبو بأنها: «عبارة عن زجاج كريستالي أو شظايا الزجاج أو بلورات زجاجية شفافة أو بيضاء اللون، مشتق من مواد الأمفيتامينات المنشطة، بديلة من انقطاع بعض المواد الإدمانية، مثل الكبتاجون أو الإمفيتامين. وقال: «ينشّط الشبو الجهاز العصبي المركزي بشكل كبير جداً، وقد يتسبب في تلف خلايا الدماغ، وعلى مستوى النواقل العصبية في الجهاز العصبي، وهي مادة رخيصة الثمن، يتم تصنيعها بشكل سري في بعض المختبرات السرية، من قبل بعض العمالة».


طرق استخدام الشبو


أشار إلى أن للشبو استخدامات عدة، وقال: «يستخدم البعض مادة الشبو بوساطة «القرقور» وهي الأكثر انتشاراً، عن طريق زجاجة يأخذها البعض من أماكن المختبرات، ويتم تدخين مادة الشبو بداخلها، ومن ثم استنشاقها، وأيضاً الاستنشاق بالقصدير، أو البلع أو التذويب والشرب، أما الاستخدام الأقوى والأخطر فهو الحقن الوريدي الذي ينقل معها الأمراض الخطيرة، مثل الإيدز والكبد الوبائي».


أعراض الشبو


أما الأعراض التي تظهر على متعاطي مادة الشبو، فيوضحها الدكتور العوفي: »هناك أعراض تظهر على الشخص أثناء الاستخدام، وهي: نشاط حركي غير معتاد، وكثرة الكلام، ويقظة، وانتشاء، وتوسع حدقة العين، وتسارع في دقات القلب (خفقان)، وزيادة في التنفس، وجفاف الفم، وقلة الشهية، وعدم الرغبة في الأكل، وانخفاض الوزن بشكل ملحوظ، وأرق لأيام عدة، والعصبية والتوتر، والشكوك بالأشخاص من حوله، وتجنب الجلوس مع الأسرة، وكثرة خروجه من المنزل، والغياب عن المدرسة أو العمل (التدهور في الحياة العملية والتعليمية)، والانطواء في الغرفة، ورائحة تدخين، ووجود حرق بالملابس، ووجود أجسام غريبة وولاعات في الغرفة، وأكياس، وقفل الغرفة باستمرار، والبحث عن المال، ويسرق ويكذب، ومتقلب المزاج، وشكاك بأن هناك ما يؤذيه، والهلوسات والتخيلات، وأحياناً هلوسات آمرة، أو ضلالات خاطئة، وفقدان المتعة في الأنشطة وصولاً إلى الانتحار.


أعراض انسحابية


هناك أعراض تظهر بعد الانقطاع، وتعرف بالأعراض الانسحابية، وهي: نوم كثير، وعودة الشهية، وصداع وآلام، وغثيان، ومشاكل في الجهاز الهضمي، والتعرق الشديد في الجسم، ورغبة ملحة في استخدام مادة الشبو، وتختلف الأعراض الانسحابية حسب الكمية وطريقة الاستخدام وقد تمتد من ساعات إلى أيام.
يمكنك الاطلاع على وزارتا التعليم والإعلام تطلقان الحملة التوعوية الوطنية "وطن بلا مخدرات"


آليات البلاغ وطريقة التعامل مع المدمن


يقول الدكتور العوفي إن آليات البلاغ تتمثل في ما يأتي:
«مصارحة المدمن مِن قِبل أقرب شخص له، مع مراعاة المكان والوقت المناسب، وبدء الحوار بملاحظة التغيرات الظاهرية؛ لأن المدمن قد لا يتقبل المصارحة باختلاف السلوكيات.
إعطاء بعض المطويات التي تتكلم عن المخدرات للتوضيح أنّنا مدركون لما يفعل، ومن ثم الانتقال إلى الجانب السلوكي.
في الغالب ينكر المدمن تعاطيه، وربما يبرر، وإذا استمر يتم عمل تحليل، بالذهاب إلى مركز خاص أو حكومي، والجلوس مع مختص، في مستشفى الأمل؛ حيث يتم التعامل مع الحالة بسرية.
المطلوب الهوية فقط من غير أي عواقب قانونية، وفي حالة رفض المدمن للعلاج، يتم التواصل مع نبراس على رقم 1955، ويتواصل مع الأسرة عن طريق إدارة المكافحة من غير أي عواقب قانونية، ويتم زيارة بيت المدمن بلباس مدني وأخذه إلى المستشفى، وينتهي هنا دورهم. إذا كان الشخص عنيفاً، ولا يمكن الانتظار حتى زيارة المكافحة، يمكن التواصل مع الشرطة والهلال الأحمر، لأخذه من المنزل ونقله إلى المستشفى قسم الطوارئ».


العلاج


«يتم العلاج عبر شقين: الفحص الطبي للجسد، وكيفية تأثير المادة في الجسد، وتنظيف الجسم من السموم (الديتوكس)، وهو علاج للأعراض الانسحابية دوائياً؛ حتى لا تكون الأعراض مزعجة للشخص، وقد تصل مرحلة العلاج دوائياً إلى مدة أسبوعين. أما الجانب الآخر، فهو مرحلة التأهيل الديتكوس السلوكي، الذي يعدّ أساس العلاج النفسي، وذلك من خلال استخدام أدوية، وتدخل أخصائي نفسي سلوكي ليتم العمل على الدافع والإرادة وكيفية التوقف، إضافة إلى تدخل أخصائي اجتماعي لتعديل الجوانب الاجتماعية التي قد تكون دافعاً للتعاطي، ومرشد ديني للتحدث عن الوازع الديني المتعلق بالتعاطي، وأيضاً مرشد متعافٍ يكون شخصاً مدمناً في السابق، وأصبح من الفريق المعالج».


الانتكاسة


بين الدكتور العوفي أن هناك أشخاصاً يعودون إلى استخدام الشبو بسبب الاشتياق، على الرغم من إصابتهم بأمراض عضوية، مثل القرحة ومشاكل التنفس، وتعد هذه من أصعب المراحل وهي الانتكاسة، ويصل نسبتهم إلى 60%.
وأكد أنّ نسبة الذكور المتعاطين للمواد المخدرة عالمياً أعلى من الإناث. كما أن الإناث قد يترددن في طلب العلاج مقارنة بالذكور، خاصة في مجتمعاتنا العربية. وحول أكثر الأعمار تعاطياً يقول: «غالباً تكون ما بين 18 وحتى 25 سنة، وفي الآونة الأخيرة وجدنا أقل من 18 عاماً».


التعليم: برامج توعوية وتثقيفية للطالب والمعلم

حمود الصقيران


أوضح حمود الصقيران، المتحدث الرسمي لإدارة تعليم جدة، أن التعليم يقوم بعدد من البرامج والفعاليات بهدف التوعية والتثقيف، وقال: «نشارك بكل جدية وفعالية في الحملة الوطنية لمحاربة المخدرات تحت شعار (وطنٌ بلا مخدرات). ولحماية مجتمعنا وأبنائنا وبناتنا من هذه الآفة الفتاكة». وأشار إلى أن إدارة تعليم جدة تقوم بعدد من البرامج والفعاليات في سبيل التوعية والتثقيف والتدريب لإيصال الرسالة التوعوية في جميع المراحل، مع التركيز على المرحلة الثانوية. وقال: «تم تنفيذ عدد كبير من البرامج التدريبية من قبل متخصصين ومتخصصات، استهدفت الموجهين والموجهات في جميع مدارس محافظات جدة، ومحافظة رابغ وخليص، ليكونوا مدربين معتمدين بحقائب خاصة لمكافحة المخدرات، وإعطائهم مهارات الاستكشاف والرصد المبكر لعملية الإدمان والتعاطي، وكيفية تقديم المساعدات، وبدورهم بتعليم منسوبي المدرسة لعمل فريق كامل لحماية المدرسة من ملاحظة ومتابعة ورعاية، والتواصل مع أولياء الأمور والتثقيف والتعليم حيال آفة المخدرات».


برامج تم تنفيذها


أشار الصقيران إلى تنفيذ العديد من البرامج التي من بينها: برنامج «نبيه» لتعزيز التفكير الناقد لدى الطالب والطالبة، ومعرفة الضرر الذي قد يتسبب من المحيط القريب للطالب، وتعزيز قدراتهم للابتعاد عن الأماكن الخطرة والمشبوهة، وأيضاً أصدقاء السوء، والمواد المضرة التي قد تعطى بشكل نصح أو هدية. كما تم تنفيذ برنامج «درع»، وهو يعنى بعمليات التدخل والحماية لدى الموجهين الطلابيين ومنسوبي المدرسة، ويعطيهم الكثير من المهارات الفردية في عمليات التدخل والحماية. وهناك برنامج «راصد» الذي يعنى بالموجهين الطلابيين والموجهات الطالبات في المدارس بمهارات الكشف المبكر عن حالات التعاطي، وكيفية مساعدة الطلبة للتخلص منها بالتعاون مع الأسرة والجهات المعنية.

التعليم تطلق برامج توعوية وتثقيفية تستهدف الطالب والمعلم


استشارات نفسية


لفت الصقيران إلى أن إدارة التعليم تقدم الكثير من الاستشارات النفسية والفنية لأولياء أمور الطلاب والطالبات، وتدريبهم على متابعة أبنائهم، ومعرفة التحولات التي تحدث لهم، التي قد تكون إشارات لسلوكهم طريق التعاطي. كما تقوم وحدة التوعية الفكرية بإدارة التعليم في جدة، بالتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى، بتقديم المحاضرات والندوات المتخصصة من قبل متخصصين ذوي خبرة في هذا المجال، وتركز على مدارس المرحلة الثانوية لإيصال الرسالة حول مخاطر المخدرات والشبو.


سرية تامة ومدارس آمنة


حول آلية التبليغ، بين الصقيران أن المرشد الطلابي يقوم بالتعامل بسرية تامة مع الحالات التي تصله، ورعايتها، والتواصل مع الجهات المعنية لإكمال الإجراء اللازم في مثل هذه الحالات».
كما يؤكد أن الرقابة موجودة داخل المدرسة، وقال: «مدارسنا آمنة وبعيدة عن المخدرات، بجهود المعلمين والمعلمات والإدارات والموجهين والموجهات، وما يقوم به المجتمع والدولة لمكافحة المخدرات، ونحن في إدارة تعليم جدة نستثمر برامج التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية الموجودة لدينا، سواءً حساب الإدارة العامة، أو حسابات مكاتب التعليم، أو حسابات الإدارات التعليمية، في عمل حملة إعلامية تثقيفية حول أضرار المخدرات بجميع أنواعها، التي تتناسب مع الفئات العمرية لكل طالب وطالبة في كل مرحلة، وتتجاوز حدود المدرسة، لتصل إلى الأسرة وولي الأمر والمجتمع المحلي القريب من المدرسة، للمساهمة في الرسالة الإعلامية حول ضرر المخدرات، حتى نصل إلى الهدف الأسمى، وهو «وطنٌ بلا مخدرات».
إقرئي المزيد عن "التعليم السعودية" تستهدف توعية أكثر من 96 ألف من المتدربين ومنسوبي التدريب المهني من أضرار المخدرات

 

انتصارات ونجاحات متتالية


حققت الحملة التي انطلقت في مختلف مناطق المملكة انتصاراً ساحقاً، ونجاحاً كبيراً؛ حيث تم إحباط عمليات التهريب واعتقال مروجيها، وكشفت وزارة الداخلية لـ «سيدتي» عن بعض طرق التهريب التي تم إحباطها أخيراً، ومن بينها:
إحباط تهريب (47) مليون قرص من مادة الإمفيتامين المخدر، من خلال محاولة تهريبها داخل شحنة طحين عبر الميناء الجاف بمدينة الرياض، والقبض على مستقبليها، (8) مقيمين من الجنسيتين السورية والباكستانية.
إحباط مخطط إجرامي دولي لتهريب (30,349,000) قرص إمفيتامين مخدر داخل حاويات «هيل»، عبر الميناء الجاف بمنطقة الرياض، والقبض على مستقبليها، (4) أشخاص مواطنين ومقيمين من الجنسية السورية.
إحباط عملية إجرامية منظمة لتهريب (19,264,000) قرص إمفيتامين مخدر، تم إخفاؤها في عبوات عشبة «المتة» والقبض على مستقبليها.
إحباط محاولة تهريب (12,729,000) قرص من مادة الإمفيتامين المخدر، مخبأة في شحنة فاكهة الرمان عبر ميناء جدة الإسلامي، والقبض على مستقبليها، وهم (4) أشخاص مقيمان من الجنسية المصرية ومقيمان من الجنسية السورية.


الأسرة أساسُ الوقاية

الدكتورة ميمونة خليل آل خليل


من دون شك، فإن مشاركة المجتمع ككل أمر مهم وضروري في هذه الحملة التي تقودها السعودية حالياً ضد المخدرات، ولتسليط الضوء على جهود مجلس شؤون الأسرة في التوعية بمخاطر هذه الآفة والإسهام في التصدي لها، بوصفه الجهة الوطنية المتخصِّصة في رعاية شؤون الأسرة في السعودية، والممثل الأول للمرأة والطفل وكبار السن، التقت «سيدتي» الدكتورة ميمونة خليل آل خليل، الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة، التي أوضحت أن الأسرة هي نواة المجتمع، لذا عند استهدافها بالتوعية، ستصبح خط الدفاع الأول في مواجهة خطر المخدرات. وقالت: »أرى أن الأسرة أساسُ الوقاية من هذه الآفة. ومن هذا المنطلق، أسهم مجلس الأسرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التابعة له في نشر رسائل، تشتمل على مؤشراتٍ واضحةٍ حول خطر المخدرات، وترفع مستوى الوعي لدى الأسرة، وتعرِّفها بطرف اكتشاف إدمان أحد أفرادها، كأن يتجه للعزلة الاجتماعية، ويزداد لديه معدل العدوانية، إلى جانب تغيير صداقاته، وطلب أموالٍ أكثر بشكلٍ غير مبرر، وغير ذلك من أمورٍ، تساعد الأسرة على اكتشاف تعاطي أحد أفرادها المخدرات مبكراً، والتعامل مع الموضوع بشكلٍ احترافي».

الأسرة أساس الوقاية من المخدرات وللإعلام دور مهم في برامج التوعية


مرحلة ما بعد الإدمان


أضافت الدكتورة ميمونة: «كذلك تبرز الحاجة إلى التوعية في مرحلة ما بعد الإدمان، ويتلخَّص دورنا في هذه المرحلة في مجلس شؤون الأسرة في مساعدة الأسرة على معرفة الجهات التي يمكنها أن تستفيد من خدماتها، خاصةً في جانب تقديم الدعم النفسي للمدمن أو المدمنة، والأسرة أيضاً بوصفها المتأثر الأكبر من المخدرات.
ونحن في مجلس شؤون الأسرة، نعمل كذلك على إجراء الدراسات، وعقد الملتقيات للمناقشة، ونشر رسائل التوعية؛ حتى نجعل موضوع مواجهة المخدرات هاجساً لدى كل الأسر؛ ما سيسهم، بإذن الله، في تقليص حجم المشكلة».


دور الإعلام وبرامج الوقاية


إن مجلة «سيدتي» كونها مجلة الأسرة العربية لها باع طويل في برامج الوقاية وحملات التوعية في مختلف المجالات التي تتعلق بالأسرة والمجتمع والوطن ككل، وقد أسهمت في حملات وندوات خاصة بمكافحة المخدرات بوصفها راعياً إعلامياً، إلى جانب نشرها أخبار وتقارير بهدف التوعية من هذه الآفة، حرصاً منها على شباب وفتيات الوطن، وتستمر الآن في نشر تلك المواضيع عبر منصاتها ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها، وعبر مجلتها الورقية.


أمانة المنطقة الشرقية وبرامج التوعية

مها الوابل


من جهتها، قالت مها الوابل، المديرة العامة للإدارة العامة للإعلام في أمانة المنطقة الشرقية: «إن المملكة العربية السعودية تقوم بحملة كبيرة وقوية ومستمرة من أجل الحرب على المخدرات، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله-، وبإشراف من وزاره الداخلية بجميع قطاعاتها وجهاتها المختلفة، ومما لا شك فيه أن هناك دوراً كبيراً للإعلام في التصدي لهذه الآفة التي تفتك بالمجتمع، بجميع وسائلها وأدواتها وأفرادها، وندعو الجميع من أجل الإسهام في حفظ هذا الوطن، وحفظ أبنائه وبناته من هذه الآفة الخطيرة».
وحول دور أمانة المنطقة الشرقية في التوعية، توضح: «نحظى بتوجيهات ومتابعة وإشراف من المهندس فهد الجبير، أمين المنطقة الشرقية، في الحرب على المخدرات لتوفير جميع الأدوات والوسائل الإعلامية من أجل التوعية والتنبيه لأفراد المجتمع»، لافتة إلى أن هناك لوحات إعلانية في الشوارع، إلى جانب الرسائل التي تُبث عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى الإسهام مع الزملاء في وزارة الداخلية والتواصل معهم من أجل المشاركة في هذه الحرب، على آفة المخدرات.


تفاعل الطلاب مع حملة مكافحة المخدرات


أشاد العديد من الطلاب والطالبات بالحملة التي أطلقتها السعودية لمكافحة المخدرات، وقالت مريم فقيه (22 عاماً)، طالبة جامعية - تخصص علم نبات، إن: «تأثير حملة المخدرات كان توعوياً لجميع أفراد المجتمع، وجعلتهم يتعرفون إلى المخدرات بصفة عامة، والمخدر المنتشر «الشبو» بشكل خاص، وأشكالها وكيفية تعاطيها، وما هي أضرارها، وتعد هذه التوعية مهمة؛ لأنها أساس للحذر وحماية الشخص لنفسه وأحبته، وأيضاً وضع حدود لجميع العلاقات، سواءً المقربة أو حتى السطحية». وأضافت: «من المتعارف أن المتعاطيين في أوقات تعاطيهم لا يكونون في وعيهم وقواهم العقلية، لذا من مسؤولية أي شخص تجاه نفسه ألا يجالسهم، أو حتى يتعاطف معهم أو يأتمنهم، سواءً على نفسه، أو أغذيته من أكل وشَراب».
وتابعت: «في الحقيقة لم أشاهد موقفاً يسبب لي الهلع ولله الحمد، ولكن سماع القصص كفيل أن يجعلني شخصية حذرة وواعية بخصوص مخالطة الناس، وقصص متعاطي مادة الشبو كثيرة جداً ومؤثرة بطريقة صعبة، على سبيل المثال القصة التي ظهرت في مسلسل طاش العودة المقتبس من قصة حقيقية، وهي أن الابن الأكبر بسبب تعاطيه اعتدى على شقيقته من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقتل والده ووالدته، وحتى شقيقه، وكي يغطي على جريمته افتعل حريق، حتى يوهم الآخرين أنه قضاء وقدر بسبب الحريق، وكذلك قصة الشاب الذي طعن صديقه بلا سابق إنذار بسبب تعاطيه فقط، وقصص أخرى من قتل وجرائم بسبب هلوسات تأتي للمتعاطي ويصدقها ويفتعل الجريمة على أساسها».
واختتمت آملة أن يصل صوتها: «المخدرات بجميع أنواعها سبب لدمار حياة الإنسان، اجتماعياً ونفسياً وصحياً، وسبب أساسي لدمار علاقات كثيرة أيضاً، وأن إلهنا لم يُحرم أي شيء عبثاً إلا لحكمة، فمن الضروري الابتعاد عنها، والابتعاد عن أي شيء يقرب إليها».


زيادة الأمن والأمان

شادن العامري


في السياق نفسه، تخبرنا شادن العامري (20 عاماً)، طالبة جامعية، بالقول: «لحملة المخدرات تأثير قوي جداً في جميع النواحي، ومن أهمها زيادة الأمن والأمان في المجتمع، وأيضاً توعية الأجيال القادمة، وخاصة المراهقين، بالمخاطر والعقوبات الصارمة المترتبة على مرتكبيها؛ لأن أغلب مشاكل المراهقين هي أنهم لا يفكرون سوى باللحظة، متجاهلين العواقب المترتبة عليها مستقبلاً».
وأضافت: «الحملة أثرت في شخصياً، حتى أني أصبحت شخصية أكثر حذراً عما كنت عليه في السابق، من ناحية استلام الأكل والشرب من غير معرفة مصدره الأساسي والتأكد منه، كما أنها كشفت لنا أن المروجين يروجون للمواد المخدرة بجميع أنواعها، وخاصة مادة «الشبو» بشكل جداً ذكي يصعب اكتشافه، لذا فالحذر هو الأمر الأسلم لتدارك الانجراف بهذه المواد القاتلة».
وأبدت سعادتها للجهود التي تبذلها المملكة، قائلة: «أشكر المملكة العربية السعودية على الجهود المبذولة في الحملة، التي أسهمت في توعية المجتمع، واستقطاب أبنائه للمساهمة في زيادة أمن وأمان الدولة، والقضاء على المروجين والمتعاطين بالإبلاغ عنهم».
وأضافت: «الحمد لله أنني من المملكة العربية السعودية، التي وضعت سلامة المجتمع نصب أعينها ومن أكبر اهتماماتها، فهناك دول كثيرة لم تنظر في قضايا المخدرات حتى الآن؛ ما انعكس على شعوبها بشكل سلبي، ومنعتهم من حق التطور والتقدم».


شخصية حذرة

إبراهيم محمد - طالب جامعي: أنا سعيد جداً بهذه الحملة وجهود المملكة العربية السعودية للحد من من استخدام المخدرات بجميع أنواعها، وتحديداً الشبو "الكرستال ميث"، فقد كان يزعجني منظر انجراف شباب الحي لهذا الطريق المظلم والمنتهي، ودائماً ما كنت أتساءل ما الذي أوصلهم إلى هذه المرحلة؟! وما الشعور الممتع في فقدان الشخص لوعيه الذي كرمه الله به؟

 


أما إبراهيم محمد (24 عاماً)، طالب جامعي، فقال: «في الحقيقة أنا سعيد جداً بهذه الحملة وجهود المملكة العربية السعودية للحد من استخدام المخدرات بجميع أنواعها، وتحديداً الشبو «الكريستال ميث»، فقد كان يزعجني منظر انجراف شباب الحارة لهذا الطريق المظلم والمنتهي، ودائماً كنت أتساءل ما الذي أوصلهم إلى هذه المرحلة؟! وما الشعور الممتع في فقدان الشخص لوعيه الذي كرمه الله به؟!». وأشار إلى أن منظر المتعاطين لمادة الشبو في الحارة وأمام سكانها محزن، وحديث الآخرين عنه بصورة سيئة.
وأضاف: «يستحق مدمنه العقاب وأخذ الجزاء، سواءً من المروج أو المدمن، ذكر أو أنثى، فالله كرم الإنسان بعقلة عن باقي المخلوقات، كان بإمكانه أن يجاهد نفسه منذ البداية ويتدارك قبل دخوله مرحلة الإدمان، أو حتى التبليغ عن حالته لأقرب فرع شرطة، وتعرضه للغدر من أحد المروجين، وأيضاً بإمكانه أن يطلب إحالته إلى مستشفى حكومي ليتخذ الإجراء الطبي اللازم لمنع مضاعفات هذه المادة الخبيثة». اختتم حديثه قائلاً: «بطبيعتي شخص حذر، ولكن أصبحت أكثر حذراً حتى لا أتعرض للغدر، كما أني أرفض استخدام الدخان أو المعسل أو حتى فيب».
يمكنك الاطلاع أيضاً على خطاب الكراهية تعريفات كثيرة... والذكاء الاصطناعي واعد بالحلول