«سيدتي» تكشف للمرة الأولى تفاصيل نادرة من حياة فوزية سلامة

كشفت «سيدتي» في عددها الأخير في الأسواق تفاصيل نادرة عن حياة الراحلة فوزية سلامة، وأيامها الأخيرة بعد أن أعلمها الأطباء بعودة المرض، وذلك عبر حوار خاص جرى بينها وبين صديقتها المقربة، هاديا سعيد، مديرة تحرير «سيدتي» في منزلها في منطقة «كنكستون فيل» لندن خلال حزيران الماضي، وتساءلت هاديا سعيد في بداية الحوار مخاطبة القارئ: هل أخون أمانة المجالس حين أنقل وقائع العشاء الأخير، والحوار الأخير مع مليحة «سيدتي» الراحلة فوزية سلامة؟ أتمنى ألا أكون كذلك، وما يشفع هو اقتراب أكثر، وبعض تكريم وإيصال عبر.
في الحوار وصفت سعيد حال صديقتها في آخر زيارة فكتبت: « بدت تعبة، منهكة، وكنت زرتها العام الماضي، ولم تكن فقدت الكثير من وزنها، لكنها كانت أكثر قوة ونشاطاً. «هل يجعلنا المرض نستسلم»؟ تساءلنا، فقالت بلهجتها وإشارة سبابتها، التي تجعل منها أماً تلقائية لكل من يجالسها: اسمعوا يا بنات، ربنا خلق لدينا فطرة الإيمان والاستسلام، نعم نحن بإيماننا نرضخ لمشيئته، لكن الإيمان يعلو ويهبط، وأنا ما زلت أخاف أحياناً، فمع كل توسلي وتبتلي، أجد لديّ أحياناً «حتة منرفزة»، وأعلم أنها من الشيطان، وأحاربه، لكنها تأتي وتقتحمني».
وخلال العشاء الأخير تعترف فوزية سلامة: مع كل تعلقي بلندن ودبلن، فأنا أوصيت بدفني في القاهرة، وتابعت: روحي هنا، لكني أريد أن أعود إلى قرب أبي وأمي وعائلتي.
وتتابع سعيد: «لم أرَ فوزية في حالة كالحالة التي كانت عليها، خلال عشائنا الأخير هذا، الأمل كان في نظرتها وابتسامتها، لكنه كان أملاً قصير الأجل، ولم أتنبه لذلك، فقد حدثتني في تلك الزيارة، عن جلستها في الحديقة، وأنواع الورود والنباتات، وخلوة زوجها د. مجدي في ملحق الحديقة، الذي تحول للكتابة أو التأمل حين يغضب الطقس في لندن، قالت يومها: إنها مؤمنة بكل يوم تفتح فيه عينيها، بأنه هبة من الله عز وجل وعليها التنعم به والشكر عليه، تعلمت صبراً من نوع آخر؛ لتحمل الآلام، وكان في الدعاء، قالت: تصوري أن الدعاء يقفز على لساني في أبشع موقف وأصغر موقف، أحياناً لتسيير أمور تنفسي أو معدتي، أو الدخول إلى الحمام، أو مواجهة غول عدم القدرة على النوم». وقالت فجأة: تصوري أني أعيش موتي قبل أن أموت؟ ثم تابعت: أنا أجلس كل يوم تقريباً مع المحامين، منذ أن أبلغتني المستشفى أن المرض عاد يهاجمني من جديد، وكان ذلك في مطلع العام، وأعطوني مهلة عاماً على الأكثر، بدأت في الاستعداد للرحيل.
وفي العشاء الأخير تقول سعيد بأنها تذكرت «سيدتي» ومحطات عملنا، واعتبرت صفحتها بيتاً آخر تحرص عليه، واعتبرت نجاح «سيدتي نت» تتويجاً لتاريخ مرموق، وهي تودعني، تنبهت أنها لم تقل لي كالمعتاد لا تطيلي غيابك ولا تختفي، بل كانت حريصة أن توصل لي عناقاً يضم كل حنان، وغنى الأعوام التي جمعتنا، ونظرة تمنيت أن ألتقي بها مرة أخرى في دنيا الأزل.
مزيد من المعلومات والمواقف الإنسانية في الحوار في عدد سيدتي في الأسواق.