أمام ابنيه.. رجل وحبيبته يعتديان على زوجته

تعمل الزوجة مربية أطفال، وتقيم في دبي منذ سنوات، لكنها لم تتوقع في يوم من الأيام أن تصبح حكاية للمارة في الشارع ممن عرفوا عنها هدوءها وعدم تدخلها في شؤون الغير. مشكلة دعد، وهي سيدة في السابعة والثلاثين من العمر، أنها كانت تعيش وسط خلافات حادة مع زوجها، فبعد زواج دام اثني عشر عاماً وأثمر عن طفلين، أحدهما في الثامنة من العمر، والثاني في السادسة، تتعرض للضرب والتهديد من زوجها وخطيبته الجديدة التي ينوي الزواج بها، وذلك أمام مرأى ومسمع من ابنيهما.


تعود تفاصيل الواقعة، التي تنظرها النيابة العامة في دبي، إلى ذلك اليوم الذي توجهت فيه الزوجة لأخذ الأمتعة والاحتياجات التي تخصها من منزل زوجها؛ إذ إن هناك قضية طلاق بينهما في المحكمة الشرعية.


تتابع الزوجة لـ«سيدتي»: «كنت قد اتفقت معه على الحضور ووافق، وعندما دخلت الڤيلا وجدت خطيبته في المنزل، وبسرعة مليئة بالغضب قالت لي: ماذا تفعلين هنا، ولماذا حضرت؟ وكانت تتكلم بنبرة حادة للغاية، وحاولت أن أخبرها بأنني حضرت بناء على اتفاق مع زوجي السابق، لكنها بقيت على موقفها؛ تصرخ وتزمجر، وحدثت بيني وبينها مشادة كلامية، إلى أن حضر هو، فما كان منه إلا أن أنكر اتفاقه معي، وأنني سبق وحضرت وأخذت أمتعتي التي تخصني من الڤيلا التي كانت بيت الزوجية سابقاً».

قطع الطريق
لاختصار الموقف، خاصة أن ابنيها معها، خرجت دعد من المنزل دون أن تكمل ما جاءت لأجله، وأثناء توجهها إلى السيارة لحق زوجها السابق بها، وقام بدفعها على الأرض، حسب قولها، وبدأ يكيل لها الشتائم، دون أن يضع بعين الاعتبار أن ابنيه يسمعان ويريان، وبصعوبة ركبت سيارتها وخرجت، لكنه لحقها وخطيبته، وقطعا عليها الطريق، وأنزلاها عنوة من السيارة وبدآ بضربها، أمام المارة. تستدرك دعد: «بصراخ ابنيَّ وتحلق الناس في الشارع حولي، هرب زوجي وخطيبته؛ بعد أن قام هو بصفعي وركلي على وجهي، أما خطيبته فسحبت حقيبة يدي من المقعد وبدأت تضربني بها في كل أنحاء جسدي بصورة انتقامية استفزازية، مع أنه لا يوجد أي خلاف بيني وبينها، ولا سابق معرفة لي بها سوى أنها ترتبط بعلاقة مع زوجي».

هي الجانية
توجهت دعد على الفور إلى مركز الشرطة بحالتها المزرية، وقدمت بلاغاً بالاعتداء. لكن الزوج أنكر التهمة، وقال إن زوجته هي من دخلت البيت وهاجمت خطيبته، التي أثار وجودها حالة من الغضب الشديد لديها، وذكر أن خطيبته تركت المنزل، لكن «دعد» لم يتوقف شرها عند هذا الحد، فهي من شتمتهما ومن اعتدت عليهما بالضرب.


وبرغم أن الطب الشرعي أثبت تعرض الزوجة لإصابات وكدمات متفرقة في الجسم، خاصة الوجه واليدين، فإن الزوج أصرّ على أن روايتها غير صحيحة، وأنها تحاول الانتقام منه بشتى الوسائل؛ بعد أن قرر الزواج بأخرى، فكان أن اتهمته وخطيبته.
لكن الزوجة تقول إن هناك شهوداً في المنزل، وابناها خير شهود، والكاميرات موجودة في الڤيلا، وطالبت بمحاسبتهما؛ لاعتدائهما على سلامة جسدها، وإلحاق الأذى النفسي بابنيها اللذيْن يعانيان منذ ذلك الموقف، خاصة أنهما سمعا بعض الإهانات غير اللائقة من خطيبة والدهما بحق أمهما.


عادي ومؤسف
يأسف المحامي حسام الدين حمزة من أن بعض الخلافات الزوجية تصل إلى حد التخوين، وهي في تزايد مطرد بقضايا الانفصال والنفقة والحضانة، لكن اللافت هو زيادة وتيرة قضايا الاعتداء بالضرب، أو التهجم اللفظي بين الأزواج. يتابع: «لديّ قضية عن قيام رجل بضرب وسحل زوجته في الشارع، وما أنقذنا اتصال المارة بالشرطة، التي سارعت وفكتها من بين براثن الزوج الغاضب، الذي تبين لاحقاً أنه في مرحلة متقدمة من الانفصال عن زوجته، ويجلب سيدات إلى المنزل أمامها وأمام طفلها ابن العامين. يعلّق: «حتى حالة اعتداء الزوجة على الزوج باتت عادية!».