القضاء يعوض موظف 200 ألف ريال عن 11 عاماً قضاها في دورات المياه

2 صور
الظلم إحساس مرير عندما يمر به الفرد، سواء كان ظلم الصديق أو الأخ أو المدير في العمل أو غيرهم، ومن أصعب الأمور وأكثرها وجعاً أن تشعر بالظلم الشديد في عملك مع تكرار محاولاتك لدفع الظلم وفي النهاية تنتهي جميع هذه المحاولات بالفشل، هذا ما واجه أحد المواطنين في حائل بعد أن ألزمته مدرسته التي يعمل بها مراسلاً إدارياً وحارساً على تنظيف دورات المياه طوال 11 عاماً، ولم يجد أفضل من ساحة القضاء ومخاطبة السلطات لاسترجاع حقة للسنوات التي قضاها في القيام بمهام لا تمت إلى عمله بصلة.

وقد ذكرت صحيفة "مكة" أن المحكمة الإدارية بحائل ألزمت وبحكم ابتدائي وزارة التربية والتعليم بتعويض المراسل الإداري الذي عمل في مدرسة أنس بن مالك في قرية عقلة المخروق بعد تكليفه شفوياً بتنظيف دورات مياه المدرسة والفصول بالإضافة إلى عمله الأساسي كمراسل وحارس لها بمبلغ 100 ريال عن كل يوم ولمدة 11 عاماً، أي نحو 200 ألف ريال من دون الإجازات الرسمية، مما دعا وزارة التربية والتعليم إلى طلب الاستئناف أمام محكمة الاستئناف الإدارية في الرياض.

واستند القاضي في حكمه إلى أن المدعي ألزم بأعمال تتنافى مع عمله الأساسي، وقد قام بما لا يطاق، ونظراً لأن متوسط أعمال النظافة نحو 100 ريال فقد حكم للمدعي بتعويضه بمبلغ 100 ريال عن كل يوم منذ تعيينه في 1424هـ.
وجاء مضمون الدعوى التي رفعها المواطن ضد الوزارة بأنهم ألزموه شفوياً بتنظيف دورات المياه والفصول بالإضافة إلى عمله، فيما لم يقدم دفاع الوزارة سوى ورقة واحدة تطالب بإثبات ذلك وإيضاحات أخرى، وعند عرضها على المدعي أحضر اثنين من المعلمين، واللذين شهدا بصحة ما قاله المدعي، وأن مدير المدرسة وعده بمبلغ 5 آلاف ريال، إلا أنه لم يحصل على شيء.

وقال مصدر مطلع في تعليم حائل: "إن الوزارة اعترضت على الحكم؛ لأن الخطأ فردي، وقد ارتكب من مدير المدرسة وبجهل من المراسل، والذي قام بدور ليس منوط به، وهو مالا يلزم الوزارة بدفع ما نتج عن أخطاء فردية من الموظفين، الأمر الذي أوجب الاعتراض؛ نظراً لأن الوزارة ستتكبد مبالغ طائلة في مثل هذه الأحكام جراء أخطاء لم ترتكبها منظومة الوزارة".