"العريكة الجنوبية" أكلة شعبية امتدت لمختلف مناطق السعودية

3 صور

لم تعد المأكولات التراثية في السعودية تقتصر على منطقة بعينها، بل أصبحت منتشرة في مختلف مدن المملكة، وباتت تمثل طابعاً غذائياً للمجتمع السعودي باختلاف شرائحه الاجتماعية والاقتصادية.

من بين تلك المأكولات "العريكة الجنوبية" التي تعرف بـ "مسامير الركب" لما تتميز به من فائدة غذائية كبيرة تمنح الجسم القوة على العمل، والتي كانت النساء في السابق تقوم بصنعها في البيوت وفي ذات المنطقة، إلا أن انتشار المطاعم الشعبية في الفترة الأخيرة جعلها متوفرة بشكل واسع في مختلف المناطق.


ويرجع تاريخ "العريكة" إلى عدة سنوات مضت، إلا أن أهالي المنطقة الجنوبية، ظلوا يحافظون عليهت كموروث شعبي يقدم كطبق رئيسي في السحور خلال شهر رمضان المبارك، لأنها تحتوي على عناصر غذائية تمد الجسم بالطاقة، حيث تقدم بالسمن البري والعسل الأصلي مما يُساعد الصائم على ممارسة نشاطه اليومي.


وتبين أم محمد الغامدي "ربة منزل" أن المنطقة الجنوبية مليئة بالمأكولات ذات الفائدة الغذائية الكبيرة، والسعرات التي تمنح الجسم القوة على العمل"، مبينة أن العريكة تعتبر من تلك الأغذية التي لاتخلوا منها مائدة السحور، وعلى الرغم من انتشار محلات لبيعها إلا أنها تفضل عملها في المنزل كما تعودت.


وعن طريقة صنع العريكة، أوضحت أم محمد أنها تصنع في إناء مخصص يُطلق عليه "السحلة"، حيث تضع الدقيق وقليل من الملح والماء، وتقوم بعجنه ليصبح متماسكاً وكثيفاً، ومن ثم تصبه في صينية وتضعها في فرن حار لأقل من نصف ساعة.

وأكدت أنه لايمكن إخراجها من الفرن حتى تتاكد من استوائها عن طريق غرس سكين في وسطها، وإذا خرجت السكين خالية من العجين فهذا يدل على أن العريكة قد استوت، ومن ثم تقوم بقلب قرص العجينة في الصحن وتضع عليها السمن والتمر، ومن ثم تقوم بعجن القرص فيهما حتى يتجانس مع التمر والسمن، ومن ثم توضع في حافظة ويتم عمل دائرة في المنتصف لملئها بالسمن البري والعسل ودهن العريكة من الأعلى بقليل من السمن.
كما تقدم العريكة أحياناً كطبق على مائدة الإفطار، لاسيما وأنها تزود الصائم بحاجته اليومية من الحديد والكالسيوم، كما أن البعض يمزجها مع الدقيق الأسمر مما يعطي نكهة وفائدة أفضل.


وعلى الرغم من أن بعض المهتمين بالغذاء والتغذية يؤكدون أن الأكلات الشعبية غير صحية وتحتوي على كثير من الدهون والكوليسترول، إلا أن أم محمد تعتبر هذه المقولات خاطئة، معللة ذلك بأن هذه المأكولات خالية على الأقل من المواد الحافظة التي تمثل خطراً على الصحة.


وقالت "المأكولات الشعبية التي تصنع في المنزل تحتوي على مواد غذائية طبيعية ومفيدة للجسم كالعسل والقمح والتمر والدخن، وبعضها يُضاف لها لحبة السوداء، أي أنها تحتوي على العناصر الغذائية الرئيسية للجسم".
وأضافت "صحيح أنها تحتوي على طاقة عالية ودهون إلا أن ذلك لايعني انها غير صحية، بل أن الإكثار منها يعتبر ضار، ولو نظر إلى ابائنا وأجدادنا الذين عاشو على هذه الأكلات لا زالوا حتى اليوم يتمتعون بصحة وعافية، على عكس أبناء هذا الجيل الذين يشتكون من أمراض مختلفة في سن مبكر بسبب الوجبات والأكلات السريعة التي انتشرت هذه الأيام".