وفاة "شاهد العصر" محمد حسنين هيكل عن عمر 92 عاماً

4 صور

توفي صباح اليوم الأربعاء، الكاتب الصحفي المصري محمد حسنين هيكل، أحد أشهر الصحفيين العرب والمصريين في القرن العشرين، عن عمر يناهز 93 عاماً.
وكانت تدهورت الحالة الصحّية لهيكل، خلال الأسابيع الماضية، وأجرى العديد من والفحوصات والأشعة، كونه يعاني من فشل كلوي، استلزم إجراء عميلة غسيل كلى أكثر من مرة، خلال الأسبوع الماضي.
وتميز الكاتب الكبير، بأنه ليس صحفياً فقط، بل كان مفكراً وصاحب رؤية استراتيجية وسياسية، واقترب من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حتى أصبحت العلاقة بينهما أكبر من عـلاقة صحفي برئيس الجمهورية.
أطلق على هيكل "كاتب السلطة" و"صديق الحكام" و"صانع الرؤساء" و"مؤرخ تاريخ مصر الحديث"، وفوق ذلك كله هو الصحافي اللقب الذي يفضله والكاتب التوصيف المحبب لديه، والمفكر الذي تجذبه الكلمة لكي يروي ويسرد ما لديه من معلومات وتحليلات.
هيكل من مواليد 1923، بقرية باسوس إحدى قرى محافظة القليوبية، لأب من جذور صعيدية، كان يعمل تاجراً للحبوب وكان يرغب في أن يكون ابنه محمد حسنين طبيباً لكن الأقدار شاءت أن يكون صحافياً على الرغم من أنه دخل كلية التجارة.

حياته العملية
عمل هيكل في الصحافة منذ عام 1942، بالتحاقه بقسم الحوادث في صحيفة "الإيجيبشان جازيت" وكان عمره 19 عاماً، وحينما قامت الحرب العالمية الثانية وهو شاب في العشرين تمكن أن يكتب اسمه بحروف من نور في بلاط صاحبة الجلالة، من خلال خبطاته الصحفية، خصوصاً في أول خبطة صحافية في حياته التي حققها في تلك الجريدة وكانت خاصة بفتيات الليل، إذ حدث في تلك الفترة أن أصدر عبد الحميد حقي وزير الشؤون الاجتماعية قراراً بإلغاء البغاء الرسمي في مصر، وكان سبب هذا القرار إصابة عدد من جنود الحلفاء بالأمراض التي انتقلت إليهم من فتيات الليل، فكان أن اتفق الإنجليز وحكومة الوفد على إصدار القرار الذي أثار الجنود كما أثار فتيات الليل وتم تكليف هيكل بلقاء فتيات الليل وحصل منهن على معلومات خطيرة هزت الرأي العام.
وقد استلم هيكل مهمة رئاسة تحرير جريدة "الأهرام" 17 عاماً، منذ عام 1957 حتى عام 1974. كما ترأس مجلس إدارة مؤسسة "أخبار اليوم" ومجلة "روز اليوسف" في مرحلة الستينات، وفي عام 1970 عين وزيراً للإعلام.
قدم هيكل للمكتبة العربية عشرات الكتب والمراجع السياسية أبرزها: "خريف الغضب" و"عودة آية الله" و"الطريق إلى رمضان "و"أوهام القوة والنصر" و"أبو الهول" و"القوميسير"، بالإضافة إلى 28 كتاباً باللغة العربية من أهمها: "مجموعة حرب الثلاثين سنة" و"المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل" و"ملفات السويس" و"لمصر لا لعبد الناصر" و"العروش والجيوش".

حياته العائلية
تزوج من السيدة هدايت علوي تيمور في العام 1955 ورزقا ثلاثة أولاد هم: علي هيكل طبيب أمراض باطنية وروماتيزم في جامعة القاهرة، وأحمد هيكل رئيس مجلس إدارة شركة "القلعة"للاستثمارات المالية، وحسن هيكل رئيس مجلس الإدارة المشارك والرئيس التنفيذي للمجموعة المالية "هيرميس".