اعراض الكولسترول العائلي و العقاقير الجديدة لمواجهته

علاج الكولسترول

الكولسترول العائلي حالة موروثة، ترتبط بالمستويات العالية من الكولسترول الضارّ أو الليبوبروتين منخفض الكثافة، ويمكن أن تعرّض المصاب بها إلى أمراض الأوعية الدموية والقلب التاجية. وأخيراً، فرغت بحوث من اكتشاف عقاقير جديدة لعلاج فرط كولسترول الدم العائلي، وأجازتها "هيئة الغذاء والدواء" الأمريكية.

هناك نوعان من زيادة معدل كولسترول الدم العائلي:
_ متغاير الازدواج، وهو يُورّث من أحد الأبوين المصاب بفرط كولسترول الدم العائلي، في أغلب الحالات.
_ متماثل الازدواج، وهو يُورث من الأبوين اللذين يشكوان من فرط كولسترول الدم العائلي، وأشدّ بالمقارنة بالنوع أعلاه، إلا أنه يمثّل نسبة أقلّ من مجموع المصابين بالمرض.

مخاطر...
• يؤدي الارتفاع المتواصل لمستوى الكولسترول في الدم إلى نتائج خطيرة، تتمثّل في تراكم رواسب دهنية على جدار شرايين القلب، ما يعيق تدفق الدم عبر الشرايين ويحدث مضاعفات خطيرة تشمل انسداد الشرايين والشعور بآلام في الصدر، إضافة إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
• قد يتعرّض الأفراد الذين لا يعالجون حالات زيادة معدّل كولسترول الدم العائلي إلى مخاطر الإصابة المبكرة بأمراض القلب بأكثر من عشرين ضعفاً مقارنة بغيرهم.
• يعتبر ارتفاع الكولسترول الضارّ، الناتج عن التوارث العائلي، عاملاً رئيسياً من عوامل تزايد خطر تصلّب الشرايين، ما يرفع فرص الإصابة بأمراض الأوعية الدموية القلبية.
• تشير إحصائيات إلى أنه في حال إهمال علاج حالات زيادة معدّل كولسترول الدم العائلي، فإنَّ مخاطر إصابات الشريان التاجي تكون نسبتها 50% في صفوف الذكور في سنّ الخمسين، و30% في صفوف الإناث في عمر الستين. وفي بعض التقارير الطبية الأخرى، يعتبر المرض أكثر شيوعاً لدى الذكور الذين تجاوزوا سنّ الـخامسة والأربعين من أعمارهم، والإناث اللاتي تجاوزن سنّ الـخامسة والخمسين.


التشخيص المبكر
يمكن الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، إذا تمّت السيطرة على عوامل الخطر المؤدية إليها في مرحلة مبكرة. ولكن بالنظر إلى غياب عوارض المرض، قد لا يدرك المرضى إصابتهم بفرط شحوم الدم إلا إذا أجروا اختباراً للدم. لذا، يبدأ الطبيب المتخصّص التشخيص في أغلب الأحيان بفحص الدم لإجراء اختبار الكولسترول الكلي الذي يتضمّن الآتي:
_ الكولسترول الضارّ أو البروتين الدهني عالي الكثافة.
_ الكولسترول غير الضارّ أو البروتين الدهني منخفض الكثافة والدهون الثلاثية.

وثمة عوامل أخرى بخلاف فحص الدم قد تمكّن الطبيب من الوصول إلى التشخيص السليم للحالة، وهي:
_ شكوى المريض من مخاطر القلب والأوعية الدموية.
_ وجود تاريخ عائلي لنوبة قلبية أو سكتة دماغية مبكرة.
_ تشخيص زيادة معدّل كولسترول الدم العائلي. وقد يحتاج الطبيب إلى تشخيص حالة أحد أفراد الأسرة، إذا كان تشخيص المريض غير مؤكّد. كما يمكن للاختبارات الجينية أن تساعد في ذلك.

مسبّبات
تعزى مسببات الإصابة الأخرى بفرط شحوم الدم إلى:
_ نمط الحياة الخامل والتدخين.
_ الإفراط في تناول الأطعمة الدهنية، كالمقليات والحلويات والأطعمة السريعة واللحوم الحمراء.
_ الإصابة بالبدانة وأمراض مزمنة أخرى، كالسكري والكلى والغدة الدرقية. كما أن مرحلة الحمل مسؤولة أيضاً عن هذه الحالة.

علاجات حديثة
فرغت بحوث أخيراً من اكتشاف عقاقير جديدة، أجازتها “هيئة الغذاء والدواء” الأمريكية، لعلاج فرط “كولسترول” الدم العائلي، مثل عقاري “أليروكوماب” و”لوميتابايد”.
وهناك العديد من أنواع الأدوية التي تُوصف لهذه الحالات، أبرزها:
_ للكولسترول العائلي متغاير الازدواج، يمكن تعاطي عقاقير طبية منفردة أو مجتمعة بإشراف الطبيب، مثل: الـ"ستاتين" والـ"إزيتيمايب".
_ للكولسترول العائلي متماثل الازدواج: إجراء فصادة الكولسترول منخفض الكثافة، وهو شبيه بغسيل الكلى، إذ يعبر الدم من خلال آلة خاصّة تنقي الدم من الـكولسترول. ويستغرق هذا الإجراء أربع ساعات في المستشفى. وقد يتطلّب الخضوع لهذا الإجراء2-4 مرّات خلال الشهر.

إشارة إلى أنَّ تغيير نمط الحياة مهمّ، ويشمل: الإقلاع عن التدخين وممارسة رياضة المشي لثلاثين دقيقة يومياً، والامتناع عن تناول الدهون المشبعة (اللحوم الحمراء والزبدة والمارغرين)، واستبدالها بتلك غير المشبعة والمتوفرة في الزيوت النباتية وزيوت الأسماك والمكسرات، إلى جانب التوقف عن تناول الأطعمة والأشربة الحاوية للسكّر المكرّر. بالمقابل، يجدر الإكثار من أكل الطعام الغني الألياف، كالخضراوات والفاكهة والحبوب الكاملة.