"المغراق".. قصة بلدة لبنانية تعود إلى 200 عام

4 صور

تسمّى المغراق، كما هو وارد في مستندها العقاري، لأنها أرض كلسية تغرق في الماء خلال فصل الشتاء، فتتحوّل إلى بحيرة صغيرة يتوجّب استخدام زورق أو سيارة كبيرة للمرور بها، إنها جنّة طبيعية في قرية عبدلّلي (قضاء البترون)، وليست مثل أي أرض أخرى في لبنان.
وحول موقع المغراق يشير د. «أبي نادر» (المالك) إلى أن «هذه الأرض ترتفع عن سطح البحر بحدود 600 متر، ومنطقة عبدلّلي مشهورة منذ القدم بمنازلها القديمة وطبيعتها الخضراء الساحرة، والمغراق ضمن هذه المنطقة تتميّز ببيئة نظيفة وبعيدة تماماً عن التلوّث، ويوجد في هذه الأرض بيت مصنوع من الخشب والحديد فقط، ويعود ريعها للأشجار والاهتمام بها والمحافظة عليها بالتعاون والتنسيق مع وزارة الزراعة التي قدّمت 400 شجرة سوف تتم زراعتها عمّا قريب.
بالنسبة إليّ الشجرة أهم من المنزل، منذ جدودي ومع مرور السنوات، بقيت هذه الأرض ملكاً لعائلتي، وبعد عودتي من الولايات المتحدة قررت استلام جميع شؤون هذه الأرض».
وحول تاريخ هذه الأرض، يؤكد الدكتور أبي نادر أن «القصة قديمة جداً، تعود إلى 200 عام على الأقل، إذ يحكى أن أحد أجدادي قصد تلك الأرض في يوم من الأيام، واصطاد عصفوراً وقع في أرجائها، وعندما أراد أن يأخذه، واجهه أحد الجيران بأن المكان له، وبالتالي العصفور الميت له، غير أن جدّي قال له: «الأرض لك اليوم، لكنها ستصبح لي غداً»، وهكذا جمع جدّي المال المطلوب واشترى الأرض وأصبحت ملكاً لعائلة «أبي نادر»، وزرع أشجار الحور في شكل مربّع، وكان يبني عندها خياماً من القشّ ويمضي الوقت تحتها، ولا أخفي سراً إذا قلت بأن عمر الأشجار في تلك البقعة الخضراء لا يقل عن 200 عام، المغراق غابة صغيرة غنية بظلالها وكنوزها».
في المغراق، يمكن الاستمتاع بنزهة وسط الأشجار، وبالإمكان إحضار الطعام لتناوله هناك، ويمكن أيضاً إحضار الخيم للتخييم في ضوء القمر وتلألؤ النجوم ليلاً، مع العلم أن الحاجات الأساسية، كالكهرباء والماء والحمام، مؤمّنة في الكوخ، وهناك ناطور يسهر على نظافة الأرض طوال أيام الأسبوع.