"اس بي سي" تختار نجومها بحسابات الورقة والقلم.. واستحقاقها الأهم بعد "رمضان"

يسرا في "لدينا أقوال أخرى"

عادل إمام

عبدالله السدحان

3 صور

منذ انطلاقتها مطلع شهر رمضان المبارك وقناة "اس بي سي" السعودية تعتمد سياسة حرق المراحل والدخول بمعركة "كسر عظم" مع منافسينها المفترضين، فخاضت سباق العرض التلفزيوني من حيث انتهى الآخرون، وهدفها حجز مكان لها في الصف المتقدم في قائمة القنوات الأفضل، وربما تصدر القائمة وحدها.

وبحثاً عن نسب المشاهدةالتلفزيونية الأعلى في رمضان، أعدت قناة "اس بي سي" دورتها البرامجية واختارت المسلسلات التي ستعرضها بحسابات الورقة والقلم، حيث سعت إلى استقطاب أصحاب الحظوة الجماهيرية الأكبر من نجوم التمثيل العرب والسعوديين، وحشد أفضلهم في وجبتها الرمضانية، فاحتكرت وحدها ظهور النجم عادل إمام خليجياً، بعد أن كان وجبة تلفزيونية الزامية على "أم بي س"، واستثمرت عودة الفنان الكبير يحيى الفخراني إلى الكوميديا، وكانت المستفيد الأكبر من غياب مسلسلي " أرض النفاق" لنجم الكوميديا محمد هنيدي، و"لدينا أقوال أخرى" للفنانة يسرا عن قوائم العرض المصرية، كما حرصت عل استقطاب مسلسل الفنانة نيللي كريم "اختفاء" بعد أن شكلت هذه الأخيرة حصان راهناً رابحاً في السنوات الأخيرة.

سعودياً قدمت القناة الجديدة نجوم سلسلة "بيني وبينك" راشد الشمراني، وفايز المالكي، وحسن عسيري في كوميديا "شير شات"، وعرضت حصرياً مسلسل "بدون فلتر" للفنان عبد الله السدحان..وفي العملين قاربت مشكلات المجتمع السعودي في قالب كوميدي هادف. كما استثمرت النجاح الخليجي في المسلسلات الكرتوينة في عملين اثنين هما "درر"، و"أبو ملحة".

هكذا استطاعت قناة "اس بي سي" أن تجمع رصيداً مهماً من الأعمال الدراميةالتي تعينها على تحقيق غاياتها في تصدر نسب المشاهدة التلفزيونية، ويبدو أنها نجحت في ذلك، وفق ما أكدته احصائيات الشركات المختصة التي تناقلتها الصحف السعودية، حيث حلت أولاً من ناحية المشاهدة في المملكة بحسب "بارك"، وثانياً بحسب شركة "ايبسوس".

نجاح الخطوة الأولى لـ"اس بي سي" في رمضان لن يكتسب مشروعيته إلا بعد خطوتها الثانية، أي برمجة دورتها التالية، فحشد أفضل اللاعبين في فريق واحد يضمن مباراة رائعة لمرة واحدة، لكن الاستمرارية تتطلب بالضرورة انسجاماً دائماً وعملية تطوير دائمة، وإذا كانت القناة الوليدة قد حصدت نجوم القنوات في السنوات الأخيرة وجمعتهم في شاشتها، فعليها منذ اليوم أن تستثمر نجاحها في صناعة نجوم آخريين، وإلا فأنها ستتكبد ميزانيات ضخمة في كل دروة برامجية تطلقها، بحثاً عن الأهم مهما كان الثمن.

خليجاً ربما من المفيد أن تنتقل "اس بي سي" إلى مربع الإنتاج الخاص بها، وكما قدمت نفسها كقناة حكومية تنافس أهم القنوات الخاصة، على دوائر انتاجها الدرامية إن تفكر بعقلي القطاع الخاص الإنتاجي ولا تكرر تجربة شقيقها الأكبر "التلفزيون السعودي" حين بدت قوائم التعميد الإنتاجية أسيرة أسماء عدد من النجوم/ المنتجين، على نحو شجع هؤلاء إلى التحول من تقديم دراما سعودية مميزة إلى مشاريع شخصية استنزفت بمجملها التلفزيون إنتاجياً بعد أن جاءت بلا مردود مالي وفني.

أما عربياً، فمن الأفضل أن تلتفت "اس بي سي" لاحتكار الأعمال الدرامية الأهم، على صعيد الشكل والمضمون، وعدم الاكتفاء بتاريخ نجومها وجماهيرتهم، فقد أثبتت تجارب السنوات الأخيرة أن المسلسلات المصرية الأهم كانت أبعد ما يكون عن هؤلاء النجوم.