mena-gmtdmp

أحاديّ الوجود

سلمى الجابري
للأمانة العاطفية يا صديقتي، بعض الرجال لن يتكرروا بذات السهولة التي صادفتهم بها، سيصعُب عليكِ أن تُربي قلبكِ من جديد، وستصعب الحياة من بعدهم، بعض الرجال أُحاديو الوجود، ليس لهم أشباه؛ مهما حاولتِ نكران ذلك. الأمر ليس بحاجة للتعقيد، ولا للهروب الطويل، فقط تعلمي كيف تُحافظين على رجُل يُضاهي رجال العالمين حُباً، صبراً، ونبلاً وشموخاً، تعلمي يا غبية كيف تُباعدين العابرات عنه بدهاءِ الإناث، لا تثوري في كل وقت ولا تصرُخي مُهددة بالرحيل، حاولي أن تصمدي في معارك الغيرة بأناقة تُثيره، بفتنةٍ تتعمدينها. لا تُضعفكِ الهزات العاطفية، ولا تتعالي فوق الحُب حد الأنا، فالرجُل مهما كان نادراً في زمن الأقنعة، لن يحتمل امرأة الشك والنحيب الطويل، طالما لا يرى غيركِ بين تفاصيل يومهِ المُكتظة بالمتاعب والمغامرات، هذا دليل قاطع يجعلكِ على ثقة بأنه لا يأبه بهنّ مهما حاولن. فلتعلمي هذه الحقيقة: قلّة هم الرجال الذين يُعرون أمام أنثاهم أحداث ساعات غيابهم عنها بالتفصيل؛ وحتى ذلك الجزء الخطير من حادثة نسائية عابرة يقولونها بثقة مُفرطة، هؤلاء الرجال الأصدق دوماً؛ حتى وإن حاولوا الكذب قليلاً، لن يكون بحجم كذب رجال الأقنعة الغرامية المُزيفة. لذلك لا تدعي الرياح الموسمية تقتلع منكِ جذوة الهوى بحماقة لا تُذكر، غني وتناغي بهِ وارقصي فوق حسدهن بضحكٍ وغرور، هكذا يجب أن تكوني أنثى لأحاديّ الوجود.