العالم يشهق، يختنق، يتحول إلى رمادٍ ثم غبار..
ككلِ الأفكار التي تنزلق بداخلنا وهي ممتلئة بالعجز..
تماماً كالدموع..
كالتلاشي دفعة واحدة..
كالعومِ ضد التيار الجارف..
من ذا الذي سيوقف ذوبان المشاعر فينا؟
ونحن الغارقون في سيلِ البكاء!
أنا لا أشبهني عندما اقترب كثيراً من لحظات الغيرة، هذا الهدوء الذي يستريح فوق ملامحي بشكلهِ الدائم، يتحول إلى شيءٍ مفزع، يصعب تفسيره، ويسهل كثيراً معرفة أسبابه، تلك الأسباب التي تُقترف باسم الحب، هي ذاتها من تحدث هذا الوخز بأكثر الطرق وجعاً.
أنا لا أحبني عندما تتحول هذه السكينة التي بداخلي إلى غضبٍ وكبرياء، وكأن الطفلة الراقدة في أعماقي قد طُعنت وحان وقت انتقامها.
أنا لا أعرفني عندما يطول هذا العتاب بيني وبين من أحب، بسببٍ وبلا أي سبب، فهذا العناد الذي يتفشى بين الحب يحوله بالتدريج إلى خراب، كم أكرهه وكم يجتاحني رغماً عني.
هذا الوجه الذي كنتَ تحبه فيّ، لن تتعرف عليه إن مسست بيديكَ جرحه.
هذا الصوت الذي كان يعبر بك كل هذه الأمداء المضيئة كالحلم، ثم يعيدك من جديد، لن تتعرف على نبرته إن تركته يصارع الخيبة بصمتٍ ووحدة.
هذه اليد التي كانت تمدّ لك الحب مراراً وتكراراً دون أن تتعب، لن تلوّح لك حتى باللهفة إن صافحتها مجدداً بالأسى.
العالم يزفر، يلفظ سكناته الأخيرة ثم ينام..
قبل الجميع..
تماماً كالعشاق..
ثمة من يسهر بسبب الاشتياق..
والآخر بسبب البكاء..
أما الشق الآخر فهو من ينام..
قبل أن تراوده الأحلام