أصبحنا نتقاطع يوميًا بأشخاص لا نعلم عنهم شيئًا، لكننا في ذات الوقت نتقاسم معهم الوجع، الأحلام، والكثير من الأمنيات التي نودُ بها رفع سقف الوطن، فهؤلاء الأشخاص في عمرٍ ما شاركونا ذات الأفكار وذات الأخطاء، وكأنهم كانوا نحن في زمنٍ مضى.
في كثير من الأحيان تُصادف كاتبًا ما، أو رسامًا، أو ناقدًا، أو حتى مثقفًا أو شخصًا عاديًا يحمل أحلامه معه، لكن جميع من ذكرتهم قد تكون تعرفتَ على ملامحهم إلكترونيًا، أو من خلال مصادفات الحياة الكثيرة، لا يهمّ، المهم أن هذا الشخص، وبذات سياق الأحداث، قد وجدته يلامس وجعك، فرحك، أو حتى سحر شغفك للحياة والطموح، هنا بالذات ها أنت بدأت تشعر بأن هذه الحياة بكل تناقضاتها وأحداثها، صاحبة الرتم السريع، باتت تعقد معك صفقة خفيّة؛ لتفاجئك بأشباهك، بأنصافك المجهولة، فقط حتى تُريكَ كيف كانت تبدو ملامحك، وكيف أصبحت، فنحنُ في طور التجدد دومًا، لا شيء يبقى كما كان، ولا شيء سيبقى كما هو عليهِ الآن.
وهذا الشخص قد تصطدم بهِ في مُصادفةٍ غريبة، فقط حتى تتعرف على نفسك فيه من حيثُ تجهل، فتعلم حينها أنت ما مررت بهِ هو نتاج تجارب كثيرة، ومواقف تكررت معك، وستتكرر مع غيرك بذات المسيرة والتفاصيل، لكن باختلاف الأسماء والشخوص بطبيعة الحال.
وهنالك أشخاص مرورهم بعالمك الخاص ليس إلا تواطؤًا مع الحياة؛ حتى يتركوا لكَ ذكرى أو نصيحة أو تجربة لن تُنسيها عثرات الحياة بسهولة..