| تخيّل لو أننا ما زلنا معاً، يدك تطوّق خاصرتي، وكل الطرقات ترحب بنا، كما كانت تفعل، تخيّل تلك البهجة التي كانت ترتسم فوق ملامحنا، في عينينا، تخيلها جيداً، أتصدقني لو أخبرتك بأني لم أشتق لشيءٍ آخر سواها، ابتعدنا قليلاً بفعل الأقدار، لكن كل تلك الحياة التي ملأناها سوياً بالحبِ ستبقى بيننا حتى حين تكون أنت هنا معي، تشاطرني الوقت، الصمت، ومرارة الحنين، قد يكون بيننا الكثير من الحدود الجغرافيّة وحتى العاطفيّة، لكنها، صدقاً، لم تعد تشكل كارثة بالنسبةِ لنا، فنحن سوياً برغم كل تلك الظروف التي تجتاحنا عنوة، من الجميل جداً أن تكون متصالحاً مع عاطفتك ومع من تحب، أن لا تكون متطلباً؛ لأنك لن تجد ما سيرضيك، لذا لا تبحث كثيراً عن ثغرةٍ تقيده بها؛ لأنها ستقيدك أنت نيابةً عنه، وهذا السبب كافٍ بأن يجعل من هذه العلاقة جحيماً، قد نبحث عن الكمال الروحيّ فيهم، في الأوقات التي جمعتنا بهم وما زالت تفعل ذلك، لكننا قد لا نجد ما نحوم حوله ونبتغيه، فالمشكلة ليست منّا ولا منهم، بل بمشاعرنا المتطلبة، مشاعرنا التي كلّما حقناها بالحب طلبت المزيد، هذا الشعور الذي يجوعهم باستمرار لن يصل إلى التخمةِ أبدًا