عندما تحين النهاية؛ فكل شيء يبدأ بالانقضاء تباعاً..
كم من المشاعر أبصرها فتعميني، وكم من انتظارٍ أتعايش معه فيدميني!
بدأ عامٌ جديد، ورحل آخر، وأنا ما بينهما أجيء بكليّتي وأذهب، كقطعةٍ نردٍ تلامس شغف اللحظة فتسقط مع كل فزعها بشكلٍ مفاجئ، بشكلٍ يعلن موتها بصورةٍ أو بأخرى، وهل هناك من يموت وهو في غمرة انفعاله، في غمرة جنونه أمام لعبة الحياة؟
هذا الموت المستحدث الذي أخلقه كل عام من عدم الشعور، يقربني جدًا من الحياة التي لا أنتمي لها، لكنها في المقابل تنتمي إليّ بصورةٍ مباشرة، فهذا الانتماء العائم يا ألله يفضي بي نحو المحك.
فأنا لم أعد أحتمل كل هذه التفاصيل الدخيلة، تلك التفاصيل التي تتحكم بمزاجيتنا وهي تحبو نحو معاقل صمتنا بهيئةٍ تستفز الحرف فينا، تستفز صمت الذكرى، حتى تخبرنا بأنه من غير الممكن أن نتجرد من أعماقها السحيقة دون أن تسمح لنا هي بذلك.
مع كل بداية عام، أجدني أفر إلى داخلي، أتحسس أناي، فأربّت على تحدب القلب، وأدعو الله كثيرًا أن يطيل عمر هذا الوجع حتى أفارق الحياة وأنا عاشقة للبياض العدميّ وللنوارس، أن يطيل هذا الكمد الذي يحييني قبل أن يبكيني، فقط حتى تحيا المرأة التي بداخلي بيتمها؛ حتى تكتبني وأكتبها بفردانيةٍ مطلقة، بفردانية لا تمت لأي رجلٍ بصلة