mena-gmtdmp

علمني أن أحبك.. كما لم أكتب قط

سلمى الجابري
لا أستطيع التوقف عن التفكير، فكلّما عبرت بمحاذاة السعادة، أخشى كثيراً من فقدِ هذه اللحظة، هذه اللحظة التي صالحتني مع الحب كم أخاف منها وعليها يا الله. لا تلُمني عندما أبكي من شدّة الفرح، فبعض الدموع سلام، وبعضها وجع. فكم هو متعبٌ العيش دون أن نفكر بالخطوة القادمة، تلك الخطوة التي قد تقلبنا رأساً على عقب دون أن نعلم إلى أين سنمضي، أو متى يتوجب علينا أن نقف، فهذه الخطوة فارقة جداً بين عمرٍ مضى، وبين عمرٍ سيأتي، وخطوتي إليك كانت مباغتة، لم يكن لديّ الكثير من الوقت كي أحلل الأفكار، أو حتى لأتأكد من سلامة الطرقات التي قد تأتيني بك، أو قد تدفعني إليك، لكني جئتك وأنا خالية من الذكريات، مستعدة تماماً للحب، وللاحتراق من جديد. ثمة حب يأتينا حتى يعيد لنا ترتيب أنفاسنا، وثمة حب يأتينا ومعه الحياة كلها، وأنت اقتربت من رعشة المشاعر حتى تؤكد لي حقيقتك، اقتربت من الشهقة حتى تبعد عني تلك الغصة التي كادت أن تطيح بي، لكن لا أعلم لم تأخرت الأقدار كثيراً كي تجمعنا؟ لكني على ثقة بأن هذا هو الوقت الملائم لنا، هذا هو وقتنا الذي سنبدد من أجله كل الأحزان الماضية. ولأن البداية لا بدّ أن تكون قريبة من الكمال العاطفيّ، فأنا لم أعتد على أن أكتب بحب، لطالما كان الأسى رفيقي بين الأسطر الدامغة، فلتعلمني هذه المرّة على أن أكتبك شهقة بشهقة، وجنوناً بجنون، علمني كيف أعيد لملامحي نضارتها، وكيف أعيد لروحي براءتها، علمني كل شيء واللا شيء، علمني معنى السكينة والوقار، علمني كيف يبدو الاهتمام كلما أبعدتنا الحياة أو اقتربت منّا، علمني أن أحبك كما لم أكتب قط.