أحبك لأسبابٍ كثيرة، لأسبابٍ طارئة ومصيريّة، أحبك من أجل العمر، من أجل البقاء، ومن أجل الموت أيضاً، أحبك كي تطرق صدري بشعور العالم، باحتياج العالمين، بقلق العشاق من انتهاء الحلم دون أي عناق. أحب التسلّح بسمرتك ضد الأعين المتلصصة. فأنا كنتُ خافتة، أتكرر بعاديّتي، أبعث الرسائل إلى المجهول، ثم أتكوّر بوحدتي وأبتسم، لم أكن أبحث عما يسد جوع عاطفتي، بل كنتُ أحاول التصدي لأية رضة مفاجئة، تأتي من أشباه الحب. جئت من البعيد؛ كي تقرأ عزلتي، كي تختار معي النجوم، كي نهرب الظلال من ساحاتِ الأقدام الغاضبة، حتى نحتفظ بنا، جئتني لتشدّ يد الحلم بحقيقةِ الحب، جئت بأبعادٍ كثيرة، بوجوهٍ تتلوّن، بأصواتٍ تقرأ الشعر، وتطيل الصلوات، جئت لترسم الذكريات على زرقة السماء، جئت لتعيد للطفولة براءتها، سحرها، وسكاكرها، جئت من أجلِ أن تحيي بداخلي الإنسانية تجاه الغيم، العشب، الأوراق، الأشرعة، وقناديل الليل، ومن أجلنا. لم أحبك إلا لأنك حفرت بداخلي الحياة، وكم من حياةٍ عليّ أن أعيشك حتى أنتهي بك. ولا بأس إن أصبح كل هذا الحب يوماً ذكرى، فنحن على أية حال سنبقى نحيا بسبب الذكريات. .