لا تثق بغضبك كثيراً، طالما تعلم جيداً بأنه لن يدوم طويلاً، لا تثق به طالما قد تغريه كلمة حب، ابتسامة أسف، أو حتى اعتذارٍ ضمني، لا تثق به، طالما تحبهم إلى هذا الحد يا قلبي.
أحب هذا الجنون الذي تقحمني بداخله في كل لحظةٍ يستحيل عليّ أن أتنبأ بها، هذا الجنون الذي يبدأ بكل التفاصيل البسيطة العادية، تلك التي يحركها التكرار، كي تتجذر بنا دون أن ندرك ذلك، ثم في لحظةٍ ما، تطفو كلها فوق سطح الأشياء، كي تصبح ضدنا، لتكبح جماح غضبنا، لتعيذنا من أية فكرةٍ تلمح للهربِ أو الرحيل، أحب أن تضعني بين قاب حنانك وقسوتك، كلما أبعدني عنك الشعور أو اقترب.
يُثار جنوننا أكثر حينما نرى الصورة بشكلها الخاطئ، حينها نضخم الأفكار، نمنحها كل الحق بأن تتسرب، تتفشى بيننا بهيئتها المؤذية، لنركض مع خوفنا إلى ركننا القصيّ، كي ننزوي، نعتزل، نبتعد عن ما كان، وما سيكون بقلق، لم نفكر للحظةٍ واحدة بأن نعطيهم كل الحق في التبرير، في إزالة ذلك الضباب الذي أخفى معالم المشهد الأخير من عيوننا، ثم نقرر من كان على صواب ومن أخطأ بالتعبير.
من المؤسف أن يأخذنا فهمنا الخاطئ، من الكثيرِ من العلاقات، من الصداقات التي من الصعب أن تتقاطع معها أقدارنا من جديد..