أيستحق الأمر كلّ هذا الإجهاض الروحيّ؟ أيستحق فعلاً أن تلامسي قاع الذلّ بهوانِ امرأةٍ أعياها الحب؟ أيستحق هذا الحب أن تنشري كل مشاعرك فوق حبلِ غسيلٍ قابلٍ للقطع دفعةً واحدة؟ أتستحق أناكِ منكِ كل هذا الخضوع؟ بالطبعِ لا، لكن متى ستتوقفين عن ملاحقةِ رجُل الأحلام الضبابية؟ متى ستأتي تلك اللحظة القاطعة بالنسيان؛ حتى تعانقي ما تبقى من عمركِ وأنتِ حافية من ذكرياته؟ أرجوكِ لا تدعِي الأمر يطول أكثر من المفترض، لا تتمادي باستصغاركِ؛ حتى لا يأتي ذلك اليوم الذي لن تستطيعي فيهِ أن تتعرفي إليكِ، كوني أذكى؛ فالوقت ما زال بصالحك، والكرة ما زالت تحت قدميكِ، لا تتركيها تتدحرج بين عبثية مشاعرهِ؛ حتى لا يسددها في مرماكِ وأنت غارقة بعسلِ الأحلام.
لا تنظري لشاشة هاتفكِ كثيراً، لا تنتظري رسائله النصية أو حتى الإلكترونية، انشغلي أكثر بجماليّة وحدتك، حاولي أن تخلقي من بينِ كلِ هذا الركام حياةً تستحق أن تعيشيها بجذل، ولا تنسي أن من بعدِ عتمة الليل، يأتي النهار ليصافحنا ببياضِ نوارسهِ، أرأيتِ!! هكذا هي تكون دورة الحياة، كما هي تماماً دورة الحب، ليس هنالك حب ثابت؛ بل لابدّ من هزّة عاطفية تحيينا بين تفاصيلها، أو قد تطرحنا أرضاً، وفي كلتا الحالتين، علينا الوقوف من جديد.
مع هذا الكل من احتضار المشاعر واستنزاف الذاكرة بالصور القديمة، نحن نرحل منّا تدريجياً نحو عوالمَ انتهت بغيابهم، يا الله كم ينبغي علينا أن ندرك حقيقة النهاية الآسنة؛ حتى نقتنع بهذه الوحدة التي فرضت طقوسها علينا؟!
موجع جداً هذا الحزن البشريّ الفائض عن منسوبه الطبيعيّ، موجع أن يبقى طعم الحب في فمنا قاتماً مراً وحامضاً، حد أن نستسيغه على مضض، لم يوجد الحب بيننا إلا من أجل أن نصعد نحو سماوات السعادة بألقٍ وصبابة، وليسَ لأن نسقط في الهوة بخنوعٍ وكمد