نحنُ لا نحتاج أن نُطيلَ عمر حُبنا، طالما سيتركنا ذات اكتواء؛ مشدوهين بملء الأفواه، طالما سيدهسنا تحت وطأة الغياب بكلِ خيبة وقسوة.
لا نحتاج سوى للسلام العاطفيّ؛ حتى ننعم بالغرامِ كيفما يجب، لا نحتاج سوى أن نرفع من صوتِ الهوى؛ حتى نتمايل بِخدر، ولا نحتاج سوى للكثيرِ من الاهتمام؛ حتى نعلوَ بزهوٍ يثير العالمين، ويحرِّضهم على الغيرة، لا نحتاج سوى ذلك؛ حتى نشهق الجنون ونزفر الصخب.
كانَ كثيراً عليك أن تُشعرني بذلك، كان كثيراً عليك أن تُباغتني بلذيذ الكلام وبالكثير من الغرام!
للأسف طاعنٌ أنت في السأم العاطفي، لا تُجيد ثقافة القلب وتنقصك فصاحة المشاعر؛ حتى تَعبرَني بتطرف التفاصيل وبحدّة الأنفاس؛ لذلك لم يكن حبك كافياً، ولم يكن تكرار الأحداث سوى روتينٍ ممل، أصابني بالبرود من حيثُ تجهل، كنت بحاجةٍ لثورة عشقيّة، لانتفاضة لا تهدأ، ولمعارك لا تتوقف، كنت أحتاجك بهمجيّة مزاجيّتي وجنوني، لكنك لم تكن سوى رجل لا تعنيهِ الحمم العاطفية، بقدرِ ما يعنيهِ أن يأخذه الحُب نحو ضفةٍ هادئة، خالية من الكوارث الجنونية.
لذلك أعتذر منكِ يا رجُل الهدوء، والمشاعر الباردة، فأنا امرأة الحرائق ومعاقلِ الجنون، أنا امرأة الحياة الثائرة والزلازل العاطفيّة، ذلك الانسياب الهادئ والمشاعر المقفرة لا تناسبن