mena-gmtdmp

ليس بمقدوري أن أحب صوتك أكثر

سلمى الجابري
| ثمة أصوات لا تُنسى، وأخرى خُلقت لتكون سبباً لنحب الحياة أكثر، لنتمسك بالفراغ، وكأننا بداخله نحيا بالحب ونموت، لم يكن صوتك سوى حلم لم أود النهوض منه، كم تتشابه الأصوات التي تأتينا بالوجع، لكنها متباينة جداً عندما تنسكب على مسامعنا بحنانٍ ولهفة، تماماً كما جاءني هذا الصباح وهو محمل بصوتك وبارتباكِ الأنفاس. غِب، ابتعد وارحل كيفما تشاء، وحدها الأصوات يبقى صداها عالقاً في الذاكرة حتى حين، وكم من ذاكرةٍ شُيّدت بسبب صوتٍ اجتاحها عنوة، وكم من ذاكرةٍ ما زالت تنازع الحياة، بسببٍ صوتٍ لم يعيده الحنين إليها. وذاكرتي ما بين البينِ، تارةً تُعيدني إلى الشهقةِ الأولى، تلك التي تقاسمنا لحظتها سوياً، وتارةً تأخذني نحو الخيبة التي تدفعني للبكاءِ دون أن يأتيني صوتك بالسلام الذي أبحث عنه في ترددِ أصواتِ العالمين، فكل الأصوات التي أسمعها، هي كنشازٍ حاد، لا تجلب معها سوى الضوضاء، ليس بمقدوري أن أحبّ صوتك أكثر، فكلما أحببته، غاب عن مسامعي، وكأننا بداخلِ علاقة طردية لا تنتهي إلا بانتهاء هذه القطيعة العاطفية